عند الحاجز

حماد صبح

قبض الجنود على غلام في الثانية عشرة مع عدد من الرجال

عند حاجز يتوسط شارعا تخضب بدماء الجناة والأبرياء

التي جرى غسلها .

سئل الغلام : أأنت من هؤلاء الرجال ؟!

فأجاب : نحن جماعة واحدة .

قال الضابط : حسن ! سنقتلك بالرصاص !

انتظر دورك !

رأى الغلام أنوارا تبرق ، تساقط معها كل رفاقه تحت السور .

قال الضابط : تريد أن تهرب ؟! هؤلاء السوقة جبناء .

أين تقيم ؟!

قال : هناك ! عند النبع . سأعود لكم يا سيدي القائد .

قال الضابط : اذهب أيها المضحك !

فذهب . يا للفخ الذي وقع فيه !

راح الجنود يتضاحكون مع قائدهم .

كانت حشرجة المحتضرين تخالط ضحكهم .

بغتة توقف ذلك الضحك !

أطل الغلام الشاحب الوجه مزهوا ،

وأسند ظهره للسور ، وقال : أنا جاهز !

انتابت المهانة والمذلة الموت الأبله !

عفا الضابط عن الغلام !

*للشاعر الفرنسي فيكتور هوجو ( 1802 _ 1885) .

وسوم: العدد 856