هآرتس: سارعوا إلى الصندوق العربي “فقط” ولا تتركوهم يحوزوا “كنيست” يهودياً

 يا عرب إسرائيل الاعزاء: النظام السياسي لا يريدكم. لقد حان الوقت لأن تفهموا وتستخلصوا العبر المطلوبة. ممثلوكم حاولوا مد اليد، لكنها بقيت معلقة في الهواء. حاول عدد من قادتكم القول بأن البصاق مطر، ولكن البصاق هو البصاق. هذا ما يتم إلقاؤه عليكم من كل الطيف السياسي اليهودي. إسرائيل متوحدة في الاستخفاف بمواطنيها العرب، وهذا بصاق بنيامين نتنياهو الذي لا يتوقف عن التحريض ضدكم والقول إن الشراكة مع أحمد الطيبي كأنها شراكة مع الشيطان. ولكن لا يقل عن ذلك بصاق بني غانتس الذي تنكر أول أمس بصورة مهينة وجبن من أي احتمال للشراكة معكم. وهذا هو أيضاً بصاق العمل – ميرتس، الذي يضع العشرة الأوائل في قائمته من القوميين الخالصين.

 هذا كله بصاق سميك، رافض ومهين. لا تتوقعوا أي شيء من اليمين، فعنصريته علنية ومكشوفة. و”أزرق أبيض” هو قصة مختلفة من التضليل؛ فبعد تفكير غير قليل وفي ظل غياب ممثلي بلد، فإن رؤساء القائمة المشتركة استجمعوا الشجاعة بعد الانتخابات الأخيرة وأوصوا بغانتس كمرشحهم لرئاسة الحكومة. حزب فلسطيني – إسرائيلي أوصى برئيس أركان “الجرف الصامد” مع كل جرائم حربه، كمرشح لرئاسة الحكومة.

 لا يمكن التقليل من أهمية هذه الخطوة. وماذا كان الرد؟ أعلن غانتس أول أمس بأن القائمة المشتركة لا يمكن أن تكون جزءاً من حكومة برئاسته. افيغدور ليبرمان، العنصري والفاسد – نعم، أما أيمن عودة – فـ لا. لماذا؟ “لأن هناك خلافات عميقة بيني وبين القائمة المشتركة، صعبة وغير قابلة للجسر”. سيقوم غانتس بجسر الهوة مع آلهة الأصوليين ومع عنصرية ليبرمان وعفنه، ولكن هذا لن يحدث مع الطيبي وعودة. وما هو الخلاف معهم؟ ألأنهم يؤيدون حل الدولتين؟ هل أنتم ضد، يا “أزرق أبيض”؟ هل أنتم مع؟ هل أنتم مع أي شيء عدا عن “لا لنتنياهو” و”نعم للضم”؟

في الوقت الذي يظهر فيه الفلسطينيون، مواطنو إسرائيل، توجهات سارة من السعي إلى الاندماج والمستشفيات والصيدليات تمتلئ بالأطباء والممرضين والصيادلة العرب، والجامعات والكليات الإسرائيلية تضج باللغة العربية، في الوقت الذي لا يوجد فيه تقريباً أي إسرائيلي عربي لا يتحدث العبرية ولا يريد العيش في دولة إسرائيل… في هذا الوقت بالتحديد جاءت الصفعة المدوية على وجوههم من قبل السياسيين اليهود، الذين يشكل الجبن المرشد لهم، بل والمرشد الوحيد.

 وفي الوقت الذي تظهر فيه العلاقات مع المواطنين العرب أخيراً علامات أولية على المساواة، يأتي غانتس وأصدقاؤه ويقلبون الأمور بضربة فظة. لا يوجد لكم مكان، يقولون للعرب، ولن يكون. لا توجد شراكة معكم ولن تكون. اختلافات في الرأي، هذه أيضاً بصقة يجب تسميتها باسمها. هل توجد آراء لـ”أزرق أبيض”، عدا عن الدمج بين العنصرية في الجناح اليميني لـ”أزرق أبيض” وجبن من عنصرية جمهور “أزرق أبيض” في الجناح الرئيسي.

 العبر لعرب إسرائيل واضحة تماماً. يجب أن لا يجعلكم ذلك تقاطعون الانتخابات بأي شكل من الأشكال. فهذا ما يريده نتنياهو وغانتس وبوغي يعلون ويئير لبيد ومن يؤيدونهم… كنيست يهودية. يجب أن لا تساعدوهم على ذلك، ولا تؤمنوا بتلك الأوهام الخاطئة التي تقول إنه يمكنكم تدبير الأمور مع اليهود في إسرائيل بشكل لطيف وتوسل ومن خلال الاحتفالات. وبالضبط مثلما هو الأمر مع أخوانكم في المناطق، النضال غير العنيف والتسامح لم يساعدا، هكذا هو الأمر أيضاً في النظام السياسي الإسرائيلي. العبرة هي أنه لا يوجد لأي عربي إسرائيلي ما يبحث عنه في أي حزب صهيوني. لا أن يصوت أو يؤيد أو أن يكون عضواً، لقد رأيتم ذلك. ولكن يجب التصويت. كيف؟ بجموعكم وبجموع جموعكم.

إن استعراضاً كبيراً لقوة العرب في إسرائيل سيقنع الإسرائيليين بأنه لا يوجد أمامهم مناص من التعامل معكم. استعراض القوة في الانتخابات يمكن أن يتغلب على الصهيونية.. استعراض للقوة هو الذي سيوقف العنصرية. الكرة الآن في ملعبكم، أيها العرب الإسرائيليون، في صناديق الاقتراع بين ترشيحا وحورة.

وسوم: العدد 864