عطر في الجنة

فاطمة عبد المقصود

(للأطفال من 6-12)

فاطمة عبد المقصود

[email protected]

الشخصيات:

* فرعون

* هامان

* الماشطة

* الحراس

* الابنة

* الأولاد الأربعة

المشهد الأول:

(قصر كبير يحيط به الحراس من كل جانب ، تملؤه مظاهر الفخامة والترف ، تظهرالقاعة الرئيسية حيث يوجد كرسى الفرعون الأعظم مزين بالنقوش المذهبة والزخارف المنمقة ، يبدأ المشهد بدخول الفرعون مع وزيره هامان وجلوسه على الكرسى وإلى جانبه يقف حارسان شديدا البأس ، يصفق الفرعون فيدخل رجل قصير القامة ممتلىء البطن عيناه بارزتان يحنى رأسه أمام الفرعون لدقائق حتى يشير إليه فرعون فيعتدل ويقدم عليه وهو يحنى الرأس ذلا )

* حاكمنا وإلهنا وسيدنا الفرعون الأعظم..

* سمعت من وزيرنا المخلص هامان عنك ، عرفنا أنك ماهر فى معرفة الأخبار ونقلها ، وأن لديك ما تقوله الليلة.

* حاكمنا وإلهنا ، إنى أخشى على ملكك يا مولاى ، فلقد بلغنى أن موسى مصر على دعوته وأن بعض المجانين يفكرون فى اتباعه.

* هذا المجرم موسى سوف يلقى منى كل أذى ، أما من يتبعه فسيكون الموت عندى أرحم له، سأعذب كل من يفكر فى ذلك عذابا شديدا حتى يتمنى الموت خلاصا له، سأصلب على جذوع النخل وسأحرق بالنار وأكمم الأفواه وأقطع الأيدى والأرجل،  لن ينجو أحد من عذابى،  من كفر بى فله العذاب الأليم .. أبلغ كلامى هذا المجانين الذين تتحدث عنهم لعلهم يفيقوا من جنونهم،  أبلغهم أن من يؤمن بإله غيرى سيلقى مصيره غير مأسوف عليه.

* السمع والطاعة لك يا رب البلاد وسيدها.

* هيا انصرف وانقل لنا ما تعرف من أخبار بعد ذلك.

(ينصرف بظهره وهو يحنى رأسه )

المشهد الثانى:

(ردهة من ردهات القصر المؤدية إلى غرفة من الغرف الداخلية تسير فيه امرأة متوسطة العمر يظهر على وجهها نور خفى وبعض آثار النعمة تحمل طفلا بيديها تهدهده وتتحدث إليه بصوت لا يكاد يسمع:       
- ما أجملك يا حبيبى، كم كنت أتمنى لك زمان غير زمان هذا الفرعون الظالم،  أرجو أن تكبر وتصير رجلا صالحا مثل موسى،  كم أتمنى أن يعلم هذا الحاكم الظالم أننى لا أعبده وإنما أعبد ربا واحدا هو خالقى وخالقه،  لكننى من أجلك وحدك أنت وإخوتك يا ولدى الحبيب أخفيت إيمانى بالله الواحد .. من أجلك أنت يا بنى ..)

(تختفى المرأة عند غرفة صغيرة ثم تعود بدون الطفل الرضيع بعدما وضعته على فراشه وتسير لتدخل غرفة واسعة بها فتاة صغيرة تجلس على كرسى صغير تتأرجح عليه وبيدها لعبة صغيرة من القماش المحشو )

o       (المرأة تقبل الطفلة): هلمى يا حبيبتى لأمشط لك شعرك الجميل.

o       شعرى جميل لأنى ملكة صغيرة وابنة الحاكم العظيم.

(تصمت المرأة وتبدأ فى تصيف شعر الطفلة )

·        كيف تحبين أن أصنع لك شعرك اليوم ؟

·        اصنعى لى شيئا جديدا.

(تتذكر طفلها الرضيع وتتمنى لو أنها بجانبه، تشعر بالمشط ينزلق من بين أصابعها )

·        (تنحنى لترفعه) بسم الله

·        الله؟ أتعنين أبى؟

·        (تنظر للطفلة فى ثقة ) لا بل ربى ورب أبيك الله

·        (تظهر علامات حيرة وشك على وجه الطفلة ثم تضيف إليهما شيئا من غضب) أأخبر أبى بذلك؟

·        أخبريه إن شئت.

(الفتاة تمضى وتمضى وراءها المرأة ولكن إلى الغرفة الصغيرة حيث وضعت ابنها الرضيع )

·   (تضع رأسها إلى جواره وتتحدث فى هدوء ) كنت أخاف عليك وعلى إخوتك،  الآن لم أعد أخاف فقلبى مطمئن بالله، الله يملأ كل كيانى، كم حلمت أن أجهر بإيمانى فى وجهه، لست أخشاه، لست أخشاه.

{{{{

المشهد الثالث:

(القاعة الرئيسية حيث يجلس الفرعون وإلى جواره وزيره هامان وبعض أعوانه يتحدثون، تأتى ابنته تلقى إليه ببضع كلمات ، يحمر وجه الفرعون من الغضب وتنتفخ أوداجه)

¨     (يرفع صوته آمرا الحراس) اذهبوا فأحضروا تلك الماشطة.

¨     أمرك أيها الفرعون العظيم.

¨     (يلتفت إلى هامان )أسمعت يا وزيرنا ما تقول ؟

¨     أهى الماشطة يا مولاى ؟

¨     نعم يا هامان، أرأيت؟! لقد وصل الفساد إلى قصرى أيضا، لابد من وضع حد لهذه الفوضى.

¨     لابد من عقابها عقابا شديدا حتى يرتدع الآخرون، لا تتهاون معها أبدا يا مولاى.

¨     سترى ما أفعله مع تلك المارقة.

¨     (يحضر الحارسان ممسكان بالمرأة فى غلظة ويضعانها أمام فرعون)

¨     (ينظر إليها فى غضب )أتعرفين إلها غيرى أنا رب هذه البلاد ومالكها؟

¨     نعم ربى وربك الله.

¨     أتعرفين ما تقولين؟

¨     نعم يا مولاى، آمنت بالله الواحد الأحد خالقنا ورازقنا.

¨     أهذا جزاء معروفنا معك، تكفرين بنعمة فرعون؟ اذن فقد استحق عليك العذاب الأليم.

¨     افعل ما تشاء.

¨     لن تنالى رحمتى الا إذا رجعت عن هذا الجنون وأقسمت ألا تعبدى الها غيرى.

¨     قلبى بيد ربى والرحمة والعذاب بيده وحده.

¨     ستنالين أبشع أنواع العذاب.

¨     (يفكر لحظة ثم يشير إلى أحد الحراس) ألهذه الجاحدة أولاد؟

¨     لها أربعة من الأولاد يا مولاى.

¨     إلى بهم جميعا.

¨     (يعيد على مسامع المرأة التهديد والوعيد ثم يلتفت إلى هامان ويكلمه عن العذاب الذى اختاره لتلك المرأة )

¨     (يلتفت إلى المرأة ) ستبقين مقيدة حتى نجهز لك عذابا يليق بمعبودك العظيم.

¨     خذوها وابقوها مقيدة وأحضروا أمامى بقرة من النحاس.

المشهد الرابع:

 (قاعة القصر الرئيسية حيث يجلس فرعون و عن يمينه وزرائه وأعوانه، مجموعات من الناس تقف على الجانبين ترقب المشهد المثير)

(يدخل حارس يمسك بثلاثة من الأولاد ويحمل طفلا رضيعا) أحضرنا أولادها يا مولاى.

§        (المرأة تسرع فتلتقط الطفل الرضيع) ابنى حبيبى (تقبله).

§        يدخل بعض الحراس يحملون بقرة نحاسية كبيرة)

§   (أحد الحراس يشعل نارا داخل البقرة ) هاهى يا مولاى الفرعون الأعظم البقرة النحاسية التى طلبتها جاهزة لتقوم بالمهمة.

§   (فرعون يضحك )هاهاها الآن سنرى هل سينفعك ربك أو يرحمك من العذاب أم سيتركك تأخذين الجزاء العادل على خيانتك،  (ينظر إلى الناس الواقفين )هيا انظروا جزاء من يخالف فرعون العظيم ويعبد ربا سواه، (يلتفت إلى الحراس) هيا ابدأوا بإبنها الأكبر.

§        (المرأة تشير إلى فرعون) هل تأذن لى فى أمر، إن لى إليك حاجة ؟

§        لعلك تتوسلين،  ما حاجتك ؟

§        أحب أن أكون مع أولادى فى الآخرة، فاجمع عظامى وعظامهم فى ثوب واحد وادفنا مع.

§   لك ذلك، فقد كنت ماشطة ابنتا ولكى علينا بعض الحق (يلتفت إلى الحراس) هيا ألقوا ابنها الأكبر لنرى هل تعود إلى صوابها أم تظل على جنونها.

§   (يلقى الولد الأكبر فى النار المحماة) آه آه آه(ترتفع أصوات صراخ تهتز منها المرأة و تهمهم شفتيها وتغمض عينيها فى ألم ،تتصاعد روائح احتراق الجلد واللحم،  ينقطع الصراخ فتهدأ المرأة قليلا،  يتفحم الجسد ويظهر خيط من الدخان)

§        (فرعون ينظر فى تشف واضح للمرأة) هيه ..ما رأيك، هل تعودين إلى عبادتى وتكفرين بإله موسى

§        (المرأة تنظر إليه فى ثقة) بل ربى وربك الله.

§        (يتغير وجهه ويصيح فى ثورة) ألقوا ابنها الثانى.

§   (الطفل الثانى يلقى فى النار، يبدأ الصراخ، تجزع المرأة وينخلع قلبها ثم يهدأ الصراخ ويصير الجسد فحمة فتهدأ نفسها)

§        (فرعون يلتفت إليها) مازلت مصرة على الكفر ؟

§        بل الإيمان.

§        ألقوا ابنها الثالث.

§        (الثالث يلقى ، يحدث ما حدث فى المرة السابقة)

§        الآن جاء دورك.

§        (المرأة تنظر بإشفاق وحنان إلى طفلها الرضيع كأنما تقول له كنت أنتظر منك أن تكبر وتصير شابا صالحا)

§        (الطفل الرضيع يحث أمه) اقتحمى ياأمى فعذاب الدنيا هين.

§        (الأم تبتسم وتقبل على البقرة فتلقى نفسها) سنلتقى فى الجنة يا أولادى

§        (تتفحم المرأة وطفلها الرضيع، تتصاعد الأدخنة ثم يسكن كل شىء)

§   (فرعون يشير إلى البقرة التى تحوى رماد الأجساد المتفحمة)هذا هو جزاء من يفكر فى أن يعبد غيرى، غير فرعون الرب العظيم.

§        (همهمة بين الحاضرين) نعم أنت الهنا ومولانا وحاكمنا العظيم.

{{{{

(ترتفع أرواح المرأة وأولادها الأربعة إلى السماء وتفوح رائحة عطرة تملأ القصور  فى الجنة ويستنشق عطرها خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم فى رحلة عروجه إلى السماء )

تمت ؛