العانس

علي بركات

علي بركات

شخوص المسرحية:

هي ( فتاة في الثلاثين من العمر تتردي ثوباً أحمر قصير يرتفع فوق الركبة بقليل, شعرها طويل غير مصفف و مسدول على الكتفين). 

مجموعة من مارة الطريق ( ليسوا من أهل القرية).

المكان:  كوخ في قرية صغيرة وادعة لم تتشوه بتشوهات المدينة.

( المشهد الأول والأخير )

هي:  (تطل برأسها من نافذة متهرئة على خشبة المسرح, ثم بعد خمسة دقائق تظهر على خشبة المسرح مرتبكة و مذعورة من شيء ما حولها, تتمتم بمجموعة من الكلمات الغير مفهومة, ثم تبدأ بالرقص بحركات دائرية).

هي: هل عاد ؟ لا أدري لقد هرب بعيداً ولم يعد, الناس هنا يتهامسون بأنهم قد رأوه بعيداً فوق التل ذو الصخور الناتئة. آه يا رباه متى سيعود ؟ لقد انتظرته طويلا لكن دون جدوى . ( ضحكات متواصلة) هههههههههههههههههههههههه, تقول أمي لي لا تنتظريه فانه لن يعود لقد ذهب في رحلة طويلة لن يعود منها, وأخذت تذكر لي أشخاصاً كثر من أهل القرية قاموا بنفس الرحلة ولم يعودوا مطلقا. لقد كانت متأكدة من كلامها بأنه لن يعود, حسنا هكذا هي الدنيا أناس تأتي وأناس تذهب, لكني لن انتظره بعد اليوم بل سأنطلق من ذلك الباب الصغير, ولكني لن أدع أحداَ يراني وخاصة أبي فهو يكرهني, وكثيرا ما يعاتب أمي لأنها أنجبتني وبعض الأحيان يبرحها ضرباً. ( تتلفت إلى الوراء لدقيقة وتشرع  بالدوران حول نفسها وتبدأ بالصراخ بصوت عال ثم تجلس على الأرض).

( يمر مجموعة من رجال القرية بجانبها يرتدون لباس رث ملئ بالغبار ويحملون فؤوسا على أكتافهم ينظرون إليها  و يمضوا قدماً في طريقهم دون أن يتكلموا).

هي( تصرخ بصوت مرتفع): يا رجال, توقفوا وخذوني معكم. إلى أين تذهبون؟ ولماذا تتركونني وحيدة؟ أرجوكم أنظروا إلىّ . ( تحاول الإمساك بأحدهم لكنه يصفعها ويمضي قدماً في طريقه). آه يا ويلي لقد ذهبوا كلهم ولم يتبقى منهم سوى ظلهم الذي لن يفارقني,  لقد قالت لي أمي مرةً أن جدتي قالت لها بان جدتها أخبرتها إن النساء قالوا منذ الأزل بأن الرجال كعصافير الكناري لابد من  اصطيادهم وحبسهم كي لا يفروا.( ضحكات متواصلة) هههههههههههههههه.

( تشرع  هي بالدوران حول نفسها وهي تأن ألماً وكأن أفعواناً لدغها, ثم بعد دقيقتان تجلس وتبقى صامتة لمدة خمسة دقائق, ثم تبدأ بالتحدث بكلامٍ غير مفهوم ).

هي: لقد وجدتها, الظل هو الحل الأنسب والأسهل لي, سأصطاد ظل ذلك الرجل القصير البدين والقبيح المنظر وأخذه معي إلى الكوخ, ولكني سأحذر من أهلي لكي لا يروني وخاصة أبي وأرجوكم أنتم(تلتفت إلى الجمهور) لا تخبروا أحداً.

( تدير ظهرها وتمد يدها اليمنى, ثم تضم كفها وكأنها تمسك بشيءٍ ما وتخطوا بخطىً بطيئةُ على رؤوس أصابعها إلى داخل الكوخ وتبقي بابه موارباً).              

يسدل الستار

تمت