غافلتها الأيام ترجمة

حماد صبح

عاشت في سالف الزمان خادم فقيرة عرفت بالمثابرة وحب النظافة ، فكانت تكنس البيت يوميا ، وتفرغ ما تكنسه فوق كوم القمامة الكبير أمام بابه . وصباح يوم ، لحظة عودتها إلى عملها ، وجدت رسالة فوق كوم القمامة ، فوضعت مكنستها في ركن ، وحملت الرسالة إلى سيدها وسيدتها لجهلها القراءة . وبان أن الرسالة دعوة من أقزام يطلبون فيها من الخادم العناية بطفل لهم عند تعميده . فتحيرت ماذا تفعل إلا أنها وافقت في النهاية على الذهاب إليهم بعد طول تفكير وطول إغراء ، وبعد إقناعها بخطأ رفض دعوة من هذا النوع . وقدم ثلاثة أقزام قادوها إلى جبل مجوف يعيشون داخله ، وكل ما فيه صغير إلا أنه ألطف وأجمل من أن يوصف . وكانت أم الطفل راقدة في سرير من الأبنوس المزين باللؤلؤ،  ومغطاة بألحفة مطرزة بخيوط الذهب ، أما سرير الطفل فكان من العاج ، وكان الحمام من الذهب . وعملت الفتاة عندهم أشبينة للطفل ، ثم رغبت في العودة إلى البيت الذي تعمل فيه إلا أن الأقزام توسلوا إليها ملحين لتكمل عندهم ثلاثة أيام  ، فبقيت ، وقضت الأيام الثلاثة في سرور خاصة أنهم  فعلوا كل ما في طوقهم لإسرارها وإسعادها . وفي الختام عزمت على العودة ،  فملؤوا جيوبها  بالمال . وبعد أن عادت أرادت بدء عملها ثانية ، فالتقطت المكنسة التي كانت في ركنها ما تزال ، وراحت تكنس . فتفاجأت بخروج غرباء من البيت سألوها من تكون وماذا تفعل ، فاكتشفت لدهشتها أنها لم تقضِ عند الأقزام ثلاثة أيام ، بل سبع سنين مات فيها سيدها وسيدتها .

*الأخوان جرم .

وسوم: العدد 863