الشاعرة الامريكية سارة تيسدال .. خمس قصائد

بنيامين يوخنا دانيال

1 – أغنية ليلية في أميلفي

سألت إله النجوم

ماذا أستطيع أن أهب

حبي ؟

فرد علي بهدوء :

الصمت المطبق ...

سألت اليم المدلهم :

صيادو السمك

هؤلاء ,

إلى أين ييممون

وجوههم ؟

فأجابني بهدوء :

إلى حيث يسود

ما هو دون الصمت ...

آه , بمستطاعي

أن أبكي

حبي ...

آه , في مستطاعي

أن أترنم له بأغنية ,

و لكن , كيف ألوذ بالصمت

حياله .. ما حييت !!؟؟

2 - زنابق الماء

إن كنت قد نسيت زنابق الماء

العائمة في البحيرة

المظلمة ,

وسط الجبال

عند الأصيل ..

إن كنت قد نسيت نداها

و هي وسنانة ,

يفوح منها أطيب الاريج

فلك أن تعود

دون أن يمسك الوجل

بتلابيب قلبك

و إن كنت تتذكر ,

فحول عنها مبتعدا ,

و دوت إياب

شطر السهول

و المروج

حيث توزعت الغدران

القصية

واحدة ... واحدة

هناك سوف لن تتملكك

رغبة المجىء

للفوز برؤية زنابق الماء

في الغسق ...

كما إن شبح

الجبال ,

سوف لن ينقض على قلبك .

3 - سوف لن أكترث

عندما أقضي نحبي

و ينفض نيسان المشرق

فوقي

شعره الذي بللته الامطار ,

سوف لن أكترث

بالمرة :

إن انحنيت فوقي ,

محطم الفؤاد ...

فسوف أرقد بسلام

أشبه بالسرحات

المورقة ,

و قد غابت في وداع ,

بينما أغصانها منحنية

بفعل زخات

المطر ...

و لسوف ألزم

الصمت ..

أكثر منك ,

و سوف يغدو فؤادي

أكثر برودة

من فؤادك

هذا الآن ...

4 - ليلة ربيعية  

المنتزه يعج بالسديم ,

و تخيم عليه الظلمة

الدامسة .

و ستائر النوافذ

المطلة ,

مسحوبة على الدنيا .

المصابيح الوسنانة

التي تحف بالشوارع القريبة ,

كابية مرصعة باللآلىء

و الطرقات الخالية من السابلة :

ذهبية

براقة ..

و بركة الماء

الغارقة في السديم

صقيلة ..

المرايا تترقرق كالأسياف

الغائرة ,

عندما تسل ..

آه , أما يكفيني

كل هذا الجمال

ألذي يحيط بي ؟

ينبغي أن يتألم حلقي

من كثرة الثناء عليه ,

يجب أن أركع للسماء

من البهجة

ألتي أسبغت علي ها هنا ,

هذي الساعة .

آه , أيها الجمال

ألست كافيا ؟؟

فلماذا بكائي

اثر الحب ؟

لماذا خلعت كبريائي ؟

لماذا فقداني للقناعة ؟

لأجل من :

يجدل الليل الاليل

شعره الأسود هذا

بالضياء ؟

لمن يتقد

كل هذا الجمال

أشبه بالبخور المحترق

في مليون مبخرة ؟؟

آه , أيها الجمال

ألست كافيا ,

فلماذا ذرفي للأدمع

غداة الحب ..

هذي الساعة ؟؟

5 - لتكن منسية

لتكن منسية

كما الورود

كما النار ألتي تغنت بالنار

لتكن منسية أبدا .. أبدا

إن الزمن

لهو خل لطيف

المعشر

إنه يجعلنا نهرم

لو سألك أحدهم

قل :

قد صارت منسية

كما النار

كآثار أقدام

في جليد منسي

مذ زمن بعيد ....

-----------------------------                                                                

* ( سارة تيسدال ) ( 8 آب 1884 – 28 كانون الثاني 1933 ) : شاعرة أمريكية ماجدة , غزيرة الإنتاج . عاشت حياة زوجية غير موفقة , انتهت بالطلاق . عاشت بقية حياتها متوعكة الصحة , تعيسة حتى وجدت غارقة في حمام شقتها بنيويورك على نحو مأساوي , ودون أن يعرف أهي التي اختارت الانتحار , أو ان ذلك كانت نتيجة حادث . من أعمالها : سوناتات إلى دوز 1907 , هيلين طروادة و قصائد أخرى 1911 , أنهار للبحر 1915 , أغاني الحب 1917 , نار و ظل 1920 , قوس قزح ذهبي 1922 , ظلمة القمر 1926 , و نصر غريب 1933 . نشرت ترجمة القصيدة الأولى والقصيدة الخامسة في جريدة ( خه بات ) العراقية , العدد ( 686 ) في 28 / 7 / 1993 . عن ( في مرفأ الشعر للمترجم ) أربيل – العراق 2001 .                                                  

Modern American Poetry , Louis Untermeyer . Harcourt College Pub ; Enlarged edition ( June 1 , 1962 ) .

وسوم: العدد 1027