السيسي يهرب من استحقاقات سد النهضة إلى حرب هوليودية في ليبيا

محمد فاروق الإمام

السيسي يريدها حرباً هوليودية بعيداً عن سد النهضة

سياسة الهروب إلى الحرب على الطريقة الهوليودية التي يسعى إليها الانقلابي عبد الفتاح السيسي ربما تكون أقرب مثال لما يحدث في مصر حاليا، حيث تتسابق وسائل التزييف والنفاق والردح المصرية الداعمة لنظام الانقلابي عبد الفتاح السيسي، للترويج لاستعدادات مصر للحرب في ليبيا، وذلك رغم تصاعد الخطر على شريان الحياة المصري المتمثل في نهر النيل، حيث أعلنت إثيوبيا التحدي وبدأت بملء سد النهضة، وسط تساؤلات النشطاء عن أيهما أخطر على مستقبل مصر وأمنها القومي، وأولى بالتدخل العسكري إن تطلب الأمر، وأخفقت كل الوسائل للاتفاق بين الأطراف أثيبوبيا والسودان ومصر للاتفاق على صيغة ترضى الجميع وتحفظ حق الجميع في هذا الشريان الذي يمثل للجميع أكسيد الحياة.

أثيوبيا تؤكد على تعبئة سد النهضة في الوقت المحدد

رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد أكد أن قرار تعبئة سد النهضة لا رجعة فيه، وأن أديس أبابا لا تسعى لإلحاق الأذى بالآخرين، مشيرا إلى أن بلاده تقيم السد من أجل نمو إثيوبيا.

وخلال الجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية لمجلس النواب الإثيوبي، أوضح أحمد أن مشروع سد النهضة يتقدم وفق الجدول المحدد له، حسب ما نقلته صحف مصرية.

ورفض أحمد تحمل مسؤولية تأخر دخول السد حيز التشغيل، مؤكدا أن بلاده خسرت ستة مليارات دولار، بمعدل مليار كل عام، نتيجة التراخي في تنفيذ المشروع.

كما كشف ديميك ميكونين نائب رئيس الوزراء عن أن بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير يجري على قدم وساق، في محاولة لبدء ملء بحيرته بالمياه في الإطار الزمني المحدد.

وخلال زيارته موقع السد، أكد نائب رئيس الوزراء أن البناء يمضي بشكل جيد، ووصل إلى مرحلة متقدمة، وذلك بدعم شعبي قوي ورقابة حكومية وثيقة، مضيفا "نحن الآن على وشك أن نشهد المرحلة الأولى من الأخبار السارة للمشروع.

وفي وقت سابق، نشر وزير الري الإثيوبي صورة حديثة لسد النهضة، تظهر التقدم في إنشاءات السد، استعدادا لبدء ملء الخزان مع موسم الفيضان القادم.

تصاعد لهجة التحدي الأثيوبية وصمت مصري مطبق ودعوة سودانية لموقف قوي

وفي مقابل تصاعد لهجة التحدي الإثيوبي؛ غلب الصمت على الموقف الرسمي المصري وتبعته وسائل الإعلام، رغم دعوات وزيرة الخارجية السودانية لضرورة تبني مصر والسودان "موقفا قويا" إزاء المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة.

وقالت الوزيرة السودانية أسماء محمد عبد الله إن "إثيوبيا إذا واجهت موقفا قويا من بلادي ومصر، بألا يتم ملء سد النهضة قبل الوصول إلى اتفاق؛ ستفكر في الأمر مرتين". مشيرة إلى أن مفاوضات سد النهضة أنجزت أكثر من 90% من ملفاتها.

الانقلابي السيسي منشغل بلقاء الانقلابي حفتر

تصريحات الوزيرة السودانية خرجت السبت الماضي، لكنها لم تجد آذانا صاغية في القاهرة المنشغلة بما يحدث في ليبيا، حيث كان الانقلابي عبد الفتاح السيسي مشغولا بتلك الأحداث غير السارة بالنسبة له ولحلفائه في الرياض وفي أبو ظبي، وكان في اجتماع مع الانقلابي المتقاعد خليفة حفتر ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، لبحث سبل وقف هزائم قوات حفتر، مقابل الانتصارات المتتالية لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

الانقلابي السيسي يعلن عن خطة لوقف النار في ليبيا

انشغال السيسي بالأزمة الليبية أسفر عن "إعلان القاهرة" المطالب بوقف إطلاق النار والعودة للمفاوضات وإحياء العملية السياسية، وهو ما رفضته حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

من جهته، قال رئيس البرلمان المصري علي عبد العال إن مصر لن تسمح بتهديد حدودها، ولن تقف مكتوفة الأيدي للدفاع عن مصالحها ومصالح أشقائها من الشعب الليبي.

حدود مصر البحرية ليست أمناً قومياً لمصر

وخلال اجتماع البرلمان أمس الأحد، قال عبد العال إن "مصر دولة قوية بشعبها وجيشها، وهذا الجيش من أقوى الجيوش في العالم، ولديه عقيدة ثابتة بالدفاع عن الأراضي المصرية بعمقها الاستراتيجي، وإن أي تهديد سيكون الرد عليه قاسيا ورادعا ومؤلما"، أما حدودها البحرية التي تخلت عنها لليونان وإسرائيل ليست أمن قومي لمصر ومحيطها العربي!

هل يجر السيسي الجيش المصري إلى معركة في ليبيا على غرار ما فعل عبد الناصر في اليمن؟

ورغم عدم إعلان مصر رسميا المشاركة عسكريا لوقف تقدم قوات حكومة الوفاق؛ فإن أنصار النظام ووسائل إعلامه روجوا بكثافة لتصريحات عبد العال، وهو ما اعتبر استعدادات مصرية للتدخل العسكري، والتصدي لـما يسمونه "الغزو التركي والجماعات الإرهابية"، حسب وصفهم.

وتداول أنصار النظام مقاطع مصورة لأرتال عسكرية تتحرك في ما يبدو على الطريق الساحلي الدولي غرب مصر، مع تأكيدات بأن مصر قد نفد صبرها، وأن على حكومة السراج وحليفتها تركيا تحمل المسؤولية وانتظار الجيش المصري في طرابلس، كما انتظرت قوات الانقلابي حفتر الذي سُحق هو وميليشياته وفروا كالجرذان لا يلون على شيء، وهذا ما لا نتمناه لجيش مصر العزيز علينا ولا نريده أن ينجر إلى معركة خاسرة مع الأشقاء الليبيين، وخاصة وأن الجيش المصري له تجربة مريرة عندما بعث به عبد الناصر إلى اليمن وفقدوا أكثر من خمسين ألف عسكري في حرب عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في هذه المسرحية الباهتة

دشن نشطاء وسما بعنوان "الجيش المصري" تداولوا خلاله تصريحات عبد العال ومقاطع الأرتال العسكرية، وشارك بعضهم صورا لتدريبات القوات المصرية، في حين فضل آخرون استغلال الوسم في مهاجمة تركيا وحكومة الوفاق وجماعة الإخوان.

لكن الملفت أن أغلب من شاركوا في تغريدات هذا الوسم كانوا من الإمارات والسعودية، مقابل وجود أقل للمصريين في الوسم الذي يروج لتدخل عسكري مصري في ليبيا، على طريقة تدخل السعودية والإمارات في اليمن، لتحصد ليبيا والشعب الليبي الحنظل كما حصد ويحصد اخوانهم في اليمن الذي تحول بفعل الحوثيين والتحالف السعودي الإماراتي من سعيد إلى تعيس.

المصادر

*الجزيرة نت-8/6/2020

*هابي المصرية-20/6/2020

*أخبار اليوم-21/6/2020 

*الرئيس الإخبارية-22/10/2019 

وسوم: العدد 882