الحقد لايسقط بالتقادم !؟ (حقائق الأمس واليوم)

يحيى حاج يحيى

عندما تغلب ( غورو) على وزير الحربية السوري "يوسف العظمة " و جنده الميامين في موقعة ميسلون ، توجه فورا إلى قبر صلاح الدين الأيوبي قرب الجامع الأموي بدمشق ، و ركله بقدمه و هو يقول:

" ها قد عدنا يا صلاح الدين " ؟

وعندما توجه قائد الجيوش الإنجليزية إلى السودان ، هجم على قبر المهدي الذي سبق له أن حرر السودان ، و قتل القائد الإنجليزي " غوردون " ووقف القائد الإنجليزي على قبر المهدي ، و نبشه ، ثم قطع رأسه و أرسله إلى عاهر إنجليزي ، و طلب إليه أن يجعله مطفأة لسجائره !!

ونجد اليوم بوتين وقد دخل سوريا بطلب من الأقزام المتسلطين على شعبها يتوجه إلى قبر صلاح الدين الأيوبي في دمشق ، ويقف بجواره مستعلياً ليأخذ صورة له توثق انتصاره  المزعوم  !؟  وهذا مالم  يفطن له غورو !

و عندما اجتاحت قوات لاحتلال  الطائفي  الداخلي  مدينة حماة في شباط عام 1982 لم تكتف بهدم المساجد و المتاجر و المدارس و المستشفيات ، و لم يشف غليلها قتل الأحياء من الأطفال و النساء و الشيوخ  و المقيمين في دور العجزة، فاتجهت إلى المقابر لهدمها.

و كان مما فعلته هذه القوات أنها هدمت المساجد التي تحمل أسماء الأبطال ، كما فعلت في مسجد الجامع النوري الذي يحمل اسم البطل نور الدين الشهيد ، أحد قادة المقاومة ضد الجيوش الأوروبية في فترة الحروب الصليبية ، و راح أفراد العصابة المهاجمة يبحثون عن أضرحة أبطال مقاومة الحروب الصليبية فينسفونها بحقد عجيب ، انتقاما لثأر قديم من المدينة المجاهدة التي عجز الصليبيون عن اختراق أسوارها خلال محاولات مخفقة استمرت أكثر من [250] عاما .

و كذلك فعلت بالمسجد الذي يحمل اسم الشيخ المجاهد محمد الحامد الذي كان رمزا للعالم العامل المجاهد الزاهد و لم يسلم من شرها حتى الزوايا التي انقطع فيها العباد عن الدنيا و أهلها ، و لا الأماكن التي تحمل إرثا تاريخيا إسلاميا لكونها تذكر بأمجاد الماضي !؟ وتكرر اليوم أحقادها في نسف قبر الخليفة الزاهد العادل عمر بن عبد العزيز في الدير الشرقي قرب معرة النعمان !؟ وقد فعلت مثل ذلك في حمص ، فنسفت قبر الصحابي  خالد بن الوليد ومسجده القائم الذي يُذكر  بانتصارات  الإسلام وجنده الميامين  !؟ 

 وإذا كان الثأر من الأحياء مألوفا ، فبماذا يفسر الثأر من الأموات ، أم أنه الحقد الذي لا يفرق بين الأحياء  والأموات ، ولاينتهي  بالتقادم ؟!!

‏‫

وسوم: العدد 862