علي حرب

د.فواز دحروج

د.فواز دحروج / لندن

علي حرب: أنا سليل جمهورية أفلاطون وابن عربي وميشيل فوكو
المفكر اللبناني لـ«الشرق الاوسط»: الاعتراف بالآخر ضرورة وجود ولو تجردنا من أثر الغرب سنخرج عرايا للشارع
 

القاهرة: صابرين شمردل
 

يرى المفكر اللبناني الدكتور علي حرب أن الواقع الذي نعيشه لم يعد معطى بسيطا، بل اصبح يتخطانا، ومفتوحا على احتمالات عديدة وسط التغيرات الكاسحة التي تجتاح عالمنا.
 

وقال استاذ الفلسفة في حوار اجرته معه «الشرق الاوسط» أثناء زيارته الاخيرة للقاهرة ان التراثيين والحداثيين في عالمنا العربي وجهان لعملة واحدة، من حيث الفشل على أرض الواقع، لافتا إلى أن المثقف صاحب الدور النخبوي والرسولي قد تراجع كثيرا في ظل مجتمع المشهد الجديد الذي اصبح يسيطر عليه الاعلام وآلياته.
وتطرق الحوار الى قضايا اخرى.. وهذا نص الحوار:

 

* ما دور الفلسفة حيال مشكلات العالم التي تضغط الان، مثل الديمقراطية، العولمة، العلمنة، النظام العالمي الجديد وغيرها؟

 

ـ الفلسفة صناعة مفهومية. فمهمة الفيلسوف مواجهة المشكلات، وتحليل القضايا واخضاعها للدرس والتحليل وذلك لخلق وقائع معرفية جديدة، فالحقيقة ليست فقط معطى مسبقا جاهزا يقوم بذاته علينا معرفته، بل الحقيقة هي ما نقدر على خلقه، وفي المجال الفلسفي الحقيقة تتجلى في القدرة على خلق ادوات للفهم. وهذا المفهوم يكتسب اهمية خاصة في العالم العربي خاصة ان الكثيرين من المشتغلين بالفلسفة يتعاملون مع مهمتهم بطريقة ايديولوجية فيطرحون مشاريع تقوم على نفي العالم والواقع، فأفكارهم تحتاج الى واقع آخر فردوسي، والنتيجة كما نعلم فشل المشاريع الفكرية.

 

* تقول ساندرا لوجيه في كتابها «هل يجب بعد الاصغاء للمثقفين»: المعلم الفرد تهاوى على صعيدين اثنين الاول بسبب ثورة المعلوماتية، والثاني بسبب سقوط الاحزاب العقائدية التي كانت توفر للمعلم قاعدة دفاع. فالطبقة المثقفة اضرت بمصالحها الذاتية التي تحتضر بالتقرب من السلطة فراج سوق العرض والطلب ورفع الساسة شعار «اذا اردت شراء مثقف يكفي ان تقدم له وظيفة أو منصبا» ما رأيك في هذا الكلام؟

 

ـ أنا أعتقد ان ما حدث من تحولات في العالم تمثل بالانتقال من عصر الصناعة والحداثة الى عصر المعلومة، من اللغة الابجدية الى اللغة الرقمية. حدث تحول كبير أثر في مختلف وجوه النشاط البشري بل انه ترك تأثيرا في مختلف عناوين الوجود الانساني وفجر علاقتنا بالزمان والمكان ليس فقط على الصعيد الاقتصادي بل ايضا على الصعيد المعرفي والرمزي والخلقي بالذات، فضلا عن الأصعدة الامنية والصحية والبيئية، الامر الذي غير علاقتنا بمفردات وجودنا وطرح تساؤلات حول دور النخب المثقفة، وما يحدث الان في تصوري يضع نهاية المثقف صاحب الدور النبوي الرسولي، بقدر ما يؤدي الى ولادة فئة جديدة في المجتمع البشري وهم الاعلاميون العاملون والذين ينخرطون في مجتمع المشهد بحيث ان الرأي العام اليوم لم يعد يشكله فقط الكتاب وأوصياء الحقيقة. هذا الدور انتهى الان ولا بد من استخدام الشاشة ايضا.نحن في زمن الكتروني لا يمهل كثيراً بل هو يهمل اذا لم نحسن التعاطي مع ادواته.
بهذا المعنى ليست المسألة مسألة فساد نخبة كما يظن كثير من المثقفين الذين يقفزون فوق المتغيرات ليتهموا غيرهم بأنهم خرجوا عن الحظيرة. فمن يقف ضد العولمة أو السوق أو الشبكة يقف ضد وقائع لا عودة عنها، والاولى ان نخضعها للتحليل والدرس لكي نشارك في صناعة الحدث. فالمثقف فاعل ومنتج في وجه من وجوه النشاط البشري، لا أقول انني انتمي الى نخبة فنحن اقل الناس تأثيرا في المجتمع ومع ذلك نسمي انفسنا نخبا والوصف غير دقيق وهو اشبه بخداع الذات ولنتصور انفسنا اصحاب مهنة وصناعة مثلنا مثل الاخرين فلا أحد يحتكر المعرفة.


*
هل القائمون على صناعة هذا المشهد في عالمنا العربي مدركون لأهمية دورهم؟


ـ أرى ان الاكثرية لا تدرك هذا الدور فلا تزال العقلية النخبوية هي السائدة، قلة تحاول إعادة رسم الصورة ولذلك فعدم الاعتراف بالواقع نتيجة قلة الجدوى وحصاد مزيد من الهامشية.


*
هل لدينا فلاسفة عرب بالمعنى الدقيق للكلمة؟

 

ـ اليوم هم كثيرون، فمن نتائج عصر العولمة التعدد والتباين من الانتاج الثقافي في الشعر، والرواية والفن عموما.
والفلسفة في العقود الاخيرة مارست حضورا وازدهارا في العالم العربي فهناك انتاج فلسفي مارس حضوره، وهناك فلاسفة لاقى انتاجهم حضورا ورواجا اكثر بكثير من المؤلفات الشعرية، الفكر الفلسفي العربي كما ونوعا حقق نقلة.

 

* عقد مؤتمر عالمي للفلسفة باسطنبول ومؤتمر الاتحاد العالمي لمنظمات الفلسفة بمشاركة اكثر من 1700 عالم وفيلسوف من 85 دولة من دون الدول العربية والاسلامية، كيف ترى ذلك؟

 

ـ لا ادري ما هي الظروف التي لم تسمح بدعوة فلاسفة عرب، لكن ذلك لا يعني عدم وجود فلاسفة في العالم العربي، هناك اسماء بارزة معروفة كان يمكن دعوتها. وانا لا ادعي اننا كعرب انتجنا نظريات أو مفاهيم جديدة قياسا لما هو منتج في العالم.


*
ما هي العوائق التي تحول دون هذا الانتاج؟


ـ هناك عوائق كثيرة حاولت ان احللها في كتابي «المشروع الحضاري للعرب» مثلا غلبة الطابع النضالي على مشاغل الفيلسوف الذي يتصرف بوصفه مناضلا بدلا من فيلسوف منتج للمعنى، فالبعض طرحوا فكرة انتاج بيان لادانة الضرب على عقود الاستعمار وتحميله مسؤولية التخلف في العالم العربي. وانا اخالف هذا فلو أراد الواحد منا أن يتجرد من اثر الضرب لخرج عاريا. لا بد من ممارسة اصولية بطريقة عالمية فقد اتخمنا نضالات فاشلة، بذلك اخدم اللغة والثقافة العربية، حتى القضية الفلسطينية التي نتذرع بها دوما فالشكوى العربية غير المنتجة اليوم دفاعها عن القضية الفلسطينية عبء على القضية، نحن نسهم في تشويه صورتنا والتي لا يسهم في تشويهها فقط بعض الاصوات المتطرفة في الغرب، وهذا التشويه منه عدم انتاج ما يستفيد منه الاخرون.


*
هل الثقافة عندنا تعادي الفلسفة؟


ـ ليس بالمطلق، بعض الاوساط الدينية الاصولية ـ قديما وحديثا ـ تعادي الفلسفة، حتى هذا جرى في اثينا وتم اعدام سقراط وكذلك في المجتمعات الحديثة. فالمسألة بوصفها تضع البداهات والثوابت موضوع تساؤل وتحليل وتشريح يعرض اصحابها الى التهمة من جانب الاوساط الاصولية ايا كانت الديانة اصولية قومية أو طبقية، مثلا الفلاسفة في ظل النازية تعرضوا لضغوط وايضا في المجتمع السوفياتي، فمن يشتغلون بالفكر النقدي يتعرضون لضغوط.

 

** قال ابن رشد «ان الفلسفة للخاصة وليست للعامة اذ ان العامة لا تطيقها ولا تقدر على فهمها بل هي تسيء ذلك فلا يجوز اذن ان تذاع الحقائق امام الجمهور» كيف ترى ذلك؟

 

ـ ابن رشد يعتقد ان العامة لا تدرك من الحقيقة الا المثالات والمشاهد، ولهذا يرى ابن رشد ان القرآن نزل للعامة في الاساس. اما المعرفة من الدرجة الاولى من وجهة نظره فهي معرفة الفلاسفة وهناك معرفة من الدرجة الثانية وهي معرفة علماء الكلام، أو القيمين على الأمور الدينية، هؤلاء برأي ابن رشد مفسدون لإن معرفتهم لا يفهمها الجمهور، ولذلك انا لا أرى ابن رشد مفكرا «حديثا» بل مفكرا ينتمي للعصور الوسطى. ليفتح المكان لكل من يعبر عن رأيه سواء كانت مشروعية دينية، سياسية أو أي مشروعية، ومهام الفلسفة اخضاع ما يقوله الدعاة فلا غنى لأي مجتمع عن حماة ودعاة يدافعون عن الهوية ولا يمكن استئصال الدعاة والا حولنا المجتمع الى مجتمع ارهابي، وانا اخالف ابن رشد في قوله بمجتمع الخاصة والعامة بل انا مع مجتمع الاختصاص والفرق بين الفيلسوف وغيره ليس فرق رتبة بل فرق مهنة لا غير، فمصمم الازياء هل اعده من العامة؟ وقارنت مرة بين مصمم ازياء مبتكر يخرق السقف الوطني الى العالمي وبين مفكر ليس لديه افكار جديدة. التفكير في القرآن ميزة الانسان، وكل انسان يمارس علاقته بفكره بشكل حي ولا ضرورة للتمييز بين الناس على اساس طبقي معرفي بل يجب الاعتراف بالاخر أياً كان. كل الناس تمتلك المعرفة والفرق يكون في كيفية استخدام العقل.


*
هيجل قال «ان المسيحية هي الطريق المطلق للثورة الفرنسية» هذه النظرة تزداد في عالمنا الراهن انتشارا ما تحليلك لتزايد الاصوليات في العالم؟


ـ تحويل العلاقة بين النصوص والتراث الى مؤسسة للمحاكمة والادانة هذا شيء مؤسف ومن ثم فالاصولي يتهم من لا يشبهه بالتكفير أو التخريف أو بالعمالة مثلا.قد يكون الفقر والبطالة من الاسباب التي يستخدمها البعض في مشاريع شمولية وجعل البشر ادوات تنفيذ، ومن الممكن ان يكون العطل في العقل والثقافة كما هو الشأن في الاصولية الاسلامية. وكذلك الامر في الولايات المتحدة فهم يتصرفون بوصفهم اصحاب مهام متعالية لانقاذ البشرية. برأيي ان هناك اسباباً اسميها الامن الثقافي. ايضا!! الكوارث البيئية والامراض بجوار العنف الموجود حاليا والذي لا يوجد له نظير في التاريخ، بالاضافة للرعب التقني اليوم فهناك هوة بين ما يفعله الانسان وبين ما يتوقعه فقدرة الانسان على الفعل اصبحت هائلة وقدرته على التوقع ضئيلة كل هذا يدفع الكثيرين إلى التفكير بالجانب الاخروي، ايضا شهوة التكالب ومنطق التميز والتفاؤل العنصري، كل هذه المنازع البشرية هي التي يتغذى منها هذا التميز والذي ينفجر عنفا «فائقا» باعتبار اننا في عصر الادوات الفائقة.

 

* برأيك ما الحل لترويض كل هذا؟


ـ كان لي محاضرة اسمها «الانسان الادنى» فأنا اقول إننا اقل شأنا بكثير مما ندعي ولتخفف مفردات القدسي والمتعالي والكامل والنموذجي كل هذا لا يصنع الا الدمار.البعض يعتقدون انهم خير أمة واخرون يعتقدون انهم خير نموذج هذه الافضلية الخانقة ومنطق الاقصاء. نحن نعتقد انفسنا أرقى من الحيوان رغم انه لا يضر نفسه ولا غيره بالعكس نحن نضر انفسنا ونضر غيرنا ونضر الحيوان. فنحن كائنات نعرف وندعي الذكاء لكننا ندمر بقدر ادعاءاتنا.

 

* ما الذي يسير التاريخ؟ وهل من الممكن التنبؤ به؟


ـ التاريخ يصنعه البشر ولكن لا يعني ذلك اطلاقا ان البشر يقبضون على قوانين التاريخ أو يسيرون العالم كما يريدون له ان يكون.


*
هل ثمة دور للارادة العليا.. ما رأيك في ذلك؟


ـ ليس بسبب الارادة العليا نتجاوزهم، بل الواقع نفسه يتجاوزهم، نحن احيانا نخلق وقائع فأنا حين اعلن الحرب اخلق حدثا، ولكن هذا الحدث يتعداني، لان له مفاعيل وتداعيات لا يمكن لي ان احصرها، لان أي أحداث واقعة تختزن امكانياتها، وهي واقعة مشروعة على احتمالاتها وابعادها المتعددة. ونحن نعتقد اننا اسياد انفسنا أو على الوقائع لكن هذا وهم كبير. اليوم بعد قرون من الحديث عن العقل والعقلانية وعن انه يحكم العالم بالتنظيم المحكم، ها هي الوقائع تفاجئ الانسان من حيث لا يحتسب، ما هذا العنف، ثمة احداث تداهمنا من حيث لا نحتسب. لا بد ان نعيد النظر في مسائل كثيرة. فالواقع ليس معطى بسيطا. النص أنا اكتبه لكنه يتعداني كل قارىء يقرأ في هذا النص ما لم يقصده مؤلفه وكل قارىء يقرأ يشكل مختلف عن الاخر. اذا تغير المفهوم عن المعطى سواء كان نصا أو حربا أو قرآنا فلا يزال نصا مفتوحا ولا يمكن لأحد أن يدعي انه يقبض على المعنى فيه والذين ادعوا انهم احتكروا التفسير والمعنى هم اكثر اناس انتهكوا التعاليم والمبادىء التي طرحوها من منظور اسلامي وديني.وعلى ذلك الثورة الفرنسية، والحداثة، لماذا ولدت الثورة الروسية واحداث 11 سبتمبر كل هذا لا يحتمل تفسيرا واحدا ولا يمكن اختزاله. ما نفاجأ به دوما يعني اننا لا نسيطر على المعنى فالاولى بنا أن نعيد النظر الى الواقع والى افكارنا بحيث نستطيع بها ان نقبض على الواقع أو على قوانين التاريخ كما ادعى ماركس. البشرية الآن عاجزة فرغم الشعارات الكبيرة الا ان العنف يزداد وكذلك الفقر والتسلط.هناك من يعتقد ان بإمكانه ان يضع خطة لكي ينفذها وهذا وهم كبير، فأنا اذا كنت انجح فمعنى ذلك ان الفكرة التي انطلقت منها تتحول وان الاهداف التي اريدها قد اصبحت معدلة، فالخطة التي ننطلق منها والوسائل كل ذلك يتغير اثناء العمل. الصناعة تحويل لا انتاج، فلا انتاج أو ابداع بلا تحول والابداع تحول بطريقة مثمرة، فلذلك لا يفكر احد ان لديه حلا امثل أو نهائيا كما يدعي الكثيرون ممن يرفعون الشعارات من مثل: لا حل الا بالاشتراكية، الاسلام هو الحل، المجتمع المدني هو الحل، الديمقراطية هي الحل، كل هذه الشعارات مدمرة حتى الديمقراطية لان اي شعار يتم التعامل معه بطريقة أحادية مطلقة سيفشل ولو كان العقل فالذين قدسوا العقل وقعوا ضحيته.

 

* اذن كيف نفسر هذه الفوضى واللامعقول كيف نفسر انفجار العقلانية الحديثة على أرض الواقع؟


ـ يفسرها تقديس العقل وهو الوجه الاخر لفقهاء الشريعة، فالحداثيون والتراثيون في العالم العربي وجهان لعملة واحد، لا وجود على هذه الارض الا لليومي والمعاشي والمحسوس والدنيوي والمتحول والمتغير، ونحن في عصر لتحولات الجذرية الهائلة الكاسحة، أي مشتغل اليوم في أي مجال لا يطمئن للمعطيات التي بين يديه لانه ربما تتغير المعطيات غداً وهذا يسبب ازمة، ويجب ان نكف عن التبجحات الانسانية وانا افترق بهذا عن الحداثيين في الشرق والغرب سواء من تشومسكي الى ادونيس أو من بييربورديو الى حسن حنفي أو من ادوارد سعيد الى محمود أمين العالم، دوما السقف لدى هؤلاء هو الانسانية، القدامى والحديثون وجهان لعملة واحدة من حيث الفشل على أرض الواقع.


*
لكن هؤلاء وهؤلاء ـ اي انصار القديم والحداثة ـ يقولون ان الفشل في التطبيق؟


ـ هذه اكبر خديعة يمارسها الاسلاميون والحداثيون وهم يظنون ان هناك نموذج نظرية مثلى تجعل العالم أفضل ومن هنا جاءت صياغتي حول العالم والفكر واشير فقط الى العقل التداولي الذي هو اطروحتي في كتابي المأزق.

 

* هل تقف الى جانب الشيطان؟


ـ نيتشه كان مؤمنا اكثر بكثير مما نتصور، فلو لم يكن مؤمنا لما جن، هو يفتش عن قيمة عليا، وهو ينتقد الديانات وكذلك الفلسفة التي تحولت الى حروب طاحنة، فنيتشه منطوق خطابه انه غير مؤمن لكن غير المنطوق انه مؤمن اكثر بكثير مما نظن. لدي براءة زائدة ولذلك قد يتم استدراجي في لعبة شيطانية يتقنها البعض وهذا يسوءني ان اجد نفسي اكثر مثالية من بعض رجال الدين المتقنين للعبة الارضية. اني اشغل عقلي ولكن بالمعنى الخلقي بمعنى ان هناك معايير تحكم عملي وهذه المعايير آتية من صميم الثقافة الاسلامية الدينية التي رباني اهلي عليها وانا تربيت على قراءة القرآن ودخلت الكتاب في المرحلة الاولى. فاذا كان الله هو الحق فإن صلتي بأي انسان من وجهين الاول على الصعيد المعرفي كوني انتج الحقائق، وعلى الصعيد العملي وان كنت احيانا انزلقت وتكالبت على الحكام في حمأة الصراع مع اندادي على أرض الواقع ولكن لست من الذين يتعطلون من كل قيمة أو معيار أو قاعدة.لقد اسهمت آيات القرآن البينات في تشكيل ذاكرتي اللغوية وفي تشكيل علاقتي بالمعنى بالذات وحتى لو خرجت عليه فأنا أثر من اثاره، بينما هناك اسلاميون يدعون حمايتهم النص والوكالة عليه لكنهم لم يتأثروا به وهذه هي المفارقة وعلاقتهم به هشة ضعيفة.انا سليل القرآن كما اني سليل جمهورية افلاطون وابن عربي وايضا ميشيل فوكو.