قارئ الفنجان

م. هشام نجار

اعزائي القراء

قراءة الكف والضرب بالودع تعتبر تسلية جذابه وأحياناً تكون معالجة نفسيه إذا جاءت قراءة الكف والودع متمشية مع تمنيات ورغبات( المضروب له) وغالباً  ماتكون النتيجه سارة لأن إرضاء الزبون يتناسب مع الإجره المدفوعه.

في كل دول العالم مهنة قراءة الطالع موجوده ولها زبائنها وكثير من الأمريكيين من أصول غجريه يتعاملون بها ويجنون من ورائها ارباحاً جيده 

فرأسمالهم لا يزيد عن اضواء خافته وكرة بلورية وقليلاً من الودع وورق اللعب وبعض الصور التي تدخل في النفوس الرهبه , وعشرة دقائق مع الزبون تقضي على خمسين دولارًا من محفظته…..يابلاش 

على ضوء ذلك اعزائي القراء سأقتحم هذا المجال وسأتعامل فقط مع علية القوم وهم الحكام العرب فهل هناك علية غيرهم؟ وسأقرأ الكف لهم واضرب بالرمل لهم وسأنثر الودع امامهم وسأطلعهم على مستقبلهم الباسم ومستقبل اولادهم واحفادهم الزاهر بما يرضيهم واجني من كرمهم أموالاً لاتعد ولاتحصى واودع الى الأبد مهنة الهندسه بمتاعبها ومشاكلها

سأختار مكاناً  مناسباً في نيويورك ولافتة جذابه مليئة بالأضواء الباهره مكتوب عليها: 

"قارئ الكف الرشيد للحاكم والوريث والحفيد" 

- نتائج الحكم مضمونه حتى الرضيع -

نقبل الشيكات والنقد الأجنبي فقط وبطاقات الإئتمان وجوائز بالمجان.

اعزائي القراء ..

غرفة الإنتظار في عيادتي ملأى بالساده اصحاب الجلاله والفخامة والسمو وكل منهم جاء مصطحباً إبنه (الزغيرون)بإنتظار دوره بالكشف عليه وعلى مستقبل طفله المدلل.

لن اصرح لكم بأكثر من ذلك 

حتى لا اصاب بالحسد 

فأعيش بقية حياتي بالنكد

سأقرأ لهم جميعاً كليشه واحده

 كلماتها منمقه 

حروفها بالذهب مطعمه 

وبعدها استقبل شيكات 

عليها رقم محدد 

وراءه أصفار بلاعدد

هذا النموذج أعد خصيصآ للساده الورثه لن ابوح لكم بأسمائهم حتى لا يحسدهم أحد .

راجياًً حصولي على رضاهم والدولارات  من اموالهم

مع الإعتذار من شاعرنا الكبير نزار القباني 

***

جَلَسَت .. والخوفُ بعيني 

أتأمل الفنجان المقلوب 

قلت: يا ولدي.. إفرح

فالمُلكُ إليك هوَ المكتوب

 هوَ المكتوب يا…. ولدي

*** 

فنجانك دنيا مربحة 

وحياتُكَ أسفارٌ  وسهر .. 

ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي.. 

وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض.. 

وتَرجِعُ كالملكِ الغالب

بأموال وسبايا ودرر

*** 

بحياتك يا ولدي شعب 

دموع وآهات وجمود

ضحكتُه بكاء ونحوب

والقصرُ كبيرٌ يا ولدي

كلابٌ تحرسُهُ.. وجنود

من يدخُلُ حجرتك 

مفقود.. 

من يَدنو من سورِ حديقتك

مفقود..

مفقودٌ ..مفقودٌ.. مفقود

***

بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً 

لكنّي.. لم أقرأ أبداً 

فنجاناً يشبهُ فنجانك

لم أعرف أبداً يا ولدي..

أفراحاً تشبه أفراحك

مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً 

في الظلم .. مع قبضة خنجر

في الظلم .. مع ثلة عسكر 

مقدوركَ أن تمضي أبداً.. 

في بحرِ الحقد بغيرِ قُلوع 

وتكره ملايينَ المَرَّاتِ…

شعباً تواقاً لصمود 

فإحذر يا ولدي شعباً

صرخته زئيراً ورعود

يا ولدي 

يا……..ولدي

وسوم: العدد 851