ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
09نيسان2005
أدباء الشام
ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
قال الأصعمي: ضلَّت لي إبل فخرجتُ في طلبها، وكان البرد شديداً فالتجأتُ إلى جماعة يصلُّون، وبقربهم شيخ ملتفّ بكساء وهو يرتعد من البرد الشديد وينشد:
| أيا ربُّ إنَّ البردَ أصبح كالحاً فإن كنتَ يوماً في جهنَّمَ مدخلي | وأنـت بـحالي يا إلهي أعلمُ ففي مثلِ هذ اليومِ طابت جهنَّمُ |
فقال له الأصمعي: "أما تستحي يا شيخ أن تقطع الصلاة، وأنت شيخٌ كبير"!
فأنشد يقول:
| أيـطـمعُ ربي أن أُصلي عارياً فـوالله لا صلَّيتُ ما عشتُ عارياً ولا الـصبحُ إلا يومَ شمسٍ دفيئةٍ | ويكسوَ غيري كسوةَ البردِ والحرِ؟ عشاءً ولا وقتَ المغيبِ ولا الوترِ وإن غيمت فالويلُ للظهرِ والعصرِ |
قال الأصمعي: فأعجبني شعره فنزعتُ قميصاً وجبةً كانا عليَّ ودفعتهما إليه، فاستقبل القبلة جالساً، وجعل يقول:
| إلـيـكَ اعتذاري من صلاتي جالساً فـمـا لـي ببردِ الماءِ يا ربُّ حيلةٌ ولـكـنـنـي أٍسـتـغفرُ الله شاتياً وإن أنـا لـم أفـعـل فـأنت مُحكَّمٌ |
عـلـى غير طهرٍ مومياً نحوَ قبلتي ورجـلاي لا تقوى على ثني رُكبتي وأقـضـيكها يا ربُّ في يومِ صيفتي بما شِئت من صَفعي ومن نتف لحيتي |