عبد الله الطنطاوي(2)

محمد عبد الفتاح

مقابلة مع:

عبد الله الطنطاوي

أجراها: محمد عبد الفتاح

س1 - ماذا يمكن للأدب الإسلامي أن يقدّم في هذه الظروف الرهيبة، والأهوال تحيط بالأمة المحبطة من كل جانب؟

ج1 - يستطيع الأدب الإسلامي أن يقدّم الكثير في هذه الأيام، من أجل نهوض المسلمين، إذا كان أدباء (الإسلامية) واعين لما يجري حولهم، ولما يراد بهم، وبدينهم، وبقيمهم، وبأمتهم، وإذا كانوا ملتزمين بدينهم، وعاملين لنهضة أمتهم، وفاهمين لما يريده دينهم منهم، في دنياهم وأخراهم. ففي دنياهم يتلاحمون مع قضايا أمتهم، وحسب أولويات تواجه التحديات التي تجابه أمتهم، لتعصف بها بعواصف الحقد التاريخي الذي لم تخمد نيرانه هجرة النبيّ الكريم إلى المدينة المنورة، ثم منذ الحروب الصليبيّة الأولى، إلى الحروب الصليبيّة التي تتجدّد في كل يوم، وفي كل مكان من هذه المعمورة التي يريدها الحاقدون خراباً يباباً، فإذا حسب البطل العظيم صلاح الدين أنه قلّم أظافر مثيريها، فقد عادت جذعة بعد وفاته، وإذا ظن الطاغية المستعمر الجنرال اللنبي، أنها انتهت باستيلائه على فلسطين، فإن الجنرال الفرنسي غورو جاء ليتابعها، وليوقد نيرانها من جديد، وهو يقف على قبر صلاح الدين العظيم في دمشق. وها هو ذا بوش يقولها بفمه الملآن خمراً: إنها حرب صليبية، وقد صدق، وهو الكذوب المخمور، فهي حرب صليبية جديدة، بشّر بها سلفه نيكسون الذي رآها فرصة سانحة، على أمريكا أن تهتبلها، ولا تدعها تفلت من أيديها.

ويهود يغذّون نيران الأحقاد الصليبية المشتعلة في صدور اليمين المسيحي المتصهين في الإدارة الأمريكية، والشعب الأمريكي غافل جاهل لا يعرف ماذا تريد به الصهيونية ودهاقنتها في أمريكا وإسرائيل، بعد أن أغرق اليهود أبناء أمريكا وبناتها في أوحال الشهوات الهابطة، وصرفوهم عن سائر القيم الإنسانية، حتى صرنا لا نرى أيَّ نزعة إنسانية في تصرفاتهم، وفي مواقفهم تجاه الشعوب المستضعفة التي تحترق بقنابلهم النووية وأسلحتهم التقليدية وغير التقليدية.

واجب الأدباء عامة، والإسلاميين خاصة، أن ينبّهوا شعوب أمتهم إلى الأخطار التي تجتحهم في هذه الأيام، كما لم تجتاحهم في يوم سابق، في فلسطين المجاهدة، وفي العراق المقاوم، وفي أفغانستان، بل وفي سائر أنحاء العالم الإسلامي، ومنها دويلات الوطن العربي، ولا أقول: دول الوطن العربي، فلم تعد دولاً، وإن عاش على أرضها عشرات الملايين من الجماهير المقهورة المسحوقة المنزوعة الإرادة والفعل.

إننا نرى الشعب الفلسطيني البطل، يُذْبَحُ أبناؤه كل يوم، بل في كل ساعة.. والعرب ينظرون، ولا يملكون إلا أن يحوقلوا ويسترجعوا، وواجب الأدب الإسلامي أن يسعّر المقاومة بوقود الرجال والسلاح والأموال، بتقديم النماذج البطولية، قصة، ورواية، ومسرحية، وشعراً، ومسلسلاً، وفيلماً.. نموذج الغني الذي يجاهد بماله، ونموذج المرأة التي تربي أبناءها على التضحية والفداء، ونموذج الفتى الناشئ في طاعة الله الذي يأمره بالذبّ عن حياض أمته ودينه، فيتعلّم ما يفيد أمته، ويكون الفدائيَّ الذي لا يفكر بمستقبله المادي، بل يفكر بمستقبل أمته، فلا يتعلم من أجل رفاهه، وأن تكون له السيارة الفارهة، والقصر المنيف، والأرصدة الكبيرة.. لا يريد أن يكون طبيباً تدرّ عليه مهنته الأموال الطائلة، ولا المهندس والمقاول والصِّناعيَّ، والتاجر.. الذين لا يخافون الله، وهمُّهم تكديس الأموال، والبذخ، والإنفاق على الموبقات، هم وأزواجهم، وأبناؤهم وبناتهم.

يستطيع الأدب الإسلامي النهوض بأعباء التربية السليمة التي تجعل من كل تلك الفئات، ومن فئة الضباط والعساكر وقوى الأمن، ناساً أطهاراً أبراراً يخافون الله في شعبهم، وأرضهم، وأعراض بنيهم وبناتهم، رجالاً شجعاناً، أعزّةً على أعداء وطنهم ودينهم، أذلّة أمام أبناء شعبهم..

يستطيع الأدب الإسلاميّ أن يقدّم النماذج الصالحة للقائد المسلم الشهم الشجاع الذي يدافع عن الوطن، وعن الشعب، وعن القيم، وأن يقدّم النماذج الصالحة لضباط الأمن والمحققين والقضاة ليرتدع بهم الضالون من رجال القمع التعساء الذين تسيّرهم تعاستهم وعُقَدهم ليكونوا وبالاً على أبناء أمتهم..

يستطيع الأدب الإسلامي أن يغرس حبّ الفضيلة ومكارم الأخلاق في نفوس الناس عامة، والناشئة خاصة، ويقضي على روح التجزئة، ويدفعهم إلى السعي لتحقيق الوحدة العربية، والتعاون الإسلاميّ، بأسلوب غير مباشر، من خلال تقديم النماذج التاريخية العالية التي بذلت الكثير لتحقيق تلك الوحدة، وما جناه العرب والمسلمون منها، نصراً، وهيبة، وتنمية، أكسبتهم محبّة الآخرين، ورضا الله تعالى.

باختصار.. يستطيع الأب الإسلامي تقديم الكثير، إذا خلصت النيات، وصدقت العزائم، وأبدع المبدعون أدباً فنياً ملتزماً.

س2 - ماذا عن أدب الأطفال؟ وهل يمكن للأدب الإسلامي أن يقدّم الجيّد والمناسب لهم كما يفعل أدباء اليهود في الأدب الذي يكتبونه ويقدّمونه لأطفالهم؟

ج2 - تأخرنا كثيراً في العناية بأدب الأطفال، وصحافتهم، وتخلّفنا عن الآخرين في تقديم البرامج الإذاعية، والتلفزيونية التي تربيهم التربية التي يجب أن يُرَبَّوا عليها، ليكونوا مؤهّلين لخدمة قضايا أمَّتهم، عندما تؤول الأمور إليهم، وكلّما جدَّ الجدّ.

وما نراه الآن من ألوان الميوعة والانحطاط في أخلاق الفتيان والفتيات عامة، وأولاد الطبقة الثريّة خاصة، يدعو إلى الأسى، ولا يبشّر إلا بأسوأ العواقب والكوارث، على أيدي أولئك الشباب الذين سيكونون ضباطاً، وسياسيين، ومربين، وتجاراً، وموظفين، وأدباء وفنانين.. وقد حصدت الأمة نتائج مريرة طوال القرن الماضي، وهزائم على سائر الصُّعُد والميادين، فيما حصد أعداؤنا اليهود انتصارات سياسية، وصناعية، واقتصادية، لأنهم عُنُوا بتربية بنيهم وبناتهم على قيم تلمودية معيّنة، ربُّوهم عليها في صحافة الأطفال، وفي أدب الأطفال، وفي المدارس والجامعات، ومن يقرأ صحافة الأطفال العبرية، وأدبهم، والقصص والروايات والأشعار التي كتبوها لهم، يعرف البون الشاسع بين عبثيتنا وجدّيتهم، ثم لا يعجب مما آلت إليه الأحوال عندنا وعندهم، انتصارات وانكسارات وهزائم على سائر الصُّعُد.

الأدب الإسلاميّ أدب جادٌّ، وله وظيفة في هذه الحياة، ويستطيع أن يقدّم الكثير لأحبائنا الصغار، أن يربّي عقولهم، ويصقل أرواحهم، ويعمر قلوبهم بالإيمان، وينشئهم على الفضيلة والخلق القويم، إذا تيسّرت له المادة التي تعينه على إنشاء المجلات، وطباعة الكتب، والقنوات الفضائية التي تتيح له تقديم الكثير المفيد النافع للناشئة. تقدّم له القصة، والرواية، والأغنية، والأنشودة، والأوبريت، والمسلسل الذي يشدّه إليه، دون أن يكون فيه ثقل من خطابية، ومواعظ وأوامر ونواهي ثقيلة على السمع والبصر، وعلى القلب والعقل..

هذه وظيفة كبرى، من وظائف الأدب الإسلامي، ولعلها من أكبر مهمّاته تجاه حاضر أمته ومستقبلها الذي تكتنفه المخاطر..

عندنا إمكانات طيبة في هذه المجالي كلها، وعندنا أنانيات غير طيبة، كفيلة بالقضاء على تلك الإمكانيات، وعند أغنياء الأمة اهتمامات لا تنصبّ في هذه القنوات، وعند أغنياء اليهود (البخلاء جداً، القذرين جداً، الجبناء جداّ) مطامح تصبّ في خانة رؤاهم التوسُّعية الجشعة التي يبذلون الكثير في سبيل تربية نشئهم عليها، وحسب تلمودهم الخسيس.

س3 – لا نكاد نرى أسماءكم في المجلات العربية عامة والتي تصدر في بلادكم خاصة.. نرى أسماء الأدباء العلمانيين والسائرين في ركاب الأنظمة؟

ج3 – المشكلة في الإمكانيات المتاحة لهم، داخلياً وخارجياً.. فالأمور كلّها ميسّرة لهم ومذلَّلة داخلياً.. كثير من الأنظمة العربية تتبنّاهم، وتفتح لهم الأبواب المغلَّقة دون الأدباء الإسلاميين، وكذلك يأتيهم الدعم من الخارج الذي ينقلون أفكاره وفلسفته وقيمه..

التقينا مرة –عام 1972- الشاعرة الكبيرة المبدعة نازك الملائكة في بيروت.. كنّا ثلاثة، وكانت هي وزوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة.. وبعد التعارف وتناول بعض القضايا الأدبية والعربية، قالت لنا:

- كنت في دمشق، ولكنني لم أركم هناك.. رأيت فلاناً وفلاناً وفلاناً، ولم أركم. فأين أنتم؟ أين مجلتكم؟ أين نتاجاتكم؟

ودون أن نجيب، هزّت الشاعرة الكبيرة رأسها وقالت: مفهوم.. مفهوم.. ودعتنا إلى متابعة الكتابة في المجلات اللبنانية، ما دامت الصحافة السورية مغلقة في وجوهنا.. وأن نصمد ولا ننهزم، فالتحوّلات قادمة، ومبشّرة.

والآن.. ظهرت بعض المجلات الأدبية الإسلامية، ولكنها قليلة جداً، ولا تستطيع أن تستوعب الكمَّ الكبير من الأدب الإسلامي الذي يستطيع أن يتصدَّى لتيارات الحداثة والتغريب، بتقديم البديل الأصيل، بدل الغريب الطارئ.

وما نقوله عن الصحافة الأدبية، نقول أضعافه عن دور النشر الموسومة بالإسلامية، وعن القنوات الفضائية التي لا تكاد تشمُّ رائحة للأدب الإسلاميّ في برامجها.. أقول: افسحوا لأدباء الإسلامية المجال، وسوف ترون الكثير الأصيل بإذن الله تعالى.

س4 – ماذا عن أدب الطفل المسلم، والأدباء الذين يكتبون له عموماً، وأنت خصوصاً؟

ج4 – الأدباء العرب الإسلاميون الذين يكتبون للأطفال قلّة قليلة، والمنظّرون لهذا النمط من الأدب أقلّ من المبدعين بكثير، كما هو الحال بالنسبة إلى مذهب (الإسلامية) الأدبية، ولكلّ منظِّرٍ نظريته أو نظرته التي يراها، وما فيها من شروط ومواصفات لا تكاد تفترق عن النظريات الأخرى إلا بالمضمون الإسلامي، أما الشكل، فواحد..

بالنسبة لي، في كتابتي للأطفال والفتيان والفتيات، أتوخَّى السهولة، والوضوح، والتركيز على الإيجابيات في حياة من أكتب عنهم، وأتناءى عن السلبيات ما استطعت.. هذا ما فعلته في كتابتي عن (نجوم الإسلام) هذه السلسلة التي قدّمتها في قالب جديد.. وقد أتناول بعض السلبيات، ولكنّي لا أركّز عليها.. لأنْ توقد شمعة، خيرٌ لك من أن تلعن الظلام.. وعندنا كتّاب مبدعون كأمثال: عبد التواب يوسف، ومصطفى عكرمة، وعبد الودود يوسف، ويحيى حاج يحيى، وسليم عبد القادر، وشريف الراس، ومحمد بسام ملص، ومحمد الحسناوي، ومحمد جمال عمرو، ومحمود الرجبي، وسواهم من المبدعين، قدّموا أعمالاً رائعة جديرة بالدراسة، واستخلاص الكثير منها في تقعيد أدب الطفل المسلم.. والمشوار طويل أمام المبدعين والناقدين..

س5 – كيف نتعامل مع أطفالنا؟ هل نتركهم أحراراً فيما يقرؤون ويشاهدون؟ أم لابدّ من ترشيدهم؟

ج5 – لابدّ من مراقبة أطفالنا لمعرفة ما يقرؤون وما يشاهدون، ثم توعيتهم وتوجيههم وترشيدهم بأسلوب غير مباشر، بأن نذكر أمامهم بعض الأعمال الجيّدة، ونرغّبهم في قراءتها، وفي اقتنائها، ولا بأس من شرائها لهم، وتقديمها هدايا في المناسبات، ولبعض الأسباب.. نطلب منهم أن يقرؤوها لنناقشها معهم، ثم نناقشهم فيما قرؤوا، ونثني على فهمهم واستنباطاتهم، ونوجّه الحوار بذكاء وودّ، ونركّز على ما نحبّ التركيز عليه.. على أن نمنحهم فرصة التعبير عمّا فهموه منها، وعن آرائهم فيها، ثم نقوِّم المنحرف بذكاء ونعومة.. وهكذا.. ولا نتركهم لقمة سائغة يزدردها الفاسدون والمنحرفون الذين يملؤون الفضائيات والصحافة بترّهاتهم.

وأنا أرى أن يكون تعاملنا مع أحبائنا الصغار دائماً هكذا، فيما نكتب لهم، وفيما نناقشهم فيه.. نبشّر بما نريد التبشير به في رفق ولين وحبّ.. نبشّر بنعومة.. نحاورهم بنعومة، ولا نقسرهم قسراً على قراءة شيء.. نقدّم لهم ما نراه جيداً، ونعينهم على قراءته وفهمه وهضمه وتمثُّله، وننحّي العصا جانباً.. بل نكسرها ونطعمها النيران.

س6 – ما تقويمكم للأدب الإسلامي المعاصر؟ الموجّه للكبار، والموجّه للصغار؟

ج6 – لو أتيح لأدباء الإسلامية ما يتاح لغيرهم، لكان تقويمنا للأدب الإسلامي أدقّ من تقويمنا الآن له.. عندنا الآن شعراء كبار، وكتّاب قصّة وكتّاب رواية، ونقّاد، ولكن أكثر الناس لا يعرفونهم، أو لا يعرفون الكثير عنهم، كما يعرفون عن الأدباء والنقّاد الآخرين الذين يجدون الأبواب مفتّحة على مصاريعها أمامهم.. عندنا من المجلات التي تعنى بالأدب الإسلامي: مجلة في المغرب (المشكاة) وأخرى في الرياض (الأدب الإسلامي) وثالثة في الهند (الرائد) وكفى الله المؤمنين القتال، وهناك عشرات الشعراء والكتّاب الذين يفتشون عن مكان ينشرون فيه فلا يجدون مجلة ولا دار نشر، هذا فيما يتعلق بأدب الكبار، أما أدب الصغار، وصحافة الصغار، فأشدُّ بؤساً..

عندنا مجلة (فراس) ومجلة (سنان) ومجلة (أحمد) وكان عندنا مجلة (سلام) ومجلة (الروّاد) اللتان توقّفتا من ثلاث سنين، ودور النشر التي تعنى بنشر أدب الأطفال عامة، والإسلامي منه خاصة، نادرة، واحدة أو أكثر في مصر، ليس غير، وعشرات الملايين من أحبائنا يهرعون إلى المجلات الأخرى المترعة بالغثّ دون السمين.. خلطت عملاً صالحاً وآخر سيّئاً..

نحن في مسيس الحاجة إلى دعم الأدب الإسلامي، وصحافته، وخاصة في عصر الإنترنت التي ينصرف إليها أحباؤنا الصغار، وفيها ما فيها من المفاسد القاتلة التي تجاوزت في فسادها وإفسادها الأفلام المصرية، والأفلام الهندية، وأفلام الجنس التي تبثّها الفضائيات التي تغزو بيوتنا وأطفالنا ليل نهار..

لابدّ من صورة تقابل تلك التحديات التي تواجهنا بتقنيات عالية، ولا نملك مواجهتها إلا ببعض الدروس والمحاضرات القليلة في بعض الفضائيات.. المعركة غير متكافئة، وقديماً قالوا: لا يفلّ الحديد إلا الحديد.. ولا يفلّ الفكر إلا الفكر المضاد، ولا الأدب المكشوف والمنحلّ والمنحرف إلا الأدب الإسلامي الجادّ الملتزم.

س7 – فهمت مما سبق، أن هناك معوّقات تقف في وجه الأديب الإسلامي.. ما هي هذه المعوّقات؟

ج7 – أكثر المعوّقات ماديّة.. الافتقار إلى المجلات والصحف، والمواقع على الإنترنت، والمساحة اللائقة في الفضائيات والإذاعات، ودور النشر التي تتقي الله في الكاتب وما يكتب.. المعوّقات كثيرة كثيرة، والأنانيات من تلك المعوّقات، والتنافس غير البريء، وحبّ الظهور والغلبة كأننا في حلبات (المصارعة الحرّة).. من المعوّقات التي لا يمكن التغلّب عليها إلا بتقوى الله، والإخلاص في العمل والقول والتوجه.. ثم في امتلاك ناصية الأدب الحقيقي.