حادي العيس

أدباء الشام

فمن هو الحادي؟ ومن العيس ؟؟؟

صاحب القصيدة جندي جاء مع جيوش الفتح الاسلامي من مصر الى بغداد حيث عاش فيها

رغم قصر القصيدة الا انها خلدت بحناجر عراقية وكويتية وشامية ومصرية

فهل حقا كان الشاعر مجنونا؟؟؟؟

ذُكِرتْ القصةُ في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه

القصة حدثت في الفترة العباسية في سنة ست وأربعين وأربعمائة هـ :

حدثنا عبد الله بن عبد العزيز السامري قال: مررت بدير هرقل أنا وصديق لي.... ( الدير موجود على طريق بغداد وواسط)

فقال هل لك أن تدخل فتنظر إلى ما فيه من ملاح المجانين،

دخلنا وإذا بشاب حسن الوجه، مرجل الشعر، ، مشدود بسلسلة إلى جدار،فحين بصر بنا قال مرحبا بالوفد قرب الله بكم بابي،

من أين أقبلتم ؟

فقلنا  أقبلنا من كذا، ثم قلنا له ما أجلسك ههنا وأنت لغير هذا المكان أهل وهو لغيرك محل، فتنفس الصعداء وهو مشدود إلى الجدار في سلسلة وصوب طرفه إلينا وأنشد:

الله يعلم أنني كمد ...

لا أستطيع أبث ما أجد

روحان لي روح تضمنها ...

بلد وأخرى حازها بلد

أما المقيمة ليس ينفعها ...

صبر وليس يقرها جلد

وأظن غائبتي كشاهدتي ...

بمكانها تجد الذيڜڜ أجد

ولما فرغ من شعره التفت إلينا فقال هل أحسنت فقلنا نعم ثم ولينا،

فقال بأبي ما أسرع ذهابكما أعيراني سمعكما فعدنا إليه فأنشد:

لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم

وحمّلوها وسارت في الدجى الأبل

و أرسلت من خلال الشق ناظرها

ترنو اليّ و دمع العين ينهمل

و ودّعت ببنان عقدهُ علم

وناديت لا حملت رجلاك يا جملُ

يا حادي العيس عرِّجْ كي أودعهـم

يا حادي العيس في ترحالك الأجـل

اني على العهد لم انكر مودتهم

يا ليت شعري بطول البعد ما فعلوا

ويلي من البين ما حل بي وبهم

من ناظرِ البين حل البينُ فارتحلوا

لما علمت أن القوم قد رحلوا

و راهب الدير بالناقوس منشغلُ

شبكت عشري على رأسي وقلت له

يا راهب الدير هل مرت بك الابلُ

يا راهب الدير بالإنجيـل تخبرنـي

عن البدور اللواتي ها هنـا نزلـوا

فحن لي وبكى وأنّ لي وشكى

و قال لي يا فتى ضاقت بك الحيلُ

ان البدور اللواتي جئت تطلبها

بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا

شبكت عشري على رأسي وقلت له

يا حادي العيس لا سارت بك الإبـل

ليت المطايا التي سارت بهم ضلعت

يوم الرحيل فلا يبقـى لهـم جمـل

وقد ابدع الراحل ناظم الغزالي في غناء هذه القصيدة

وسوم: العدد 845