حوار الحرية

د. حسين عبدالهادي آل بكر

إن الحرية تنطلق من الحق وإذا كان الإيمان بالحق لا يفرض فرضا ولا بد فيه من الاقناع والاطمئنان الطوعي فلا مناص إذن من تهيئة مناخ لحرية الفكر ليتمكن أولا فهم الحق

لأن حرية الفكر هي الطريق إلى الحق

في منطقتنا العربية التي أرهقتها الأنظمة الاستبدادية على مدى عقود أذنت ثورات الربيع العربي بطرح سؤال الحرية

على نطاق واسع .

وفي واقع الأمر أدت الدكتاتوريات  دورا أسوأ من الدور الذي قام به الاستعمار على مستوى الحريات

إن الحرية والعدالة تتحقق بهما إنسانية الإنسان لأن من العدل أن يكون الإنسان حرا كما أن الحرية لا تكتمل إلا بالعدل

لا بد من دراسة منعمقة في معنى الحرية والعدالة وخصوصا نحن نسعى اليوم لأن يكون لوطننا وأمتنا هوية سياسية وثقافية وأخلاقية  واقتصادية متميزة تحقق بها قوتها ونهضتها لأنه بقدر التميز يكون الاستقلال ويكون العطاء الحضاري

ونحن كأمة ننطلق من قوله تعالى ( لتعارفوا) ندعوا الأمم الى الحوار الحضاري لأجل الاسهام الفعلي في إقامة نظام العلاقات العادلة بين الدول تتيح للشعوب حرية اختيار هويتها في إطار التعاون والبناء الفكري والثقافي رغبة في التوصل إلى حضارة عالمية واحدة تتنوع فيها العطاءات الثقافية بما يجعلها أكثر ثراء وتعبيرا عن حق كل إنسان في العيش الحر  الكريم

بدل الصدام الحضاري الذي دعى إليه هنتغتون في كتابه

صدام الحضارات هذا هو جوهر مشروعنا الحضاري القائم على ثلاثة اسس :

1/  الحرية  (لا إكراه) في الدين وبالتالي لا إكراه في السياسة

2/  الكرامة الإنسانية (ولقد كرمنا بني آدم ) بغض النظر عن لونه وعرقه ومذهبه ودينه

3/  التعارف ( ولقد جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) التعارف والتفاهم والتعاون بدلا من الحروب والتطاحن

وسوم: العدد 875