مع نازك الملائكة

د. عبد الله الطنطاوي

كان ذلك في صيف عام 1972م..

كنّا ثلة من الأدباء السوريين والعراقيّين: "د.عماد الدين خليل، د.نبيل طالب –رحمه الله- من العراق، وإبراهيم عاصي، ومحمد الحسناوي –رحمهما الله- وكاتب هذه الأسطر، من سورية" في بيروت، عندما طالعنا في الصحف اللبنانية خبر وصول الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، بصحبة زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة إلى لبنان، ونزولهما في فندق الصخرة في عاليه.

قلت لأصحابي: ما رأيكم في زيارة الشاعرة؟

وبعد حوار قصير، استقرّ رأينا على أن نزورها نحن السوريّين، ولم تمضِ ساعات حتى كنا نجلس –في الصالة الكبيرة في فندق الصخرة- نحن الثلاثة، في انتظار الشاعرة المبدعة، وزوجها الناقد الأديب.

حضرت نازك وزوجها، تعارفنا –لأول مرة- ثم جلسنا، وكنت إلى يمين الشاعرة، وكان زوجها إلى شمالها.

رحّبت بهما، ثمّ عرّفتهما بصاحبيّ، ثمّ بنفسي، وعندما سمعت اسمي ازورّت عني..

لاحظنا تجهّم الشاعرة، وانصرافها عن المشاركة في الحديث، حتى اضّطر زوجها الدكتور محبوبة إلى تنبيهها أكثر من مرة، حتى قال لها مرة، وبصوت مهموس ولكنه مسموع: "الجماعة ضيوفك، ولا يعرفونني".

تنبه الشاعر محمد الحسناوي إلى سبب هذا التجهّم، وذلك الانصراف عنّا، فقال لها:

-       الأخ عبد الله، يا دكتورة يحبّك، ومعجب بكِ وبشعركِ، حتى إنّه سمّى بنته باسمكِ، سمّاها نازك من أجلكِ.

فانبسطَ وجه الشاعرة، والتفتت إليّ ضاحكة القسمات، متسائلة:

-       صحيح أستاذ عبد الله، سمّيت بنتك نازك من أجلي؟

فتنفّستُ الصّعداء كما يقولون، وقلت:

-       نعم يا ستّي..

فازداد وجه نازك تألّقًا وإشراقًا، وهي تحكي لنا سبب تسميتها، وقالت:

-       كان أبي في دمشق عام 1923م، وشهد هناك مظاهرة نسائيّة ضد الاستعمار الفرنسيّ، تقودها امرأة راجلة اسمها نازك العابد، فأعجب والدي بها وبشجاعتها ووطنيّتها، وعندما عاد إلى بغداد، وجد أمي قد ولدتني، فأسماني نازك، تيمّنًا بنازك العابد.

فقلتُ لها مازحًا: إذن.. بضاعتنا رُدّت إلينا..

وضحكنا جميعًا.

ثمّ اعتذرتُ للشاعرة الكبيرة عمّا جاء من شدة وحدّة في مقالي المنشور في العدد التاسع من مجلة الآداب البيروتية عام 1969م، وكان بعنوان: "مع رواد شعر التفعيلة"، ناقشتُ فيه كلّ الشعراء الذين زعموا الريادة لأنفسهم، أو زعم لهم محبوبهم، الريادة والسبق في نظمِ شعر التفعيلة، وأثبتُّ أن الشاعر الحضرميّ المتمصر "علي أحمد باكثير" هو رائد شعر التفعيلة، وقد سبقَ نازك والسيّاب ببضع عشرة سنة، وكنت شديدًا على الشاعرة نازك، وأنا الآن لا أجد لي سببًا في تلك الشدّة، لأنني أولًا أزعم أني أكتب بموضوعيّة وحياديّة وتجرّد، وثانيًا: لأنني أحب الشاعرة وشعرها، ومعجب بإبداعاتها، كما تقدّم. ولكن.. هذا هو ما حصل.

وعندما أبدت الشاعرة استغرابها لحدّتي معها، لم أملك نفسي من الاعتذار، دون تبيّن الأسباب الداعية إلى ذلك، ودون تبيينها.

قالت الشاعرة الكبيرة:

-       والله لم أكن أعرف، قبل مقالك شيئًا ذا بال عن علي أحمد باكثير، ولو عرفت أنّه السبّاق لاعترفت له بأفضليّة السبق، حتى الآن، لم أقرأ ترجمته لمسرحية "روميو وجولييت" ولا مسرحيّته "إخناتون ونفرتيتي" اللتين وضعهما أو نظمهما على هذا النمط الجديد في الشعر العربي.

ثم انتقل الحديث بنا إلى ضرورة الاستمرار في الكتابة لمجلة الآداب –وكنا توقفنا عن الكتابة فيها، بسبب الحملة الظالمة عليّ من بعض كتّابها- قالت: اكتبوا للآداب. يعني لمجلة الآداب مهما تكن الظروف.

أولًا: لأنها المجلة الأدبية الأولى في الوطن العربي.

وثانيًا: لأنها تدخل كل الأقطار العربية.

وثالثًا: لأن صاحبها الدكتور سهيل إدريس مرجوّ لمستقبل الأيام، وسوف يصير إلى ما صار إليه الدكتور طه حسين والعقاد والدكتور مصطفى محمود وسواهم، ممّن التحموا بأمتهم، ونافحوا عنها، وعن تاريخها، وعقيدتها.. بعد ما كان منهم في شبابهم.. فالذي يقرأ "مرآة الإسلام" لطه حسين، لا يصدّق أنه كاتب "مستقبل الثقافة في مصر". وكتابات محمود مصطفى الآن، غير كتاباته قبل سنوات، حتى ليحسب القارئ أن هناك كاتبَين باسم مصطفى محمود.. وسهيل إدريس الذي ترجم وروّج للأدب الوجودي في دار الآداب ومجلة الآداب، سوف يلتصق بآداب أمته، ويدافع عنها وعن عقيدتها وتاريخها.. وكذلك السيّاب رحمه الله.

قلتُ لها: ولكن كتابتنا فيها، قد أزعجت سليمان فياض، وغالي شكري، ومحي الدين صبحي، والدكتور كمال نشأت ومحي الدين محمد، وقد كتبوا إلى الدكتور سهيل يحتجون على ما نشرَ لنا، كما أنهم أعلموه بأنهم لن يكتبوا في الآداب، ما دامَ ينشر لهذا الرجعيّ وذاك..

قالت:

-       هذا يجعلني أصر على دعوتي إياكم، لمعاودة الكتابة في الآداب..

قلت للشاعرة الكبيرة:

-       عندما كنا نقرأ شعركِ في "عاشقة الليل، وشظايا ورماد، وقرارة الموجة، وتراجيديا الإنسان" كنا نحس بتشاؤمكِ، وضيقكِ بالحياة والأحياء، وخوفكِ من المجهول، وكنا شديدي التأثّر بكِ، نحفظ شعركِ، وكان بعضنا يقول لبعضنا الآخر، مازحين حينًا، وجادّين حينًا آخر: "تعالوا نضع على عيوننا نظارات سوداء، كتلك التي تضعها نازك".

وذات يوم، كنا نجلس على شاطئ نهر عفرين –شمالي حلب- وتذكرت قصيدتك التي تقولين فيها:

يا نهرُ فلتدفن شكاياتي ومُرّ شجونها..

الآدميّة إن بكت، فلضعفها وجنونها..

وكان معنا الشاعر الإعزازي –نسبة إلى إعزاز جنّة الشمال السوريّ- أعني الأستاذ مهندس البترول محمود كلزي، فصمت لحظات، خيّمت خلالها الكآبة والحزن علينا، ثمّ أخرج قلمه ودفتره من جيبه، وكتب قصيدة بديعة، استلهمها من قصيدتكِ تلك، أذكر منها قوله:

آه يا نهر، وهل يجدي المعنّى قولُ آه؟!

آه من دهري وأقداري وأوصاب الحياة!

كلما وجّهت وجهي أجتلي الأسرار تاه!

سألت نازك عن هذا الشاعر المبدع الذي لم تسمع به، ولم تقرأ له قطّ، فقلت لها:

-       وبمن تسمعين من الشعراء السوريّين المبدعين؟

هل سمعتِ بالشاعر الحلبي المبدع: علي الزيبق؟

هل سمعتِ بالشاعر المنبجاني: محمد منلا غزيّل؟

هل سمعتِ بعمر بهاء الدين الأميري، وعمر أبو قوس، ومحمد هلال فخرو، وعبد الله عيسى السلامة، ومصطفى النجّار، ومحمد سعيد فخرو، وأحمد دوغان، ومحمد الحسناوي، ومحمد المجذوب، وعبد القادر حداد، وعبد الجبار الرحبي، وبشعراء آخرين عطّروا أجواء سوريّة بأشذاء أرواحهم الشاعرة؟

قالت نازك في استغراب:

-       وأنتم؟ أين أنتم؟ أنا وعبد الهادي كنا في سورية، جئنا إلى لبنان من سورية، وزارنا بعض الشعراء والكتاب والنّقاد، ولكنّنا لم نقابل واحدًا من هؤلاء.

قلت: هناك تعتيم إعلامي، واستبعاد وإقصاء لكل من لا ينضوي تحت راية البعث.. فالبعثيون ومن شاكلهم قد استأثروا بالصحافة الأدبيّة في سوريّة.. وبسائر وسائل الإعلام.. الإذاعة، والتلفزيون، والصحافة، والمسرح.. على أيّ حال، نحب أن نعود إلى شعركِ يا أستاذة نازك.

فقالت:

-       أمّ البراق.. أنا أمّ البراق..

قلت:

-       والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أمرنا بأن ندعو أحباءنا بأحب الأسماء إليهم يا سيدتي أم البراق.

أنا أحفظ من شعركِ التشاؤميّ، أو –بالأحرى- من بعض ما أحفظ من شعركِ هذا، قولكِ:

ها أنا بين فكيّ الموتِ قلبًا *** لم يزل راعشًا بحبِّ الحياةِ..

وقولكِ:

لستُ إلا ذرّة في لجّة الدّهرِ المغيرِ..

وغدًا يجرفني التيّار، والصّمتُ مصيري..

وقولكِ:

ما أنا إلّا بقايا مطرٍ ملَّ السّماءْ..

ترجعُ الرّيحُ إلى الأرضِ بهِ ذاتَ مساءْ..

وقولكِ:

لم يعد في نفسيَ الولهى مكان *** لأسىً أو فرجةٍ أو ذكرياتِ..

وقولكِ:

آه يا أشجار لا تذكّريني *** فأنا تمثال يأسٍ بشري..

ليس عندي غير آثار حنيني *** وبقايا من شقائي الأبدي..

وقولكِ:

وغدًا تنضب الدموع وتفنى *** ضجة الموتِ في عمقِ السكونِ!

فهتفت الشاعرة الكبيرة:

-       يكفي.. يكفي.. كدتَ تعيدني إلى ماضٍ أحبّ أن أنساه.

-       ولكنّكِ يا سيدتي الشاعرة المبدعة، في أشعاركِ ودواوينكِ التالية، نزعتِ النظارة السوداء عن عينيكِ، وصرتُ أشعر بالبهجة وأنا أقرأ شعركِ، بينما كنت أحسّ بالضّيق والاختناقِ، وأنا أقرأ نازك في النصف الأول من الخمسينيّات والأربعينيّات.

سألت: وهل عرفتَ السّبب؟ فأنت ناقد، والناقد يجب أن يكون بصيرًا.

أجبت: لا.. لم أعرف السبب.

قالت: السبب بسيط، وفي غاية الأهمية معًا.. عندما كنت أضع النظارة السوداء –على حد تعبيرك- كنت ملحدة.. بقيت ملحدة بضع سنوات، ضقت فيها حياتي، وكنت أتساءل في نفسي: ما قيمة هذه الحياة مهما امتدّت، ما دامت سوف تنتهي بالقبر، وما دام هذا الجسد سوف يؤول طعامًا للدّيدان؟ فكنت أتشاءم، وأبكي، وأعبّر عن ضيقي بما كنتم تقرؤون لي من شعر يعبّر عن تراجيديا الحياة، وبؤس الإنسان، وتعاسته..

أغمضت الشاعرة الكبيرة عينيها، وهزت برأسها، كأنها تتذكر الأيام الخوالي، ثم قالت:

-       إلى أن أوفدتني الجامعة إلى أمريكا، لمتابعة الدراسة هناك.. فقد لاحظت شدة اهتمام بعض أساتذتي بي.. فقلت في نفسي: "فتاة من الشرق، وشاعرة متحررة. لهذا كانوا يهتمون بي"..

ما كان يخطر على بالي أي سوء نية تجاه هؤلاء الأساتذة الكبار.. ولكني لاحظت بعد فترة، أنهم قد اتّفقوا على أمرين: الاهتمام بي، والطعن بالإسلام ونبي الإسلام.. في البداية لم أكترث، لأن الأديان والغيبيات لا تحتل أي حيز من فكري وعقلي وقلبي، كسائر الملاحدة في العالم.. ولكنني لاحظت تركيزهم الشديد في الطعن بمحمد "زير نساء، همجي، بدوي، متخلف، سفّاك دماء.." إلى آخر ما هنالك من صفات جعلتني أشمئز وأتقزز، ثم دفعني تصرفهم هذا إلى كتابة رسالة إلى أمي "الشاعرة أم نزار الملائكة" طلبت فيها منها، أن ترسل إليّ نسخة من القرآن الكريم.. فرحت أمي بطلبي هذا، وأرسلت إليّ مصحفًا جميلًا، وكتبت عليه إهداء هو عبارة عن ثمانية أبيات هزتني هزًا عنيفًا، وجعلتني أكبّ على قراءة القرآن الكريم قراءة الدارس الراغب في اكتشاف مجهول، فبهرني بجماله، ثم شدّني إليه أكثر من ذي قبل، وأنا أتملّى أسلوبه المعجز، وشعرت بأشعة الإيمان تنير ظلمات قلبي ونفسي، وندمت على الأيام السوالف التي أمضيتها في الإلحاد، والسخرية من المؤمنين، وعدم طاعة أمي التي كانت تدعوني إلى قراءة القرآن، القرآن..

كانت تدعوني، بل ترجوني أن أقرأ القرآن كأي كتاب، وكنت أعتذر بلطف، لأنني أحب أمي، بل أعشقها لحنانها وأدبها وأخلاقها وسموّ نفسها، كنت أراها كاملة.. إنسانة كاملة بكل معنى الكمال، وما كنت أرى فيها عيبًا سوى إيمانها وإسلامها وعبادتها..

ثم فتشت عن أولئك الأساتذة الكبار، وإذ هم يهود حاقدون على العروبة والإسلام، وعندما لذتُ بإيماني وإسلامي، وصرت أناقشهم كعربية تدافع عن تراث العرب، غضبوا وعندما سمعوني أشيد بالإسلام والأديان والقرآن وبالنبي محمد، جن جنونهم، وصاروا ينظرون إليّ نظرة استعلاء فاستعليت عليهم بعروبتي وبإيماني، وفاخرتهم بإسلامي الذي ما كنت أعرف منه إلا القليل.

ومنذ أن عدت إلى الإيمان، عادت إليّ ابتسامتي وفرحي ومرحي، ولم أعد أعير التشاؤم أيّ اعتبار، فقد عرفت أن هذه الدنيا دار عمل، وممر إلى الحياة الحقيقية الخالدة.. الآخرة.. حيث الجنة لمن آمن وعمل وأحسن، والنار لمن كفر أو أساء وأذنب، وأن القبر ليس هو المثوى الأخير لهذا الإنسان الذي كرّمه الله، وخلقه في أحسن تقويم.

وفيما كانت نازك تتدفق بالحديث عن الإيمان وما يفعله في النفس الشاعرة بشكل خاص، إذا الزغاريد تملأ جوّ الصالة، وكانت تسبق عريسين وعروستين، فقالت نازك:

-       هذا من التفاؤل بتجدد الحياة، ومباهجها..

فقلت:

-       تفاءلوا بالخير تجدوه يا سيدتي.

ثم نظرَت إلى زوجها الدكتور عبد الهادي، وقالت:

-       وقد آلينا على أنفسنا.. عبد الهادي وأنا.. أن نكتب عن إعجاز القرآن، وعن كنوزه، ولكن.. بأسلوب سوف يكون مختلفًا عما كتب به علماؤنا وأدباؤنا ونقّادنا..

وأبدت إعجابها بما كتبه عبد القاهر الجرجاني، وتلميذه سيد قطب الذي نبّه المثقفين إليه، كما أبدت إعجابها بالإعجاز البياني للدكتورة بنت الشاطئ.

قلتُ لها:

-       لاحظنا تغيّركِ في محاضراتكِ عن "الغزو الفكري والثقافي" التي ألقيتها في مؤتمر الأدباء في بغداد عام 1965م، ثم بمقالكِ الرائع عن ملاحظاتكِ حول المرأة العربية، وقد طبعنا بحلب هذا المقال، وتلك المحاضرة، ووزعناهما بالبريد إلى كل من نعرف في سورية وغير سورية، وطلبنا ممن نرسلهم إليهم، أن يبادروا إلى تصويرهما، وتوزيعهما على المعارف والأصدقاء.

فقالت نازك:

-       شكرًا لكم على هذا التقدير، ولكن هناك كاتبًا دمشقيًّا أخذ مقالي عن المرأة، وبنى عليه، وأخرجه في كتاب، وطبعه وباعه أكثر من مرة، ولم يتكرّم عليّ بنسخة ولا بكلمة شكر.

قلت لها:

-       نحن نعرفه، وظنناه فعل ذلك بعد استئذانك.. على أيّ حال، نحن نريد نشر أفكارنا وليتاجر غيرنا بها، أليس كذلك يا أم البراق؟

-       بلى.. ولكن.. من لم يشكر الناس، لم يشكر الله.. على أي حال، سامحه الله.

ثم قلت:

-       كان كتّاب اليسار وشعراؤه ونقاده، يشيدون بكِ وبشعركِ وثقافتك، وبريادتك للشعر الحرّ، شعر التفعيلة، حتى إذا ما نشرتِ "ثلاث قصائد شيوعية" في مجلة الآداب، انقلبوا عليكِ، فمنهم من هاجمكِ ومنهم من خجل أن يقول فيك اليوم، ما لم يقله بالأمس، أو غير ما قاله فيكِ، فسكت، ولكنهم لا يتورعون عن التنكيل بك وبشعركِ كلما جالسناهم، وناقشناهم.

فقالت:

-       أنا أعرف الكثير عنهم، والحقيقة "ثلاث قصائد شيوعية" كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، وإلا.. فإنّهم بدؤوا هجومهم عليّ! بالتجاهل مرّة وبالتجريح لا النقد مرات، منذ عدت من أمريكا، بغير ما ذهبت إليها، لقد نقموا مني إيماني بإسلامي، واعتزازي بعروبتي، كما نقم ذلك مني الأساتذة الكبار في الدراسات العليا في أمريكا.. الشيوعيون في أخلاقيّاتهم، كاليهود الذين احتفلوا بي وأنا ملحدة، وغاضبوني وأنا عربية مسلمة مؤمنة.

كان هذا بعض ما دار من حديث وحوار بيننا، ولعلنا نواصل الحديث في قابل، إن شاء الله تعالى.

نشرت في جريدة الحياة اللندنية عام 1997م.

وسوم: العدد 788