أوبريت الانتصار

د. كمال أحمد غنيم

شعر : د. كمال أحمد غنيم

[email protected]

(ضوضاء سيارات، صوت مسيرات من بعيد، وهتافات فرح بالتحرير، يسمع بوضوح منها النشيد الجماعي(

نشيد جماعي:

لا تُخفوا عنـّا الأخبـارْ
هربوا من بطشِ البتّـارْ
*          *          ii*
لا تنسـوا دمّ الشهـداءْ
لا تنسوا دمـعَ الفقـراءْ




جيشُ العادي ولّى... طارْ
والأنـفـاقِ التحتـيـهْ
*         *         ii *
والأسرى عنـدَ الأعـداءْ
هـذا يــومُ الحـريـهْ

(فاطمة (طفلة عمرها عشر سنوات، تنظر من الشباك ولا تنتبه للباب:

فاطمة:

عجباً هل فرّ الأعـداءُأَوََصدقا تحكي الأنباءُ؟!

(أحمد (شقيق فاطمة عمره خمسة عشر عاماً تقريباً، يدخل مع بداية كلامها من الباب مبتهجا وبيده راية خضراء:

أحمد: 

بل فرّوا فاطمتي فـروا
لا لومَ على المظلومِ إذا

هل بعدَ الألغامِ بقـاءُ؟!
دمّر من سلبوا وأساءوا

فاطمة (تبكي):

لن أنسى يومَ المجزرةِ
آهٍ لو أن الموت مضى

والبيتُ يُحاصَرُ باللهبِ
لم يحرمنا أمي وأبـي

(يرتجف أحمد من الذكرى، ثم يغالب ألمه)

أحمد:

هم ليسوا فاطمتي موتـى
ولماذا تحضُرُكِ الذكـرى
تنتصرُ اليـومَ مواجِعُنـا


هل مَن في الجنة أمواتُ؟!
والناسُ على فرحٍ باتوا؟!
والآنَ يزغردُ من ماتـوا

)يبكي فتحضنه)، (يدخل الجد متثاقلا ويسير ببطء على عكازتيه اللتين تسقطان منه أرضا، يمسح دموعه)

الجد:

أحسنتَ جواباً يا أحمدْهذا واللهِ هو الموعـدْ

)تندهش فاطمة ويندهش أحمد، ويسرعان ليحيطا بجدهما)

فاطمة:

جدي يـتـحركُ يا أحـمـدْ

أحمد:

تـركَ العكازةَ والمـسـندة

فاطمة وأحمد(معاً):

هذي بركاتُ النصرِ إذاً!كـم يمتِعُنَا هذا المشهد!

الجد:

قلبي مـا زال فدائيـاً
ما زال النصرُ يراودنا
من أولِ سكّينٍ حَصَدت
من أولِ قُنبلةٍ نَسَفـت



لا ضيرَ عليكم أبنائي
من أولِ طلقاتِ فدائي
حتى أنفاقِ الشرفـاءِ
حتى بتّـارِ الشهـداءِ

(صف طويل من الشهداء يدخلون بهدوء ونظام، ويرددون نشيداً جماعياً)

نشيد جماعي:

صدقـت والله الأخـبـارُ
جئنا لنباركَ يـا وطنـي
آتون زحوفاً يـا أقصـى
وعدُك يا ربّـي نحفَظُـه



ومضى الليلُ... تلاه نهارُ
ونجـدّدَ عهـداً يـا دارُ
وفلولُ البَغْـيِ ستنهـارُ
جيشُكَ يـا ربّـي قهّـارُ

أحمد:

أَمَلائِكَةٌ أنـتـمْ جئتمْ؟!

فاطمة:

كيفَ دخلتمْ؟ كيفَ دخلتمْ؟

 (الجد ممسكا بأيدي بعض الشخصيات من الشهداء مع قوله: "هذا دمه...")

الجد:

أعجبُ منكـم يـا أبنائـي
هـذا أولُ رامـي حـجـرٍ
هـذا صانـعُ أولِ نـفـقٍ
هم من صنعوا النصر بدَمِهِمْ
جـاء الشهدا كـي يحتفلـوا




هـذا القـاتـل للجبـنـاءِ
هذا دَمُـهُ بعـضُ دمائـي
هـذا الناسـفُ لـلأعـداءِ
هـذي قافلـةُ الشـرفـاءِ
خـلّـوا الساحـة للشهـداءِ

)إظلام، دائرة مضيئة حول أحمد وفاطمة)

أحمد:

فاطمُ هل عدنا للحُلْـمِهل نحن بحُلْمٍ أم عِلْمِ؟!

فاطمة:

كيفَ دخلنا حُلْمَكَ جدِّي؟!أخرجْنَا من هذا الحُلْـمِ!

(تتسع دائرة الإضاءة لتشمل الجد وبعض الشهداء تدريجياً، يتبين أنهم أقارب وأهل)

الجد:

من يجرؤُ أن يحرمَ شعبي
ما زال المِدفعُ منصوبـاً
لا تخشوا شيئـاً أبنائـي
هذا الموكبُ موكبُ شعبي
جاءوا كي تنطلقوا مَعَهُم




شيئاً مـن حُلْـمِ الأيّـامِ
فليَحذرْ جيـشُ الأقـزامِ
لستم في حُلْـمِ الأحـلامِ
لم ينسَوا جـرحَ الأيتـامِ
نحوَ الواقـعِ لا الأوهـامِ

(نشيد جماعي، وموسيقى عسكرية، وتشكيل مواكب أشبه بالمواكب العسكرية، مع تدريبات وهمية)

نشيد جماعي:

كبِّـروا: "الله أكبـر"
خالـدٌ مـا زال فينـا
نحنُ جنـدُ اللهِ جئنـا
كبّـروا: "الله أكبـر"
سعيُنا نحوَ انتصـارٍ
قـد تهـاوى شانئونـا
كبّـروا: "الله أكبـر"






إنّه النصـرُ المـؤزرْ
سيفُه صلّـى وطهّـرْ
نحوَ وعدٍ مـا تأخـرْ
أُسْدُنا في الأرضِ تزأرْ
أو ورودٍ حولَ كوثـرْ
وجموعُ البغيِ تُدحـرْ
سَعْيُنَـا واللهِ أثـمـرْ