ينشد صفي الدين الحِلّيّ

أدباء الشام

ينشد صفي الدين الحِلّيّ:

قالت :كحلتَ الجفونَ بالوسنِ

قلتُ: ارتقاباً لطيفكِ الحسنِ

قالتْ: تسليتَ بعدَ فرقتنا،

فقلتُ: عن مَسكَني وعن سكَني

قالتْ: تشاغلتَ عن محبتنا،

قلتُ: بفرطِ البكاءِ والحزنِ

قالتْ: تناسيتَ! قلتُ: عافيتي!

قالتْ: تناءيتَ! قلتُ: عن وطني

قالتْ: تخليتَ! قلتُ: عن جلَدي!

قالتْ: تغيرتَ! قلتُ: في بدني

قالتْ: تخصصتَ دونَ صحبتنا،

فقلتُ: بالغُبنِ فيكِ والغبَنِ

قالَتْ: أذَعتَ الأسرارَ، قلتُ لها:

صَيّرَ سرّي هواكِ كالعَلَنِ

قالتْ: سررتَ الأعداءَ، قلتُ لها:

ذلكَ شيءٌ لو شِئتِ لم يكُنِ

قالَتْ: فَماذا تَرومُ؟ قلتُ لها:

ساعَة َ سَعدٍ بالوَصلِ تُسعِدني

قالَتْ: فعَينُ الرّقيبِ تَنظُرُنا!

قلتُ: فإنّي للعَينِ لم أبِنِ

أنحَلتِني بالصّدودِ منك، فلَو

ترصَّدتني المنونُ لم ترني

وسوم: العدد 792