«المملكة الهاشمية» قوة الحضارة وعمق التاريخ

ان جهود المملكة الاردنية الهاشمية عبرت عن عمق الانتماء والأصالة والتاريخ المشترك للأمة العربية وحملت رسالة خالدة وأثبتت السياسة الاردنية قدرتها على التنسيق العربي المشترك في اطار دعم القضية الفلسطينية ولعبت دورا مهما في صياغة المواقف الدولية وعبرت عن تطلعات الشعب الفلسطيني في اقامة دولته والحفاظ على حقوقه التاريخية الراسخة والأصيلة وان اهمية هذا التنسيق والمواقف الاردنية والعربية وإيجاد رؤية دولية مع كل الأطراف المعنية وخاصة صياغة موقف مع الاتحاد الاوروبي والتنسيق مع فرنسا لدعم اقامة مؤتمر دولي للسلام من اجل التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه العادلة والمشروعة ولعبت الأردن دورا محوريا في التصدى لصفقة القرن من خلال تحديد اولويات العمل العربي ومحددات السياسية الاردنية ضمن ثوابت جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله والتي عبرت بوضوح حول الموقف من التوطين والوطن البديل والقدس فلا تنازل عن الثوابت ولا تنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس فالقضية الفلسطينية هي قضية الاردن الاولي وهذه المحددات اساسية في تنسيق المواقف العربية والدولية للعمل من خلالها وترجمتها عمليا على ارض الواقع في مواجهة مخاطر الاستيطان والاعتداءات اليومية على ابناء الشعب الفلسطيني .

ان الموقف الاردني من القضية الفلسطينية كان عبر التاريخ موقف شمولي وواضح ولا لبس فيه وهو يشكل عنوانا وحدويا للموقف العربي الجامع الذي لا بد من البناء علية في المرحلة المقبلة والعمل على الخروج برؤيا وموقف عربي شمولي كخيار استراتيجي ثابت في مواجهة الاحتلال وعنجهية وتعرية جيشه والكشف عن جرائم حكومته امام العالم اجمع وان الشعب الفلسطيني وقيادته متمسكون بالعمق الاردني الكفاحي من اجل حماية القضية الفلسطينية والدفاع عن المشروع الوطني القائم على إنهاء الاحتلال وفي ظل هذا العدوان وهذه المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية يكون لزاما علينا التمسك بخيار الدولة الفلسطينية ومحاربة مشاريع التصفية التي يقودها بعض الجهات المتآمرة علي الشعب الفلسطيني والعمل على تعزيز الصمود الفلسطيني ومواجهة الاستيطان والتصدي لقرارات الضم الاسرائيلية والعمل على تجسيد الوحدة الوطنية وبناء المؤسسات الفلسطينية من خلال الدعم العربي والدولي لنضالنا الوطني .

ان مؤامرة ما يسمى صفقة القرن هي مؤامرة مكشوفة وواضحة وتهدف الي تدمير الشعب الفلسطيني وعمقه العربي وبعده الدولي من اجل النيل من مقومات صموده وان تلك الحملة التي يقودها الاحتلال الاسرائيلي ممثله بقيادة جيشه والتي تستهدف القضاء على الهوية الفلسطينية تعد من اخطر الجرائم ضد الانسانية وولا بد من التدخل الدولي وتحويلها الي المحكمة الجنائية الدولية حيث انها جرائم انسانية ترتكب بحق ابناء الشعب الفلسطيني  وانتهاك حرمة بيوته وسرقة ارضيه أمام العالم دون ان يكون هناك رد فعل بوقف هذه المأساة المروعة.

ان الشعب الفلسطيني يواجهه مؤامرات خطيرة ومتعددة الاطراف من اجل استهداف منظمة التحرير الفلسطينية وإعلان خطط الاحتلال لإقامة الدولة الواحدة على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه وتشريد من تبقى منهم وطردهم من وطنهم في مخطط مكشوف وخطير مما يستدعي اهمية التأكيد مجددا على دعم الموقف الوحدوي الاردني والفلسطيني بكل الوسائل المتاحة والممكنة والتحرك الفاعل والالتزام بقرارات ومواقف الاجماع العربي وضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وان أي خروج عن الاجماع الوطني لأي جهة يعد خروج مشبوه ويصب في دائرة المؤامرة علي المنظمة والقيادة الفلسطينية .

وسوم: العدد 877