بديلُ العقل والفطرة ، والحكمة والسياسة .. في مواجهة الوباء !

عبد الله عيسى السلامة

سفينة العالم تواجه الوباء ، فهل يؤازرالقتلى  قاتليهم ، في حفظها ، كما هي؟أم ثمّة بديل؟

بل ، إنه البديل الربّاني ، الذي قدّمه الله لعباده ، في كلّ زمان ومكان ..!

إنه البديل ، الذي لايملكه على وجه الأرض ، اليوم ، إلاّ المؤمنون ..!

إنه بديل الحبّ والخير، والعقل والحكمة ، والفطرة والسياسة ، والحياة البشرية السَويّة ..!

إنه البديل ، الذي لا يتخلّى المرء فيه ، إلاّ عن جرائمه ومساوئه ومعاصيه !

إنه التوبة إلى الله ..!

يقترف ركاب السفينة الفواحش ، على ظهرها ، فيرسل الله العواصف ، فتعصف بها، وتوشك على الغرق ، فيتضرّع الركّاب إلى ربّهم ، مخلصين له الدين، فيرفع عنهم الكرب، وينجّيهم إلى البَرّ !

يعصي فرعون وقومه ، ربّهم ؛ بالظلم والفساد ، فيرسل عليهم جنوداً ، من جنوده، كالقُمّل والجراد والضفادع ، فيلجأ هؤلاء ، إلى نبيّ الله موسى ، ليدعوالله لهم ، بأن يرفع عنهم البلاء ، فيرفعه الله استجابة ، لدعوة موسى !

يرتكب اليهود المعاصي ، فيرفع الله فوقهم الجبل ، ويهدّدهم ، ويأمرهم بأن يأخذوا الكتاب بقوّة !

يرسل الله على عباده ، الآيات والنذُر، ليكفّوا عن السوء ، ويتوبوا إلى ربّهم .. ويرسل لهم الرسل ، ليدعوهم إلى سبيل الحقّ والصواب ، فيؤمن بعضهم بالرسل، ويكذّب بعضهم الرسل ، فينجّي الله رسله ، ومَن يؤمن معهم ، ويهلك الآخرين !

الوباء الذي يجتاح البشرية ، اليوم ، غير معروف الأسباب ، ولا علاج له ، حتى اليوم ، ولا لقاح يقي منه .. وهو يحصد الألوف من البشر؛ لاسيّما في الدول ، التي ترى أنها متقدّمة متطوّرة متحضّرة ، مَلكت أزمّة القوّة ، جميعاً ، فتظهر، أمام أنفسها والعالم ، كتلاً بشَرية هشّة ، عاجزة عن حماية أفرادها ، من فيروس لاتراه العين !

فماذا يعني هذا ، كلّه ؟ إنه يعني ، ببساطة ،  وجوب العودة ، إلى البديل الربّاني !

قال تعالى : (ظهّر الفساد في البرّ والبحر بما كَسبتْ أيدي الناس ..)

وقال ، جلّ شأنه : ( حتّى إذا أخذت الأرضُ زخرفَها وازّينتْ وظنّ أهلُها أنهم قادرون عليها أتاها أمرُنا ..).

إنه البديل الربّاني ، الذي لايعرفه ، اليوم ، غير المؤمنين ، ولا يّملك تقديمه للناس غيرهم !

إنه بديل الفطرة السويّة ، التي فطر الله الناسَ عليها .. وبديل العقل الإنساني السَويّ.. وبديل الحكمة ، التي وهبها الله ، لبعض البشر! وهو بديل السياسة ، القائمة على الموازنات ، بين الخير والشرّ.. بين الهلاك بالوباء ، والعودة إلى الإيمان ، والكفّ عن المنكرات ..!

لانحسب الأقوام ، الذين دأبوا ، على حساب الموازنات ،  بين البدائل ، وحساب الكلفة ، لكلّ بديل.. لانحسبهم ، يؤثِرون بديلَ الهلاك ، على بديل النجاة !

ولا نحسب العقلاء ، في هذه الأقوام ، يظنّون أن المؤمنين ، يصطادون في الماء العكر؛ حين يقدّمون لهم البديل الربّاني ؛ برغم أن قادة هؤلاء الأقوام ، دأبوا على الصيد ، في الماء العكر! فبديل المؤمنين ، يقدّم النجاة للناس ، ولايكلّف هؤلاء الأقوام شيئاً ! أيْ ، أنه بديل سياسي سهل ، أيضاً ، بمنطق السياسة ، وبدائلِها ، التي دأب هؤلاء القادة ، المتحضّرون المسيّسون ، على حسابها !

فهذا وقتكم ، أيّها المؤمنون .. وهذه مهمّتكم ؛ فأين أنتم منها ؟ بل أين ، منها ، الواحد في المئة ، من العقلاء المخلصين !؟

وسوم: العدد 870