الحلم العربي هل يتحقق؟

زكي بني إرشيد

إذا أمكن القول بأن اول إختراق أميركي لطبيعة الصراع العربي "الإسرائيلي" حققه الرئيس الأميركي جيمي كارتر في (كامب ديفيد) عندما وقع أنور السادات ومناحيم بيغن في 17 سبتمبر 1978 إتفاق الإطار.

وثاني هذه الاختراقات توقيع المعاهدة بين مصر و"إسرائيل" عام 1979.

وعلى الرغم من غياب أي ممثل عن الشعب الفلسطينيين وإدانة الامم المتحدة، وجامعة الدول العربية والرأي العام وقطع مجمل العلاقات العربية مع مصر إلا أن عملية التسوية استمرت بالتقدم حتى وصلت إلى المحطة الثانية.

ففي مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون كان الاختراق الثاني وتم بموجبه توريط منظمة التحرير في التوقيع على

اتفاقية أوسلو، والمعروف رسميا بإسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الإنتقالي .

ثم اتفاقية وادي عربة عام ١٩٩٤ بين الأردن و"إسرائيل".

ولكن قطار التسوية وما يُسمى بعملية السلام لم يصل إلى محطته الأخيرة، إذ أن جميع تلك الاتفاقيات والمعاهدات والعلاقات والتطبيع الرسمي العربي والتعاون الأمني مع "إسرائيل" لم تحقق إنهاء الصراع مع المشروع الصهيوني في المنطقة.

إذا فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق رؤيته :

( صفقة القرن) لإنهاء الصراع...

هل يمكن القول بأن ذلك يشكل عودة إلى البدايات الأولى للصراع؟

وأن المنطقة مقبلة على مفاجآت خارج حدود التوقعات والحسابات ( الأمريكية_الإسرائيلية)؟.

وهل يمكن اعتبار فشل ترامب هو فشل لعملية التسوية؟

والبحث عن قواعد اشتباك جديدة؟.

مع اعتبار مصالح الأطراف المتضررة وأهمها الطرف الفلسطيني وكذلك مواقف الدول المتربصة إقليميا ودولياً بانتظار إغلاق صفحة التفرد الأميركي في إدارة الصراع وتراجع نظرية نهاية التاريخ بالسيادة الأميركية، التي بدأت بالتراجع والانكماش، وبداية حقبة تاريخية جديدة؟.

المحزن في هذا الحلم الذي سيفرح له كثيرون...

ان لا مكانة ولا دور للعرب في رسم ملامح هذا السيناريو!.

الا اذا تحرر العرب من رهن الاعتقال الذاتي بربيع جديد يطوي صفحة الثورات المضادة، وما رافقها من انقلاب ضد إرادة الشعوب، ويصحح التشوهات والاختلالات البنيوية في طبيعة الأنظمة السياسية المستبدة التي أخرجت العرب من دائرة الفعل والتأثير إلى خارج حدود

العصر، والاكتفاء بالانحياز ل والانقسام على تشجيع الفرق الرياضية غير العربية أيضا!

هل هذا الحلم مشروعا؟

وهل هو ممكن التحقق؟

لما لا؟.

وسوم: العدد 862