‏‫‎كيف أُرجع زوجتي كما كانت ؟


د. محمد رشيد العويد

‎قال : أريد شيئاً واحداً .. لا أريد سواه !
قلت : ما هو ؟
قال : أن تعود زوجتي كما كانت .
قلت : وكيف كانت ؟
قال : محبة لي ، حريصة عليّ ، مهتمة بي .

‎هذا جانب من حوار يتكرر كثيراً مع أزواج ، تركتهم زوجاتهم إلى بيوت أهاليهن ، بعد نزاع مرير .
لماذا تغيرت الزوجة ، وما الذي جعلها تنفر من زوجها ، وتتوقف عن حرصها عليه ، وتنصرف عنه ، وعن اهتمامها به ؟!
الزوج يُرجع تغير زوجته إلى أهلها وزميلاتها متهماً إياهم بأنهم وصفوها بالغباء لأنها توافق زوجها على كل شيء ، وبأنها عديمة الشخصية لأنها لا تواجهه في كثير من المواقف ، ومن ثم فإنهم حرضوها على عصيانه ولو بأسلوب غير مباشر .
وأكثر الأزواج على حق في هذا ، فَمَنْ حول الزوجة من أهل وجارات وزميلات يصورون طاعتها زوجها ضعفاً ، وموافقتها له غباءً ، وعدم مخالفته في آرائه فقداناً لشخصيتها ، فتتغير عليه ، وتبدأ بالتصدي له ، والانصراف عنه ، ورفض أوامره ، وتحديه ، ومخالفته ، ومواجهته .
غير أني لا أعُفي الأزواج من إسهامهم في تغير زوجاتهم عليهم ، وانصرافهن عنهم ، وإهمالهن لهم ! أجل فغير قليل من الأزواج يركنون إلى تعلق زوجاتهم بهم ، وطاعتهن لهم ، وانقيادهن المطلق لأمرهم ، دون أن يقابلوا ذلك بتقديرهم لهن ، والتعبير عن رضاهم عنهن ، وثنائهم عليهن ، وحبهم لهن ، فيجتمع تحريض من هم حول الزوجة مع إهمال الزوج لها ، وقسوته عليها ، فتنتفض ثائرة متمردة ، متصدية متحدية ، وقد زادت الضغوط عليها ، وصارت عاجزة عن تلبية طلبات زوجها وحاجات أولادها ، والقيام بمسؤولياتها وواجباتها .
لهذا كله أقول للرجل الذي افتقد زوجته القديمة ، زوجته التي كانت تطيعه وقلما تعصيه ، وتنصرف إليه وقلما تنصرف عنه ، وتنشغل به أكثر مما تنشغل بسواه … أقول له : ليس لك حتى تستعيد زوجتك القديمة ، المحبة لك ، المطيعة لأمرك ، المتعلقة بك ، إلا أن تحيطها باهتمامك . وتغرقها بحبك ، وتسعدها بثنائك ، وتبشرها برضاك .

وسوم: العدد 712