جمال المشاعر في صرخة السؤال للسؤال للشاعرة الفلسطينية هيفاء محمود السعدي

محسن عبد المعطي عبد ربه

clip_image002_355e0.jpg

النص

خاطرة بعنوان صرخة السؤال للسؤال

 للشاعرة الفلسطينية/ هيفاء محمود السعدي

الشمس تأكل بعضها ..

تغفو على سرير حلم ..

تحاول أن تلملم أنفاسها المتعبة..

ونحن مازلنا نسافر في خيباتنا ..

نسكن بيت العنكبوت..

لا نؤمن بشيء..

خدعنا الله والمساجد والكنائس..

وخدعنا بحروفنا الكسيحة الورق..

ننعم بالشقاء..

نأبى التحليق والطيران لإننا لم نخترع لأنفسنا أجنحة..

نحن أسرى الماضي والحاضر..

لم نستطع أن نعبر ذاك الجسر ..

غرباء كنا ومازلنا..

نتطفل على أبواب الوطن بكل مكر وخبث..

إلى متى نعاند؟

إلى متى ندس الحطب في الوجع؟

متى نتعلم أصول البقاء؟

متى نجمع المدائن كلها في عقد ونزين بها جيد الوطن؟

تتلمذنا على يد الفراق..

سلمنا أنفسنا للعبث والعدم .

كالحيتان أصبحنا 

يا اغتراب هل من أمل؟

متى تعلن الاقتراب؟

متى يختلط الغيث بالتراب؟

للشاعرة الفلسطينية/ هيفاء محمود السعدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بدأت الشاعرة بداية جميلة حيث صورت الأمة العربية والإسلامية بالشمس وبدلا من أن تكون في مكانة عالية يستمد منها الجميع العلو والشموخ والارتفاع والعزة والأنفة والكبرياء.. تأكل بعضها وتكون سببا في تأخر بعضها البعض..كل دولة منها تشد الأخرى للوحل

" الشمس تأكل بعضها ..

تغفو على سرير حلم ..

تحاول أن تلملم أنفاسها المتعبة"

ذكرني هذا بقول أمير الشعراء أحمد شوقي يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فقل  لرسول  الله  يا  خير  مرسل=أبثك   ما   تدري   من   الحسرات

شعوبك  في  شرق  البلاد  وغربها=كأصحاب كهف في  عميق  سبات

بأيمانهم    نوران    ذكر    وسنة=فما  بالهم   في   حالك   الظلمات

وذلك   ماضي   مجدهم   وفخارهم=فما   ضرهم   لو   يعملون   لآتي

 

نسكن بيت العنكبوت.."

لا نؤمن بشيء..

خدعنا الله والمساجد والكنائس..

وخدعنا بحروفنا الكسيحة الورق"

نسكن بيت العنكبوت"كناية عن الضعف والتخلي عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:  

قال الله عز وجل{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)سورة العنكبوت

"لا نؤمن بشيء"

كناية عن النفاق والتحلي بالمظاهر الكاذبة

قال تعالى:

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مستهزئون (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)سورة البقرة

خدعنا الله والمساجد والكنائس

وخدعنا بحروفنا الكسيحة الورق"

كناية عن عدم العمل بما نقول

وقد عاتب الله المؤمنين على ذلك بقوله في سورة الصف:

بسم الله الرحمن الرحيم

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ

كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ

وما أجمل النعت الجميل للحروف في هذه الاستعارة المكنية الجميلة في قولها:

وخدعنا بحروفنا الكسيحة الورق"

وكأنها تقول"إن معظم الكتابات ضعيفة وغير مسلحة بعلوم اللغة العربية ليس لها مغزى ولا هدف لتقدم الأمة

"ننعم بالشقاء..

نأبى التحليق والطيران لإننا لم نخترع لأنفسنا أجنحة..

نحن أسرى الماضي والحاضر..

لم نستطع أن نعبر ذاك الجسر ..

غرباء كنا ومازلنا..

نتطفل على أبواب الوطن بكل مكر وخبث..

إلى متى نعاند؟

إلى متى ندس الحطب في الوجع؟

متى نتعلم أصول البقاء؟

متى نجمع المدائن كلها في عقد ونزين بها جيد الوطن؟

تتلمذنا على يد الفراق..

سلمنا أنفسنا للعبث والعدم .

كالحيتان أصبحنا 

يا اغتراب هل من أمل؟

متى تعلن الاقتراب؟

متى يختلط الغيث بالتراب؟

هيفاء

كل هذا كناية عن دعوة إلى الوحدة والتكاتف والتضامن لإعلاء شأن الأمة .

وبعد فتحية من القلب للشاعرة الجميلة الراقية هيفاء محمود السعدي على هذه الخاطرة البناءة .

وسوم: العدد 804