محمد حكمت وليد(1)

محمد صالح حمزة

أجراها : محمد صالح حمزة   مع     محمد حكمت وليد

هل لكم أن تُقدّموا للقرّاء بطاقتكم الشّخصيّة؟

دراستكم: الشّهادة، سنة التّخرج، مكان الدّراسة؟

الاسم: محمد حكمت وليد.

الجنسية: سوري

تاريخ ومكان الميلاد: 23/3/1944 اللاذقيّة ـ سوريّة.

العمل الحالي: استشاري أمراض العيون وجراحتها مستشفى بخش بجدة منذ عام 1989

العمل السابق: أستاذ مساعد في كليّة الطّب بجامعة الملك عبد العزيز بجدّة: 1981-1989.

المؤهّلات العلميّة:

1- دكتوراه في الطبّ البشري جامعة دمشق 1968.

2- دبلوم أمراض العيون وجراحتها لندن 1973.

3- زمالة كليّة الجراحين الملكيّة الإيرلندية دبلن 1980.

4- زمالة كليّة أطباء العيون الملكية البريطانيّة لندن 1993.

العضويّة:

1- عضو جمعيّة أطباء العيون البريطانيّة 1973.

2- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية 1989.

إنتاجكم: كتب دراسات، دواوين شعر، مقالات.. وفي أيّ الصّحف تنشرون.. المطبوع منها والمخطوط

المؤلّفات المنشورة:

تاريخ الصّدور

الناشر

نوعه

اسم الكتاب

1988

دار المطبوعات الحديثة ـ جدّة

شعر

1- أشواق الغرباء

1993

منظّمة الصحة العالميّة

طب

2- معجم العين وأمراضها

1996

دار القبلة ـ جدّة

شعر

3- تراتيل للغد الآتي

1996

دار القبلة ـ جدّة

قصص شعريّة

حكايات أروى

المؤلّفات المعدّة للنّشر

1- الوجيز في أمراض العين وجراحتها (بالاشتراك مع لفيف من الأساتذة في كليّة الطّب بجامعة الملك عبد العزيز بجدّة) قدّم للمجلس العلمي بالجامعة.

2- مذكّرات طبيب: كتاب أدبي فكري عن ذكريات الكاتب أثناء دراسته في بريطانيا.

المجلات التي أنشر فيها:

1- الغرباء (لندنيّة).

2- المجتمع (كويتية).

3- الفيصل (سعوديّة).

4- الإصلاح (إماراتيّة).

5- فلسطين المسلمة (لندنيّة).

6- المجلّة العربيّة (سعوديّة).

7- مجلّة رابطة الأدب الإسلامي.

الصحف التي أنشر فيها:

المسلمون / المدينة / النّدوة (السّعوديّة).

3- الإنتاج الذي تعتزّون به أكثر من غيره.. ولماذا؟

أنا لا أقول أعتزّ وإنما أحبّ كتاب "معجم العين وأمراضها" لأنّه تمّ بعد جهد متواصل لمدّة سنتين بالاشتراك مع الأستاذ الفاضل الدّكتور صادق الهلالي.. وهو يضمّ حوالي أربعة آلاف مصطلح طبّي باللغة الإنجليزية وضع أمام كلّ منها مقابله العربي مع شرح موجز لكلّ مصطلح باللغة العربيّة، وقد زُيّن المعجم برسوم توضيحيّة وصور تمثّل مختلف الأمراض العينيّة مستمد معظمها من مرضى محليين عولجوا في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدّة.

وقد ألحق بالمعجم مسرد عربيّ إنكليزي وقائمة بأشهر الكحّالين (أطبّاء العيون) في تاريخ العرب والمسلمين، وقد تولّت طباعة هذا المعجم وتوزيعه منظّمة الصّحة العالمية ممثّلة بمكتبها الإقليمي لشرق البحر الأبيض المتوسّط في الإسكندريّة.

وجه المحبّة لهذا الإنتاج أنّه يسدّ ثغرة في المكتبة الطبيّة العربية، وأعتبره لبنة تُساهم إن شاء الله في بناء صرح طبيّ شامخ نطمح إليه في العصر الحديث.

وقد تلا هذا المعجم كتاب اسمه: (المدخل لأمراض العيون) وهو مرجع علمي لطلبة كليّة الطّب اشتركتُ في تأليفه مع لفيف من الأساتذة في كليّة الطّب بجامعة الملك عبد العزيز بجدّة، قُدّم للمجلس العلمي في الجامعة، ونرجو أن يرى النّور قريباً.

4- آمال عزمتم على تحقيقها، ماذا تحقّق منها وما الذي لم يتحقّق؟

لقد شغلتنا همومنا المحليّة عن آمال كثيرة في الخطاب الإنساني الأوسع.. لقد ماتت لغة الحوار في مجتمعاتنا.. وأصبح القمع هو لغة التّخاطب.. وقد احتلّت الأنظمة العلمانية والشّمولية السّاحة السّياسية والثقافيّة على امتداد الوطن العربي.. وأصبحت معاناة الإنسان العربي والمسلم معاناة حقيقيّة في جوّ الاختناق الثقافي والسياسي المفروض عليه.. والقرارات الأساسيّة المتعلّقة بمصيره ومستقبله أصبحت تُتّخذ في الخارج.

لقد عبّرتُ دون أن أشعر في معظم شعري عن هذا الواقع الأليم، وعن حنين المسلم إلى فضاءات الحريّة الواسعة التي وهبه إيّاها ربّ العالمين.. والإنسان العربي المقموع يستطيع أن يفهم هذا الشّعر ويتفاعل معه لأنّه يُعبّر عن واقعه المعاش، ولكنّ القارئ الأجنبي قد لا يجد في هذا الشّعر بُغيته لأنّه يتحدّث عن مشاكل أخرى غير مشاكله ولذلك فإنّني أطمح للتّعبير عن هموم الإنسان كإنسان أيّاً كانت لغته وثقافته وموقعه الجغرافي..

إنّني أطمح لأن أجد المنطقة المشتركة بين الهمّ الإسلامي الخاص والهمّ الإنساني العام وأعبر عنها لتكون منطقة دعوة وتفاعل حضاري حقيقي بين المفهوم الإسلامي الأصيل والشّأن الإنساني المعاصر.

5- السّاحة الأدبيّة تعجّ بأدعياء الأدب ورافعي راية الحداثة، كيف تنظرون إلى هذا الواقع.. وماذا تقولون لهؤلاء؟

إنّ الجلبة التي سبّبتها الحداثة في المشهد الأدبي الحالي واقع مؤسف؟ وقد اختلطت المفاهيم حولها بشكل يدعو للعجب والرّيبة، فالتّجديد في الشّعر والأدب أمر مطلوب وبدونه تأسن السّاحة الأدبية وتنمو فيها الطّحالب، لكنّ التّجديد المطلوب الذي نتحدّث عنه أمر، والحداثة المطروحة على السّاحة أمر آخر.

فالحداثة مذهب فكري يدعو إلى تحطيم الموروث وتدنيس المقدّس ويدعو أربابه إلى إلغاء الذّاكرة العربيّة والتّراث الإسلامي... ولا يُخفي أدونيس ـ عرّاب الحداثة الأكبر ـ احتقاره للإسلام، ودعوته لتجاوز القيم الدّينية السّائدة، وتمجيده لرموز مرفوضة على مدى التاريخ العربي والإسلامي.

وإن كنتُ أعجب لشيء فإنّني أعجب لحالة فريدة في حياتنا الثّقافيّة، وهي إنّه كلّما ازداد أدونيس شراسة في عدائه المعلن للتراث العربي والإسلامي، وللقيم الإسلامي الأصيلة... ازدادت حفاوة بعض المثقّفين به!!

إنّه شبق للذّل يندر أن يتكرّر!!

إنّهم يتعاطفون معه ومع كلّ المنبوذين في تاريخنا الثّقافي والأدبي. لماذا؟ لأنّهم يُريدون صنع مستقبل الأمّة.

وكيف يبحثون عمّا رفضته الأمّة في الماضي وترفضه في الحاضر ليصنعوا به المستقبل؟ إنّ ما يحدث على مسرح حياتنا الثّقافية ليس مناقشة بريئة حول موقف أدبي، ولكنّه هجمة لئيمة على تاريخنا كلّه... وثمّة فرق كبير بين تفاعل ثقافة مع ثقافة، وعدوان ثقافة على ثقافة، فالعدوان دافعه احتقار الآخر، والشّعور بالتّفوق عليه، ومنطقه الجبر.. ونتيجته الهيمنة والسّيطرة، أما التّفاعل فيتمّ عبر احترام الآخر بمنطق الاختيار الحرّ والقبول به عن قناعه، ونتيجته فهم الماضي وإثراء المستقبل.

6- أعداء الإسلام يتّهمون الإسلاميين باحتكار الحقيقة.. وبالتالي نفي الآخر.. كيف تردّون على هذه الفرية، وما هو حكم الإسلام تجاه الرّأي الآخر؟

لا يحتكر الإسلاميون الحقيقة، وإنّما يؤمنون بما جاء في القرآن الكريم.. [ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ] (آل عمران:19).. فحقيقة الإسلام بيّنة ناصعة.. وهي كالزّهرة الناضرة ملك من يتبناها ويتعهّدها بالرّعاية والسّقاية ويبذل في حمايتها مهجته وروحه.. لا ملك من يقطعها ويدوسها..

أمّا الآخر في نظر الإسلام فهو الإنسان الذي كرّمه الله سبحانه وتعالى بقوله: [ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ] (الإسراء:70) وأنزل إليه رسالة الإسلام.

وهو إمّا أخٌ في الإسلام نُشاركه الهداية ونعمل معه على تطوير البشرية نحو الأفضل، وإمّا صنو في الإنسانية نحترمه ونحترم آراءه، نقبل منها الخيّر، ونردّ منها القبيح، ونُجادله بالتي هي أحسن، وندعوه بالحكمة والموعظة الحسنة.

وإذا ما اختار هذا الآخر غير دين الإسلام طريقاً فنحن لا نملك إجباره على الإسلام [ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ] (القصص:56) ولكنّنا نُحاوره ونُبيّن له طريق الهداية ونتعايش معه..

أما إذا اختار هذا الآخر حرب الله ورسوله فنحن جند الله ورسوله.

7- الأمّة العربية والإسلامية تمرّ بمرحلة غاية في الدّقة والخطورة، كيف تنظرون إلى ذلك؟ وما هو في رأيكم الدّاء، وما هو الدّواء؟

تمرّ الأمّة العربية والإسلاميّة اليوم في حقبة النّظام الدّولي الجديد وحيد القرن، الذي يقول: إنّ للعالم سيداً واحداً يتعيّن الرّكوع له هو الولايات المتّحدة، وإنّ للشّرق الأوسط سيّداً آخر هو إسرائيل..

وقد هرول رجل السياسة العربي ومعه رجل الأعمال العربي للدّخول إلى العصر الصّهيوني.. واختلط الصّديق بالعدو فلم نعد نفرّق بين الأعداء والأصدقاء، وتطابق الخطاب الإعلامي العربي والأمريكي والصّهيوني تطابقاً عجيباً ومريباً، وأصبحت مفردات الإرهاب والتّطرّف والأصولية تستعمل عندنا بمفهومها الإسرائيلي بعد إسقاط كلّ حقائق السياسة والتاريخ والجغرافيا.

كما هرول الكثير من الحكام العرب إلى المظلّة الأمريكية الصّهيونية بعدما تثقّبت المظلّة العربية، وتخندقوا كعادتهم خلف الشّرطة السريّة والعلنيّة والمليشيات، ولم يعلموا أنّ الأمن لا يعني التّسلّح والقمع والشّرطة السرية والعلنيّة، فالأمن الحقيقي هو الاستقرار السياسي والاجتماعي، ولا أمن لحكام المنطقة من شعوبهم إلاّ باحترامها واحترام حريتها ورأيها.

لقد قام التحالف الأمريكي الصّهيوني بكسر الإرادة العسكرية للجيوش العربية، والإرادة السياسية للحكومات العربية، وهو الآن يُريد كسر العقل العربي والذاكرة الإسلامية. لذلك لابدّ في مرحلة الطوفان هذه من سفينة نوحيّة تسير على بصيرة هادية لا تصطدم بالصّخور لتحطّم نفسها ولكنّها تلتف حولها لتصل بركّابها إلى برّ الأمان.

ولابدّ كذلك من خطاب جديد منفتح على العصر ومتمسّك بقيمنا الإسلامية الأصيلة والعضّ عليها بالنّواجذ حتّى تمرّ مرحلة الضّباب الإسرائيليّة الحالية وتعود الأمّة إلى وعيها وأصالتها.

8- ماذا يجول في الخاطر وتودّون أن تقولوه للقارئ؟

بعد ولادة حسان خاطبته بقصيدة نُشرت في ديوان أشواق الغرباء قلتُ فيها:

ترى الإسلام في الدّنيا غريباً    تُدافعه الأقارب والأعادي
ولو شاء الإله لكان نصر   بلمح الطّرف أو قدح الزّناد
ولكن شاء ربّك أن نُعاني    ويشهد جيلنا شرف الجِهاد!

وقد ألحّ السّؤال التالي دائماً على ذهني... ما معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ورد في صحيح مسلم: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء"..؟ هل الضعفاء والمساكين والمشرّدون في العالم اليوم هم الغرباء الذين عناهم الرّسول صلى الله عليه وسلم في حديثه؟ وهل غربة الإسلام تعني الضعف والذّبح والتّشرّد؟

والواقع أنّه لا معنى الحديث ولا سيرة النّبي صلى الله عليه وسلم ولا سيرة الصحابة من بعده تُوحي بهذه المعاني فغربة المسلمين ليست غربة مساكين وإنما غربة مجاهدين، وهي ليست غربة مشرّدين وإنّما غربة مرابطين..

إنّها موقف إيجابي من العالم وهي فعل مستمرّ لتغيير الظّلم الواقع على الإنسان. إنّ المسلم ملتزم، وغربته غربة التزام، تحمل مسؤولية الحياة، أما غربة الضعف والهوان فهي غربة المستسلمين لا المسلمين..

ولذلك فإنّني أُحبّ أن أقول للقارئ الكريم: إنّه لا يكفينا من المثقف والشاعر المسلم أن يعكس آلام المسلمين، ولا أن يُغنّي أحزانهم فقط، فالنّادبون كثيرون، ولكنّنا نُطالبه أن يكون هادياً على طريق الخلاص المنشود، وأن يُجيب على أسئلة التّحدي الحضاري الذي تمرّ به أمّة الإسلام اليوم، ويرسم معالم طريقها وهي على مشارف القرن الحادي والعشرين.

9- أفراد العائلة: وهل يحمل أحدهم نفس اهتماماتكم.. وطريقة تفكيركم.. ومنظاركم للحياة بشكل عام؟

أنا أحمد الله أنّ أفراد عائلتي ينظرون للحياة من نفس منظاري الإسلاميّ الفسيح الذي يربط عالم الدّنيا المحدود بعالم الآخرة الأبدي، كما ينظرون بأمل إلى النّور الذي يبدو لنا في آخر النّفق بعد السّير الطّويل في هذا الزّمان الصّعب.

وأنا أدعو الله أن يرزقهم محبّة الله ورسوله.. وأن يجعلهم من حداة ذلك الزمان الصعب الذي نعيشه اليوم.