عقود الجواهر، تأليف: محمد صالح الخُفَّش

د. عبد الله الطنطاوي

الكتاب الذي بين أيدينا، لكاتب، شاعر، مثقف ثقافة أدبية عربية وإسلامية عريقة .

يحفظ القرآن العظيم، والمعلقات، وألفية ابن مالك في النحو والصرف، عصامي، برز في مجتمع يغلب عليه الجهل والأمية، والتخلف، حضارةً، ومدنية، ولكن مؤلف هذا الكتاب، تغلب على كل هذه الإعاقات الحضارية،  وتعلّمَ  وعلّم في محيطه العربي البائس، ولم يكن واحداً من التنابل المتخلفين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يعيشوا عيشة تاعسة، بل شمر عن ساعد الجد، وأكب على اقتناء الكتب، والمطالعة الجادة المفيدة، ورأى محيطه الاجتماعي والعلمي دون همته القعساء، فانطلق إلى أرض الكنانة، حيث الأزهر الشريف الذي كان مطمح طلاب العلم، يؤمونه من المشارق والمغارب، لينهلوا من العلوم العربية والشرعية ما يشفي أُوامهم.

وكاتبنا الأديب الشيخ صالح الخفش، كان واحداً من شداة العلم الشرعي، والأدب العربي، ومن رادة الجمال، يسعى إليه، ويسعد ويشقى من أجله..

ذهب الطالب المثقف الواعي إلى الأزهر الشريف، وانضم إلى الطلبة الشوام في الرواق الشامي، واتصل بالعلماء الأزهريين، وبالأدباء والشعراء والمثقفين المصريين..

تعرّف إليهم في الأزهر، وفي المكتبات ودور النشر القاهرية، وفي المحافل الأدبية، وتسقَّط أخبارهم، والتقط ما يعجبه من آثارهم، من أشعارهم، من فنون الأدب، يحفظ بعضها، وينسخ بعضها، في دفاتره، ويعلق على بعضها الآخر، حتى كانت الحصيلة هذا الكتاب الموسوعة المؤلفة من أربعة مجلدات كبيرة، حوت ما لذّ وطاب من الشعر والنثر.. من الشعر الوطني الراقي.. من الشعر التاريخي.. من الغزل الرقيق.. من شعر الطبيعة الخلابة... من أدبيات القرنين الفائتين: التاسع عشر والعشرين، فقد كانت ولادة الشيخ صالح في قريته (مردة) أو(مردا) ـ كما يطيب لبعض أهلها أن يطلقوا عليها ـكان ميلاده عام ١٨٥٦م، ووفاته عام ١٩٦٢م.

كان الشيخ صالح شاهداً على أدبيات القرنين (فقد ولد في أواسط القرن التاسع عشر، وتوفي في أواسط القرن العشرين) وهو طوال قرن من الزمان، يكدّ ويسعى ليكون شيئاً مذكوراً في هذه الحياة، وبعد الممات، وفي عمره الطويل (ذَرَّفَ على المئة) وقد كان له ما تمنّى..

ففي حياته في قريته، ثم في مدينة نابلس العريقة بحضارتها وناسها وعلمائها وشعرائها، عمل موظفاً في بلدية نابلس (جابي ضرائب) وبها تعرف إلى أنماط من الناس، عاليهم وسافلهم، وعرف الحياة على حقيقتها، وعرفه الناس وأحبوه واحترموه، لأنهم رأوا فيه إنساناً متميزاً، يترفع عن السفاسف والموبقات، وازداد تعلقهم به، عندما مارس مهنة التعليم، وكان فيها معلماً مستقيماً يشع نور الإخلاص من سلوكه ولسانه، يرعى تلاميذه، ويتصل بآبائهم وأقربائهم، ويدعوهم إلى التعلم، وإلى الدين والفضيلة، وحب الخير للناس والوطن، ويلقي عليهم ما وعتْ ذاكرته الحية من شعر، وقصص، وتاريخ، ونوادر، وزاد عليها ما عرف من أخبار الشعراء، والأدباء والأمراء والسلاطين، من القدماء والمعاصرين لهم، من فلسطين، وسورية، ومصر، والعراق، ومن لبنان، والأردن، ومن غيرها من البلدان العربية وغير العربية..  يقرأ عليهم من أشعارهم وأخبارهم، ولا ينسى أن يُلقي عليهم بعض ما نظم هو من قصائد في الغزل، والمديح، والقضايا الاجتماعية، وأحياناً في هجاء من أساء إليه أو إلى وطنه وأهله، كذلك الطبيب الذي أجرى له عملية في عينيه، فأطفأ نورهما، وعاش ما تبقى من سنوات حياته كفيفاً. فهجاه بقصيدة وصفها بعضهم بأنها قاسية، وما عرفوا أن العمى أقسى من أي عقوبة في هذه الحياة، لأن العينين للمثقف خاصة، هما الحياة نفسها.

رأوه ملماً بمعارف متنوعة، من الأجناس الأدبية السائدة في عصره، ومن المعارف الأخرى، كعلم الفلك وقراءة الطالع والتنجيم والأبراج، إلى جانب النوادر التي كان يحفظ الكثير منها،  ويعطر بها السهرات والمجالس الأدبية التي كان يجمع فيها عدداً من طلبة العلم والمثقفين الذين كانوا وثيقي الصلة بهذا الرجل الموسوعي المحبوب، الذي عرفوه موظفاً، وعالم دين وأزهرياً معمماً، حج إلى بيت الله الحرام عدة مرات، ومحامياً، ومعلماً، وناشر علم وثقافة في بلده، يرتاد مكتبته التي تحوي مئات الكتب في العديد من العلوم والمعارف، المثقفون والمتعلمون، ليستأجروا بعض الكتب، فيناقشهم ويناقشونه فيما يريدون من كتب، ويقدم لهم ما يراه مناسباً منها.

كل هذا وأكثر، كان ينهض به الشيخ صالح، الذي آلى على نفسه أن يكون منارة علم حيث يكون، لا يكلّ ولا يملّ، ولا تعوقه السنون التي آدت ظهره وكاهله، ولا العمى الذي تسبَّب به طبيب جاهل أو مقصّر في عمله.

* * *

هذا ما كانه الشيخ صالح في حياته، وبعد مماته، رحمه الله رحمة واسعة، خلَّف ذكراً وعلماً يُنتفع به، وأولاداً عشرة من البنين وثلاثاً من البنات، وحفدة صالحين يدعون له، ونرجو أن يكون ترك صدقة جارية، وهؤلاء الثلاثة ما ينفع الميت بعد وفاته.

وأحسبه ترك ذكراً حسناً له، بما أفاد الناس من حضور مفيد خفف عنهم بعضاً من لأواء الحياة وقساوتها ومرارتها بظله الخفيف، وروحه المرحة، فلم يثقل على أهله ولا على أهل بلدته ومدينته، ولا على الأدباء والشعراء الذين أحيا ذكرهم، ونفع الناس بما نقل من أدبهم، ولولا أنّ  الله - سبحانه - هيأ الشيخ صالحاً لتعريف الناس بكثير من أولئك الأدباء والشعراء المغمورين، لما سمع الناس بهم، حتى أهلوهم وعصريّوهم وبلديّوهم، ما كانوا ليسمعوا بهم، لولا كتابه (عقود الجواهر) بأجزائه الأربعة.

أنا - العبد الفقير القليل المتابع للحركة الأدبية - كنت أسمع أن للأديب الكبير الشيخ علي الطنطاوي قصيدتين فقط، ولكني لم أعرف أن لأخيه القاضي ناجي الطنطاوي شعراً، حتى قرأت له قصيدته في هذا الكتاب الموسوعة، وغير الأستاذ ناجي كثير من الشعراء لم نسمع بهم، ولا نعرف عنهم شيئاً، وهم من سورية - وأنا سوري - من يبرود، من دمشق، بل من مدينتي حلب،  وقِسْ على هذا كثيراً من الشعراء العرب المغمورين الذين لم يجمعوا شعرهم في دواوين مطبوعة مقروءة، فغابوا وغاب ذكرهم، واندثرت آدابهم، وقد يكون فيها الأدب الراقي..

هذا وأحبّ أن أشير إلى تلك الكتل البشرية التي تُمضي أعمارها في المقاهي والملاهي والكباريهات، وفي كل ما يضرّ ولا ينفع .. ألوف مؤلفة من سقط المتاع يموتون موتاً بطيئاً بلا فائدة لأوطانهم ولا لأهليهم, تافهون.. ألا يَعظهم هذا الأديب الشيخ الذي أراد أن يكون مذكوراً في هذه الحياة. وفي الحياة الأخرى فكان..

ألا يرغبُ أولئك البؤساء التعساء في عملِ عملٍ يرفعهم إلى مصافّ الإنسان الحي، لا كالحيوان الأعجم الذي يأكل ويشرب ويتناسل كما يأكلون ويشربون ويتناسلون؟

ألا يحرك عمل الشيخ صالح هذا، ما يجعلهم يسعون إلى الذكر الحسن في الدنيا والآخرة؟

لقد قرر الشيخ صالح أن يكون قدوة لمعاصريه، في زمن عمّ فيه الظلام، وبكل أشكاله ومعانيه، فلم نسمع بندَّ له، فلعل الذين جاؤوا من بعده يخرج من بينهم من ينحو نحو الشيخ صالح، فيكون فيهم ومنهم صالحون، وليس صالحاً واحداً.

لو ظهر في كل قرية، أو بلدة، أو مدينة، رجال كالشيخ صالح، لما غطّتْ تلك القرى والبلدات والمدن في بحور من الظلم والظلام والتخلف والجهل والفقر والمرض..

حلاق دمشق كتب ما كان يرى ويسمع من زبائنه، فكان كتابه تاريخاً حقيقياً لتلك الحقبة التي عاشها، وكذلك كان الشيخ صالح، بل إنه تفوّق على حلاق دمشق، وحلاق بغداد، بتنوعه.

* * *

ونحبّ أن نطالب الأسرة الكريمة - أسرة الشيخ صالح - أن يبادر أبناؤها إلى آثار الشيخ صالح، وخاصة الأجزاء الثلاثة الأولى، إلى طباعتها،  لعلّ الله الكريم يهيئ دارساً جامعياً يدرس حياة الشيخ صالح، وأدبه، وشعره، وكتاباته الأخرى التي لم نطلع عليها، فهو جدير بتلك الدراسة، وبذلك الدارس الجادّ الذي يعي أهمية ما يفعل في دراسة تلك الحقبة من الزمن، فالشيخ صالح شاهد على قرنين، وليس على قرن واحد، وأي شاهد، فمطالعة هذا الجزء من العقود، تُنبيك عن الكثير الكثير مما عند الرجل من علم وفهم، واطلاع على أحوال البلاد، وحوادث العباد، وما هذا بغريب على كاتب ذكي أمضى في تأليف كتابه أربعين سنة.. نعم أمضى أربعين سنة في تأليف (عقوده) هذه، وجمع فيها أعذب الأشعار، وألطف النوادر، وأحلى القصص، وأصدق ما اقتنع به من حوادث الزمان، ومدونات التاريخ والمؤرخين.

بدأ يكتب هذا المجلد من عقوده في العاشر من شوال ١٣٥٨هـ "وقد كتبت في هذا الجزء بعض شذرات من التواريخ، وآخرها ما حصل بفلسطين سنوات الثورة المشهورة " يعني ثورة القسام التي بدأها سنة ١٩٣٤م، حتى استشهد في ميدان القتال عام ١٩٣٥ وتابعها من بعده أصحابه المجاهدون.

فالذي يهتم بالقضايا الوطنية الفلسطينية، سوف يجد الكثير منها في هذا الجزء الرابع.. يجد شيئاً عن ثورة الشيخ المجاهد عز الدين القسام, رحمه الله رحمة واسعة، وعن استشهاده، وعن بعض ما قيل فيه من رثاء، وإكبار لذلك المجاهد الثائر، الذي قاتل الفرنسيين الذين غزوا سورية الحبيبة إلى قلبه، وباع بيته واشترى بثمنه سلاحاً وزّعه على المجاهدين الذين كانوا يجاهدون معه.. وعندما علم بما يجري في فلسطين على أيدي الإنكليز أصحاب وعد بلفور المشؤوم, انطلق مع المجاهدين معه إلى فلسطين، إلى حيفا وجامع الاستقلال مركز الثورة..

وسوف يجد قارئ هذا الكتاب.. سوف يجد الكثير من القضايا الوطنية، سوف يقرأ عن إضراب فلسطين، وعن ثورتها عام ١٣٥٥هـ ويقرأ شعر الشعراء فيها، سوف يقرأ (غضبة مضرية) لحسان اليعقوبي، وغيره من الشعراء: علي منصور، ومحجوب، وسواهم كثير، وقد يجد القارئ أكثر من قصيدة في الحادثة الواحدة..

كان الشيخ صالح ابن عصره.. عرف زمانه، واستقامت طريقته.. يرى ويتابع الحوادث اليومية، ببصره وبصيرته، ويقرأ الصحف المحلية والعربية، ويختار منها ما يرسم صورة صحيحة سليمة عما يجري في الأرض المقدسة.. وكان يعي المصائب التي تنزل ببلده. وما يُحاك لها من تآمر ظالم، لمستقبل أظلم.

والذي يهتم بالقضايا العربية، يجد في هذا الكتاب ما يدله على الغيوم التي كانت تتلبد في السماوات العربية، منذ تآمر الغرب على الدولة العثمانية، وسلخ منها الشعب العربي، ثم خان العرب أرضاً وشعباً وقيماً، فكانت سكاكين سايكس بيكو تعمل تمزيقاً بالوطن العربي، وبالشعب العربي، فصار الوطن العربي الكبير أوطاناً، والشعب العربي شعوباً، وأغروا بينهم العداوة إلى يوم العرب هذا.

وكان وعد بلفور من الخيانات الغربية الكبيرة العميقة، وكان الكيان الصهيوني، وكانت الهزائم للعرب، والشتات للشعب الفلسطيني المتآمر عليه، وكانت جرائم يهود.

وفي هذا السياق، نقرأ عن عدوان الطليان على طرابلس الغرب، ونقرأ قصائد لأحمد شوقي، ولأحمد محرم، ولغيرهما.. وإذا أردت أن تقرأ رائعة شوقي في البطل الشهيد عمر المختار, فسوف تجدها هنا.

والمهتم بالقضايا التاريخية، يجد شيئاً من ضالته في هذا الكتاب الذي قدّم نُبَذاً وشذرات عن الدولة العثمانية، وسلاطينها، وعن تاريخ قريته (مردة)، وعن تاريخ بني قدامة، وعن التاريخ الأندلسي ومدينة قرطبة الرائعة.

* * *

وُلد الشيخ صالح لأب ثري يملك معظم أراضي مردة وبعض أراضٍ من القرى المجاورة، كان من الوجهاء، وذا حظوة لدى المسؤولين العثمانيين، الأمر الذي أكسبه سمعة ووجاهة في منطقته، كان يستضيف المسؤولين في قلعته الكبيرة التي بناها لنفسه ولأولاده العشرة، وهي معروفة باسم (قلعة الخفش).

ومكانة والده الوجيه (محمد الخفش) أكسبته قوة وزادته سمعة إلى سمعته التي اكتسبها بجهوده وشخصيته المميزة.

بالإضافة إلى أولاده العشرة أيضاً، الذين كانوا بررة به، وزوجاته الأربع وأسرهن الكبيرة الثرية.

عاصر الشيخ صالح، السلطان العثماني عبد الحميد، رحمه الله تعالى، وحوادث الدستور، وخلع السلطان عبد الحميد، وشهد الحرب العالمية الأولى ومآسيها، وغدر الإنكليز والفرنسيين بالعرب، وتقسيمهم إلى دويلات، وشهد الحرب العالمية الثانية التي أكدت ورسَّخت الكيانات أو الأقطار أو الدول العربية، وشهد زرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية، في الأرض المقدسة، وشهد الكثير من عدوان العصابات الصهيونية على الفلسطينيين، وكان على صلة بالشاعرة فدوى طوقان وغيرها من الشعراء، وشهد اجتماع السيدات الفلسطينيات في عكا، احتجاجاً على ما يبيت لفلسطين العزيزة على قلب كل عربي ومسلم، واستشهد بقصيدة عن ذلك الاجتماع كشاهد على نضال المرأة الفلسطينية.

كانت حياته حافلة، وكان ذا حسّ نقدي، ونظرات جمالية نحو الحياة والأحياء، ينتقي أسماء أولاده بعناية: وديع، بديع، فائق، سميح، حسني، نعيم - وكان شاعراً وقد ذكر الشيخ صالح شيئاً من شعره – ونديم، وسعيد، ورياض، ونوح.

وأسماء بناته الثلاث: سميحة، وديعة، أميرة.

كما كان يختار أسماء حفدته وحفيداته, وقد يعمد إلى تغيير أسماء بعض كنّاته (زوجات أبنائه).

كان كريماً، وكان بيته في نابلس مفتوحاً لإخوته وأخواته وأولادهم، ولأبناء قريته (مردة) أولئك الذين يفدون إلى نابلس لقضاء حاجاتهم، يمرون ببيته، ويحملون معهم مما عندهم من فواكه وخضار وسواها.

كان الشيخ صالح يتمتع بصحة ممتازة، فما كان يراجع الأطباء إلا نادراً.

قبل الوفاة كتب قصيدتين قصيرتين، أبياتاً، وطلب من أهله أن يختاروا إحداهما، ويكتبوها على شاهدة قبره.

الأولى:

والثانية:

* * *

هذا الكتاب غني بموضوعاته، والحوادث المذكورة فيه موثقة بقصائد، وليس بقصاصات، وهذا جهد عظيم بذله الشيخ صالح، وتركه وسواه مما ألف وكتب كمواد خام، ليأتي الدارسون من بعده, ويفيدوا منه، ويُثروا المكتبة العربية.

وبهذه المناسبة، أهيب بمن يعرف شيئاً عن الشيخ صالح، أن يزودنا أو يزود الدارسين به، فالشيخ كان نشيطاً، يطالع الصحف ويكتب فيها، وقد يكون عند المتابعين شيء مما كتبه أو نشره الشيخ صالح، وقد يكون استأمن بعض الناس على شيء مما كتب ولم يُنشر، لعلنا نستفيد منها في تجهيز كتبه الأخرى، تمهيداً لنشر أعماله الكاملة بإذن الله تعالى وعونه.

* * *

أما عملنا في هذا الجزء الرابع من الجواهر - الأستاذ الناشر عصام فارس الحرستاني وأنا - فهو المراجعة للمخطوط، والتصحيح والتدقيق، ثم كتابة هذه المقدمة، والله من وراء القصد.

عمان: السابع عشر من رمضان المبارك ١٤٣٦هـ

الرابع عشر من تموز 2015م

وسوم: العدد 835