إتّفاقية إيفيان كما يراها رضا مالك، ولخضر بن طوبال

مقدمة:

يضم الكتاب مجموعة من المحاضرات ألقاها أساتذة جزائريين، وفرنسيين تتعلّق بإتّفاقية إيفيان، عبر ملتقى بعنوان -وحسب ترجمتي-: "إتفاقية إيفيان، من حيث الظرف والمدّة الطويلة"، والذي أقيم بجامعة باريس، بتاريخ: 19، و20، و21 مارس 1992.

تعمّدت نقل وترجمة واختصار المحاضرتين الخاصتين برضا مالك، ولخضر بن طوبال باعتبارهما من صنّاع إتّفاقية إيفيان، وشهادة من رجال حضروا، ووقّعوا، وشاهدوا، وتابعوا، وقرّروا إتّفاقية إيفيان.

للأمانة، استعملت في أحيان كثيرة، وكثيرة جدّا، مصطلحاتي الخاصّة بي.

René gallissot, « Les Accords d'Évian en conjoncture et en longue durrée », Préface de Daho DJERBAL, Casbah Éditions, Alger, Algerie, 2011, Contient 267 Pages.

أوّلا: رضا مالك:

وصلت الحرب لقمّة وحشيتها، مع خط المجرم شال. 11

فشل المجرم ديغول في فرض وقف إطلاق النّار قبل إجراء أيّة مفاوضات. 12

إنشاء الحكومة بتاريخ: 19 سبتمبر 1958، يعني استمرار الثّورة الجزائرية، وإسقاط كلّ أحلام المجرم ديغول. 12

شرط لإجراء المفاوضات، هو: اعتراف فرنسا المحتلّة المجرمة بحقّ تقرير مصير الجزائريين. 12

بعد أربعة أشهر من المحادثات الصم، فشل المجرم ديغول من فرض شرطه والمتمثّل في وقف إطلاق النّار لإجراء أيّة مفاوضات. 13

سعى المجرم ديغول، للتحدّث سرّا مع عناصر من الولاية الرّابعة، لوقف إطلاق النّار، قصد إفشال وكسر الحكومة الجزائرية، لكنّه فشل فشلا ذريعا، خاصّة بعد مظاهرات ديسمبر 1960، التي أظهرت تماسك الشعب الجزائري مع جيشه، وقوّة جيش التحرير. 14

في كلّ مرّة تطلب فرنسا المحتلّة وقف إطلاق النّار، فيردّ عليها المفاوضون الجزائريون: "لن نوقف القتال إلاّ إذا وصلنا إلى اتّفاق في العمق". 14

كان المجرم ديغول يقول: "الصحراء مسألة لوحدها، وخارجة عن المفاوضات". وكان يقول: "اسمعوا، إذا أردتم السلم، فمن الأفضل عدم التحدّث عن هذه المسألة. والصحراء لاعلاقة لها بكم، ضف لها إنّ الصحراء فرنسية". 15

كان جواب المفاوض الجزائري: "بالنسبة لنا، مشكل الصحراء، مشكل جوهري. نريد فعلا استرجاع السيادة الوطنية، والتي تضم كامل التراب الوطني". 15

سعت فرنسا المحتلّة، لإقامة دولة المستدمرين الفرنسيين  بالجزائر داخل الدولة الجزائرية، ورفض المفاوض الجزائري ذلك، وفشلت فرنسا المجرمة، في خلق دولة المجرمين المستدمرين داخل الدولة الجزائرية. 15 

بدأت إتفاقية إيفيان بصفة رسمية وعلنية، بتاريخ: 20 ماي 1961. ص16 

بالنسبة لمرسى الكبير، رفضنا بقوّة أن تكون لفرنسا المحتلّة، مقاطعة ذات سيادة ضمن التراب الوطني. 16 

تمّت إتّفاقية إيفيان على أساس مبادئ أوّل نوفمبر 1954، وهي: استرجاع الجزائر لسيادتها، ووحدة الشعب الجزائري، ووحدة التراب الوطني.  وتحقّقت كلّ هذه النقاط. 16 

كنّا مع احترام المصالح الاقتصادية لفرنسا المحتلّة، شريطة أن لايكون هناك تعارض مع الشروط التي وضعناها، والمتمثّلة في مبادئ أوّ نوفمبر. 16

 فهم المجرم ديغول من المفاوض الجزائري، أنّه ومهما كانت الحكومة الجزائرية غدا، ستظلّ تطالب بالجزائر كاملة، وحتّى لو نصّب المجرم ديغول حكومة جزائرية تابعة له، ستظلّ تطالب بالجزائر كاملة. 17

في الأخير، رضخ المجرم ديغول بقبول حقّ تقرير مصير الجزائر، مع التعاون مع فرنسا، وفيما يستوجب التعاون. 17 

أوّل سؤال طرحناه على الوفد الفرنسي، أثناء انعقاد الاجتماع السري الخاص باتّفاقية إيفيان، بتاريخ: 27 أكتوبر 1961، هو: "أين وصلنا بشأن الصحراء؟". 17

أبرمت إتّفاقية إيفيان لإنهاء الحرب بشكل مشرّف، وتسمح للجزائر أن تكون دولة مستقلّة، والتي تختار نظامها الداخلي الداخلي، والمحدّد لسياستها الخارجية، والمتعاونة مع فرنسا. 18

 بعدما اعترفنا بمصالح فرنسا بالجزائر، كان الاتّفاق حول إتّفاقية إيفيان، وعبر حلّ وسط ، يضمن حصولنا على كامل السّيادة الوطنية والوحدة الترابية، وفي الوقت نفسه محافظة فرنسا -ولبعض الوقت- على مصالحها بالجزائر. 19 

أمّم بن بلة، الأراضي التي كانت تحت المستدمرين الفرنسيين المجرمين، بناء على محتوى إتّفاقية إيفيان. 19

كانت هناك تعديلات تحدث على إتّفاقية إيفيان، وبما يحدّ من الخسائر. 20

استمرّت خزينة الدولة الجزائرية بعد استرجاع السّيادة الوطنية، من دفع الديون لفرنسا المجرمة، والحكومة الجزائرية لاتعرف ذلك، وهي التي دفعت دماء أبنائها الزكية الطّاهرة. وتمّ إلغاء القرار فورا. 20  

أهم شيء بالنسبة للجزائر والشعب الجزائري، هي: وحدة الشعب الجزائري، واسترجاع السّيادة الوطنية، والوحدة الترابية. ولا يمكن خوض حرب لأجل مسائل اقتصادية يمكن الاتّفاق حولها. وسعينا للحدّ من الخسائر، بحيث تركنا في كلّ ميدان نافذة لاتقف أمام مستقبل الجزائر، وتسمح لها بعد استرجاع سيادتها من التقدّم، ومعتمدة على إتّفاقية إيفيان. 20

ثانيا: لخضر بن طوبال:

رفضت فرنسا المحتلّة دائما التفاوض بزعم أنّه لايوجد مفاوض كفؤ، لكن لاتجد أحد حين تريد تدمير المؤسّسات الجزائرية. ورفضت فرنسا المحتلّة كلّ الحلول المقترحة. 21

من الأخطاء الشنيعة الزعم أنّ الجنرال المجرم ديغول هو الذي منح الجزائر الاستقلال. وفي الحقيقة عرفنا نوعين من المجرم ديغول. الأوّل: ديغول سنة 1945الذي أعطانا "طْرِيحَة"، لأنّنا كنّا ضعفاء. وديغول 1962، حيث استعمل كلّ الطرق: تقسيم تيزي وزو، واستقلال بعض المناطق، والتحدّث مع بعض الأطراف خارج عن جبهة التحرير الوطني، وفي الأخير اتّفقنا على إجراء المفاوضات. 21

اتّصل بنا فرنسا المحتلّة سنة 1955، عبر بن جلول الذي أرسلته، وجاء ليحدّت ديدوش في شأن المفاوضات. وأجبناه: "إذا كان في نية الحكومة الفرنسية  التفاوض، إنّها تعرف عنوان جبهة التحرير الوطني. نحن بالغون وكبار بما فيه الكفاية للدفاع عن مصالح الجزائر". والعرض هو وضع السّلاح قبل إجراء أيّة مفاوضات، وهذا الذي رفضناه. 22

نتحدّث عن إتّفاقية إيفيان، لأنّ التوقيع تمّ في هذه المدينة، لكن العمل الكبير تمّ في rousses 22.

أوّل مشكل طرح في اتّفاقية إيفيان هو الفرنسيين الذين ولدوا بالجزائر ( أي المستدمرين). ودامت المفاوضات 8 أيّام في هذه النقطة، و أربعة أيّام خاصّة بالعلاقات بين الدولتين. 22

ضحت فرنسا المحتلّة بالفرنسيين الجزائريين، وقلت لـ joxe: رئيس الحكومة أثناء المفاوضات): "نحتاج بعض الفرنسيين الذين يجب أن يبقوا عندنا. ونطالب بهم. لأنّهم يملكون التجربة التي لانملكها، نحن بحاجة ليساعدونا، لكن ليس عددا كبيرا من المستدمرين". 22

أصعب مباحثات إيفيان كانت حول القواعد العسكرية. وكان بإمكان هذه النقطة أن تكون سببا في توقيف المفاوضات، والعودة إلى الحرب. خاصّة فيما تعلّق بميناء مرسى الكبير والتجارب النووية في الصحراء. بالنسبة لديغول فإنّ ذلك يعني امتلاك فرنسا قوّتها النووية عبر الصحراء. بالنسبة لنا، يمكن الاتّفاق حول جميع النقاط، باستثناء نقطتين، وحدة الشعب الجزائري ووحدة التراب الوطني. وفرنسا ركّزت على المسألة الصحراوية، وكنّا على وشك توقيف المفاوضات بسبب الصحراء. 22

عقب توقيع إتّفاقية إيفيان على السّاعة الرّابعة صباحا، كلّ أعضاء البعثتين تبادلوا العناق فيما بيننهم. وكلا الشعبين بالتّوقيع على المعاهدة. 24

وسوم: العدد 992