التِقَنِيَّةُ .. وَ العَبَثُ السِيَاسيُّ

د. حامد الرفاعي

اتَصَلَ زَمِيلٌ مِنْ عُلَمَاءِ الكِيِميَاءِ الذْريَّةِ النَوويَّةِ وبَعْدَ تَبَادُلَ التَحيَّاتِ.. قلتُ: مَاذَا عِنْدَكَ مِنْ جَدِيدٍ ..؟ قالَ: مَا عِنْدِي هَذِه المَرَةِ لا يَدْخُلُ في اهْتِمَامَاتِنَا الكِيميَائيَّةِ المُشْتَرَكَةِ.. قُلتُ: ومَا ذَاك..؟ قالَ: حَالَةُ القَلَقِ والخَوفِ وَالرُعبِ التي تُفْرِزُهَا السِيَاسَاتُ البَشَرِيَّةُ الجَارِيَّةُ.. مِمَّا يُدَمِرُ رَوَائِعَ مُنْتَجَاتِ الابْتِكَارَاتِ العِلمِيَّةِ والتِكنَولوجيَّةِ.. وهَا هُمُ العُلَمَاءُ يُرَدِدُن عِبَارَةَ:(نَحْنُ نُنْتِجُ وهُم يُدَمِرُون.. وأنَّ مَا تَصْنَعُهُ عُقُولُنَا وأيْدِينَا.. تُدَمِرُه السِيَاسَاتُ العَابِثَةُ في لَحَظَاتٍ). قلتُ: ومَا الحَلُ..؟ ومَا العَمَلُ ..؟ قَالَ: مِنْ أجْلِ ذَلِك اتَصَلتُ بِكِم لِمَا أعْلَمُ مِنْ اهْتِمَامِكُم بِهَذَا الشَأنِ.. قُلتُ: بِكُلِّ تَأكيِدٍ أنَّ مَا يَجْرِي مِنْ تَنَاقُضٍ بَيْنَ رَوَائِعِ الإنْتَاجِ العِلْمِيِّ وَالتِقَنِيِّ وَبَيْنَ مَا هُو جَارٍ مِنْ عَبَثٍ سِيَاسِيٍّ عَالَمِيٍّ مُدَمْرٍ .. لَهُو بِحَقٍ أمْرٌ مُقْلِقٌ وَمُرْعِبٌ.. وَالحَلُ: هُو فِي إعَادَةِ النَظَرِ في بُنْيَةِ العَقْودِ الاجْتِمَاعِيِّةِ العَالَمِيِّةِ والإقْلِيمِيَّةِ, وتَنْقِيحُهَا مِنْ مَبَادِئ الفَسَادِ والإفْسَادِ , وتَدْعِيِمُهَا بِقِيمٍ أخْلَاقيَّةٍ وسُلوكِيَّةٍ بَنْاءَةٍ ..مِمَّا يُؤْهِلُهَا لِتَكُونَ أسَاسًا صَالِحًا لِسَيْرٍ حَضَارِيٍّ عَادِلٍ وَآمِنٍ.. قَالَ: ومَا هِي أسُسُ ومُنْطَلقَاتِ العَقْدِ الاجْتِمَاعِيِّ الرَاشِدِ الآمِنِ..؟ قُلتُ هِي التِزَامُ قِيَمِ:

  1. الإيِمَانُ بِاللهِ تَعَالى.
  2. العَدْلُ.
  3. الأخُوةُ الإنْسَانِيَّةِ.
  4. قُدْسِيَّةُ حَيَاةِ الإنْسَانِ.
  5. قُدْسِيَّةُ كَرَامَةِ الإنْسَانِ.
  6. قُدْسِيَّةُ حُرِيَّةِ الإنْسَانِ.
  7. قُدْسِيَّةُ مَصَالِحِ الإنْسَانِ.
  8. قُدْسِيَّةُ التَكَامُلِ المُنْصِفِ بَيْنَ مَسْؤولِيَاتِ الرَجُلِ والمَرأةِ في الحَيَاةِ
  9. قُدْسِيَّةُ سَلَامَةِ البِيئَةِ بِشَقْيها (الاجْتِمِاعِيِّ وَالجَغْرَافِيِّ).

قَالَ: ألا تَرَى أنَّ البَشَرِيَّةَ اليَوْمَ بِحَاجَةٍ إلى أنْمُوذَجٍ سِيَاسِيٍّ واقِعِيٍّ يُصَدِقُ مَا تَقُولُ ويُشَجِعُ النّاسَ علَى اتْبَاعِهِ..؟ قلت: بِكُلَّ تَأكيِدٍ هَذّا مَطْلَبٌ مَوْضُوعِيٌّ وَجَلِيلٌ.. وَهُو- وللهِ الحَمَدُ - مَوْجُودٌ إنَّه المَمَلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السُعُودِيَّةُ.. فَمَنْ أرَادِ أنْ يَطْمَأنَ لِمَا نَقُولُ ..؟ فَمَرْحَبًا بِكُلِّ البَاحِثِين عَنْ الحَقِيقَةِ فَالأبْوابُ مُشَرَّعَةٌ مَعَ المُودَةِ والتَقْدِيرِ.

وسوم: العدد887