علاء الدين آل رشي

عبد الله زنجير

مقابلة مع

  علاء الدين آل رشي 

 عبد الله زنجير

 علاء الدين آل رشي 

أجرى الحوار : عبد الله زنجير

* السؤال الأول : تقع الثقافة العربية مابين مداري المحاكاة والتجاوب أو التقليد التجديدي النسبي ماهي نوعية الكتب التي يحرص رواد المكتبات على متابعتها ؟

ج 1 من خلال علاقاتي المباشرة بالمشهد الثقافي ومن خلال تجوالي في عواصم  ومدن عربية عديدة ... بحكم مهنتي (النشر ) لمست أن ثمة قواسم مشتركة في كثير من بلداننا العربية من حيث الاهتمامات الفكرية وبالا مكان  أن أقول لك أستاذ عبد الله أن القارئ العربي الجاد موجود ولكن نسبته لا تتجاوز العشرة بالمئة وهذه نسبة متفائلة وأقصد بالقارئ الجاد الذي يلتمس الفتوحات الفكرية والمعرفية المتغيرة ويطور الوعي الذاتي بالمزيد من الرياضات الفكرية والمتابعة والرصد للنتاج الإبداعي العربي المعاصر ويطالع الثقافات الأخرى

 كما أستطيع أن أن أرتب على الأقل وفق تجربتي على ماذا تحرص شرائح كبيرة من قرائنا اليوم  يأتي في المرتبة الأولى  الكتاب المدرسي أو الجامعي المقرر وفي المرتبة الثانية كتب الطبخ والطهي التي تقوم بعض الفضائيات العربية بعرض وصفاتها وكتب الريجيم والتخسيس  وفي المرتبة الثالثة كتب الطبخ عامة وكتب السحر والمنامات  والفلك والأبراج وفي المرتبة الرابعة كتب التجميل النسائي والماكياج ومن ثم تليها في المرتبة الخامسة الكتب الإعلامية وهي اهتمامات آنية تبرز عند حدوث شئ أو تقديم مسلسل يتناول شخصا ما أو فكرة ما كما حصل عندما تم تقديم مسلسل عن الزير سالم أو الحجاج بن يوسف الثقفي أو مشكلة العراق مثلا أو محمد سعيد الصحاف (وزير الاعلام البعثي العراقي السابق ) حيث أقبل الناس على الكتب التي تتحدث عن هؤلاء وأخيرا تأتي الروايات الفاضحة أو العاطفية أو الشعر الرومانسي الحالم أو الغزل ودواوين العشق ثم الروايات بشكل عام كما ثمة اهتمام بات واضح المعالم بالثقافة المترجمة والتي أنا عندي عليها ملاحظات فهي تنشر بعشوائية ودون اهتمام بالموضوع وبشكل ينم على التسابق الربحي والنفعي عند بعض الناشرين  ولكن لابد من تسجيل ملاحظة هنا وهي أن أصحاب هذه الاهتمامات  كلهم يجمعهم اهتمام واحد واعتناء مشترك هو الاعتكاف على كتب التراث والتخويف من النار والأدعية والأوراد أو اهتمام سطحي بمعاني الدين ألخص لك كلامي بعزوف عن كل فنون الحياة وصناعة الوعي وعمران الكون واهتمام كبير وحقيقي بكل ماهو من كماليات الثقافة

* السؤال الثاني : في الأساس كل تجاوب محكوم بمزاجية القارئ ولكن بالنظر لإيقاع العصر هل يوجد سبق حقيقي للكتب الصغيرة او كتاب الجيب (السندوتش )؟

ج  2 أختلف معك بأن يكون الأساس الذي يرتكز عليه الناشر في النشر  هو مزاجية القارئ وان كنت اتفق معك تماما على أن الناشر العربي على الأغلب لا ينشر إلا ما يتيقن تماما باستجابة تسويقية لما سيطرحه في الأسواق ومن هذا الباب وجدنا فورة وثورة في عالم النشر وازدياد غير مسبوق في أسماء دور النشر الجديدة  فبينما نجد الأستاذ محمد عدنان سالم وهو ناشر عربي كبير يشتكي من عزوف القراء نلحظ في المقابل ازديادا غير طبيعي في عدد دور النشر وتكاثرا غير شرعي لها  وهذا يعود إلى شكوى الناشر الجاد من عدم تجاوب الكثيرين معه وفي الجانب الآخر نرى أصحاب دور نشر من الأثرياء  وأصحاب رؤوس الأموال وبعض هؤلاء فهم المعادلة تماما فقدم للسوق ما يتناسب مع مزاجية القارئ العربي اليوم واهتماماته التي ذكرتها أولا ولم يتكلف عناء تقديم الجديد المفيد ولذلك بقي في خانة الأمان والازدهار أما من يشتكي فهو الناشر الأستاذ الذي يريد أن يرتفع بمزاجية القارئ وفكره وأود أن أسالك كم هي عدد دور النشر الجادة والتي لا تسئ لأشرف مهنة وبرأيي أن الكثير من الناشرين يسهمون في تزييف وعي القارئ العربي اليوم ويخدعونه بأساليب غير نظيفة فنجدهم يلونون أغلفة منشوراتهم ويسودون الورق الأبيض بما لاذ نب له ويقدمون ثقافة هشة لا تخدم الواقع والعصر بشئ سوى جيوبهم وما لم يسهم الناشر العربي والمبدع العربي برفع مستوى الحس الثقافي للشعوب العربية فانه سنشهد دورات رديئة من التخلف الحضاري

أعرف ناشرين عرب يرفضون طباعة أي عمل إبداعي أو تقدم ثقافي وإنما ميزانهم في اختيار أو رفض الكتاب يقوم على شهرة مؤلفه حتى لو كان الأمر على حساب عمق الأفكار أو مصداقيتها

 وأما يقاع العصر فيبدو أن سرعته تقع علينا نحن فقط حيث ودعنا القرءاة والعقل بحجج وأوهام نصطنعها...ونحن لا نقرا لاكتاب جيب ولا كتابا مجلدا

 وأما في بلاد الغرب أو العالم المتحضر فالكتب المجلدات تطبع وتتداول وتقرأ

 وبلدان العالم الأول ابتكروا مقاسات عدة للكتاب يصعب علينا في البلدان العربية محاكاتها وهم في ظنهم أن الغاية الأولى من هذه المقاسات الرائعة  أن يكون الكتاب هو الصديق الملازم للإنسان سواء في سفره أو حله

المشكلة ليست في شكل الكتاب (جيب أو غيره )( هل هو صغير أو كبير)؟ المشكلة في إنسان القراءة العربي اليوم تطحنه هموم وهموم وهذا ليس تبريرا مني للعزوف عن القراءة فالسلطات السياسية أسهمت وبشكل كبير في تأطير وعيه ورسم الكثير من ملامح اهتماماته وتضخيم دائرة المحظورات ولا أقصد بالمحظورات المنهيات الشرعية وإنما بالظروف المحلية والمسموح والممنوع والحلال والحرام في في التصرفات والأفكار وهذا يدفع بكثيرين من أبناء شعوبنا الى الغياب عن الواقع  بالاهتمامات التي ذكرتها لك في بداية حديثي لك فالتغيير مستحيل ثم هناك وطأة طلب العيش والرزق ومطالب الحياة و......

ولذلك نحن في مركز الراية للتنمية الفكرية طرحنا شعارنا لهذا العام (الإنسان أولا ) لابد من عودة صادقة الى شعوبنا  وإسهام في تطوير الوعي  والفكر والثقافة ولابد من اهتمام واضح وجلي من الأنظمة العربية بالكتاب الجاد ودعمه وتسخير الإعلام والدعاية المجانية له وإقامة مهرجانات عامة للكتاب ورفع أي رقابة على كل الكتب الا التي تنتقص من ثوابت هويتنا العربية أو الإسلامية لماذا لايتم التعاقد مع دور النشر الجادة بشبيه ماتم التعاقد به مع الفنان عمرو دياب مثلا

* السؤال الثالث :الأجيال الثقافية ذات اللسان العربي المبين نسبيا والمقدس قرآنيا كيف تقوم العلاقة مع الألسن الثقافية الأقوى إعلاميا وحضاريا ؟

ج3 علاقة الثقافة العربية بالثقافة الأخرى تنحو منحيين اثنين اولهما ظاهرة التماهي مع الثقافة الغربية من منطلق أنها الثقافة الأقوى والمتحضرة أكثر وبرأيي أن الأخوة الذين يروجون لثقافة كهذه مخطئون جدا فنحن نمتلك رصيدا ثقافيا يمكن أن يسهم في اعمار الثقافة والحضارة الراهنة

 ثقافتنا العربية الإسلامية هي بمثابة الترياق لأمراض المجتمعات الغربية وهي تقدم حلولا وأجوبة على الكثير من الاستفهامات المؤرقة عند أبناء الأسرة الإنسانية في أوربة وأمريكة ونحن في ممارستنا وتصرفاتنا أخطئنا كثيرا لثقافتنا فنحن نروجها بشكل مغلوط نحن نقدمها بشكل غير معاصر أو بشكل تفسيري يبرر ذبح الآخرين وقتلهم وان ثقافتنا لا تسود إلا بجماجم الناس

وأما المنحى الثاني في علاقة الثقافة العربية بالثقافات الأخرى  فهو وجود أخوة ينطلقون من مفردات نضالية ترتكز على معنى الحماية والوصائية النبيلة على الثقافة العربية  وهم يرفضون الثقافة الغربية جملة وتفصيلا وهؤلاء يحرصون على خدمة التراث وقد يسيئون وهم يحسنون صنعا والسمة الجلية لهؤلاء ارتيابهم من الجديد وتحذيرهم منه وقد بدأ هذا المنحى يضعف ويذبل لعدم واقعيته

 والطريق الثالث الذي أرجحه أنا هو بروز تيار وسطي ينتمي إلى الأمة وقضاياها ويعيش ويعيش معه الآخرين ويستفيد من الثقافة الغربية ويطورها ويقدم لفلسفة الغرب وتحضره حكمة الشرق وروحانيته وقيمه وبذلك يرتكز العالم على ركنين هامين

العلاقة السليمة التي ينبغي أن تسود هي التواصل القائم على التخير والاهتمام بالأكثر نفعا وأن نكف عن كل ألوان الرفض المطلق أو القبول المطلق

* السوال الرابع :الرهان المعرفي يستمزج القدرة على حسن استثمار الوسائط المستجدة مثل الفضائيات المتخصصة والانترنت والمحساب (الكمبيوتر ) كيف تنظرون لدورها من خلال الأفق التعليمي ؟

ج 4 هذه الوسائط التي ذكرتها هي يا صديقي تخضع لذهنية من يتحكم بها وهي وسائط متقدمة ومتطورة ويمكن أن تسهم في دفع الأفق التعليمي اليوم في بلادنا العربية ولكن الذهنية التعليمية العربية المعاصرة تحتاج لنقد وتقويم فهي أولا ذهنية محكومة بالحفظ والتلقين وتقوم على مبدأ تغييب العقل وعدم إعماله والطالب يشكل وعيه (طبشورة المعلم أو قلم السبورة أو عصى السلطان ) وليس على تعويده للرجوع إلى المصادر والتعب والكد والتوثيق والابتكار وقد كنت طالبا وعندما كنا نريد أن نكتب موضوعا في التعبير وهو الذي يعكس أسلوب وشخص الطالب كان الأستاذ يحدد لنا بما ذا نستشهد وبما ذا ندعم موضوعنا ولذلك كنا نسخا متكررة وليس لكل واحد منا لونه الخاص

وأما المناهج التعليمية في البلاد العربية فهي مضحكة حقا وهي تستمد استمراريتها من استمرارية السلطات السياسية فيها فالمناهج والمقرارت تأخذ صفة التأبيد والدوام ولا تخضع للتغيير وفق التقدم المعرفي سواء بالشكل أو بالمضمون ويبدو أن استعصاء المناهج على التغيير يعود لاستعصاء السلطات على التبديل والتغيير السلمي

ان أفق التعليم يحتاج إلى أذكياء وان عجلة الحضارة لا يديرها النائمون وان استخدام الوسائل الجديدة في الأفق التعليمي ضرورة حضارية والخطوة الأولى هي أن تمضي السلطات العربية في الاهتمام بالتعليم ليس بالظاهر أو من خلال ميزانيات مالية لا تدرس ثمارها وكيف استثمرت على أرض الواقع  وإنما من خلال مكافآت مالية كبيرة للمتفوقين من التلاميذ ومكافأة وحوافز كثيرة للمدرس المبتكر واحتفالات متلفزة لكل الطلاب في بداية العام الدراسي و  دورات دائمة للقائمين على التدريس والتعليم وابتعاثهم إلى الخارج للاستفادة من تجارب الأمم المتحضرة وتعويد السلك التعليمي على استخدام الأجهزة والوسائط الحديثة لابد من الاهتمام الكبير بهذه الأمور لأنها تؤسس لأمة تستجمع شمائل الخير وتبني لأبنائها أياما جميلة

* السؤال الخامس:كيف نستشرف صلاحية الصلة مابين التراث والمعاصرة من منظور مسألة تحضر العرب وانخراطهم في الحياة الحضارية أو المدنية للأمم والشعوب ؟

ج5 أنا لا أحب الانسياق وراء ثنائيات موهومة وما أكثر تلك الثنائيات التي تستهلكنا بما لا جدوى منه وأسوق لك أمثلة من ثقافتنا فهناك ما يسمى بالعقل والنقل وهي ثنائية قامت  بسببها مشاكل وصنف أناس بالعقلانيين أو العصرانيين  وآخرين بالتقليين والسؤال هل  النقل  جاء لغير العقل ؟وإذا لم يكن ثمة عقل فبما ذا نتفهم النقل ؟؟ وهل النقل لفاقد العقل ؟وهل يصح للمجنون مثلا اجتهاد ؟ والقدامى يقولون إذا أخذ ما وهب سقط ما وجب)  انها ثنائية غير صحيحة وقد فطن ابن تيمية لهذا فكتب درء تعارض النقل والعقل وبرزت أيضا عندنا مشكلة من الثنائيات أيضا حتى في العقيدة فبين السلف والخلف ومذهب التأويل ضاعت جهود وجهود وقد كانت ملاحظة ذكية من العالم السوري البوطي الذي رفض الثنائية التي تقول ;(مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم واعلم ) وقد رفضها لكونها تزيف الوعي في ثنائية غير مقنعة فليس للخلف الااتباع السلف ولوكان للخلف طريقة غير طريقة السلف لرفضناها  في إشارة منه إلى أن الطريقة واحدة والمقصد واحد ولكن قد تتعدد الوسائل ومشكلة الثنائيات تدوخ طلاب العلوم الدينية ومن ثم ليتفاجأوا أن الخلاف لفظي بعد ضياع عمر وأوقات طويلة

وها هي شعوب يضحك عليها في تسويق ثنائية الحرس القديم والحرس الجديد التي تضيع الأوقات في انتظار معجزات ونحن نستهلك أنفسنا في ثنائيات وثنائيات ومنها الثنائية التي ذكرتها أنت فليس التراث والمعاصرة الا مدلولات هلامية غير واقعية فهل أعيش وأنا أخدم تراثي مستمسكا بماض مثقل بالأخطاء الفكرية والسياسية والتربوية وأتنصل من الحياة المعاصرة ومتطلباتها ثم أدعي أنني أحيا بالتراث وهل أعيش عصري منسلخا عن خلفيتي الثقافية وارثي المعرفي بحجة المعاصرة

 لن نستطيع البقاء في كلا الحالتين ولن نستمر على وضع كهذه الأوضاع ولا مشكلة لدي أن احترام مواريثي الثقافية وأنافي قمة الحضور المعرفي المعاصر مادام عقلي منيرا(أقرأ وانقد وأوازن وأرجح ,ابحث عن الصواب)المشكلة تكمن قي أشكال عقليتنا اليوم نحن بحاجة الى رياضات ذهنية ومراجعة لمسلماتنا العقلية  ومناقشة لكثير من مواقفنا الفكرية التي لا أستطيع الاأن أصفها بالمراهقة

 حتى نستطيع أن نقوم بدورنا في العالم المعاصر ونسهم في تحضره فعلينا أن نثبت أن بامكاننا أن نلفت الأسرة الإنسانية إلى مضامين ثقافتنا وان ثقافتنا متسامحة وهي نابضة بالإنسانية بهذه الطريقة سيتعرف علينا كل العالم وليس  بخطاب الدماء واقتل والقهر وتزيين كل مذابحنا بمفردات من ثقافتنا كم أساء واستخف بالناس صدام حسين عندما ذبح الأكراد وسمى مجازره بالأنفال وكم أخطأ وأساء أسامة بن لادن عندما برر قتله الجماعي للشعب الأمريكي بآيات وأحاديث نحن بحاجة وثيقة إلى فك الارتباط الموهوم بين ثقافتنا وبين الإرهاب أليس من المعيب حقا أن يتهم محمد صلى الله عليه وسلم بأنه إرهابي وهو الذي قال عنه الله (وما أرسلناك الارحمة للعالمين ) رحمته صلى الله عليه وسلم بثقافته وشرعته التي تسعى لترقية الإنسان وخدمة  البشر أجمعين وليس للمؤمنين به فقط

نحن أسأنا وينبغي أن ندفع ضريبة اسائتنا وعلينا أن نتجاوز الأخطاء إلى التبشير بخطاب إنساني منفتح وثقافة واعية وعاقلة 

* السؤال السادس:إن خصيصة كل أمة أرضها (جغرافية تاريخها ) ماهي بتصوركم حصة المحلي بأبعاده المتنوعة مقارنة بالعالمي والعولمي والعالمائي؟

 لا يوجد مخططات لدى أغلب دور النشر لما سينشر وقليلة دور النشر التي تضع مخططا وتسير عليه ولذلك لا يوجد نسبة دقيقة لنشر المحلي أو العالمي وهذا يخضع لذهنية الناشر وبالتالي العشوائية والتكرار وفقدان الإبداع وسيادة لغة الاستنساخ هو الواضح في النشر والمؤسف حقا أنه ليس المحلي وأقصد به الكتاب الذي ينتمي إلى الثقافة العربية والإسلامية يخضع لدراسة من جدوى نشر الكثير من الكتب فكتب التراث تنال حصة الأسد وهي لا تصب في برنامج نشر يتغيا نشر المفيد وأنا  لا أنكر أن أجدادنا رحمهم الله تركوا لنا كنوزا و يبنغي ان تخضع لانتقاء وحسن عرض وتبويب

 ونسبة ما ينشر من التراث إلى جانب ما ينشر من إبداعات عربية معاصرة 90% للتراث و10 %للإبداع المعاصر العربي

 وأما العالمي فهو قليل قليل جدا ونحن نلحظ تسابقا محموما الآن بين بعض الناشرين في ترجمة الكتب الغربية وهذا مفيد ولكنه من دون برمجة واعية لاحتياجات القارئ العربي ومشوار التواصل الثقافي مع العالم الآخر حقيقة لم نبدأ به بعد باستثناء مايقوم به مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وهو مركز رائع ومتميز وجاد

نحن بحاجة الى ترتيب سلم أولوياتنا المعرفية والثقافية وبحاجة الى مراجعة كثير من مصادرنا الثقافية ثم نحن علينا أن نسرع بالتواصل مع العالم الغربي معرفيا وأن نقرأ النتاج الثقافي لديهم ليس بعقلية النضال أو الجهاد الثقافي أو بعقلية الاسترخاء والنوم وانما بعقلية ذكية واعية وراشدة