طبائع الصليبيين الجدد!

أ.د.فؤاد البنا

أثبتت القرون المتتابعة أن الصليبيين اكتسبوا كثيرا من أخلاق اليهود بحكم أنهم يؤمنون بالعهد القديم من الكتاب المقدس كما يؤمن به اليهود، حتى صاروا ذوي طبائع أربعة تنسجم مع الأطراف الأربعة للصليب، وهي:

الأول: الاستعلاء العرقي والاعتقاد الجازم بأن الجنس الأبيض أرقى من بقية الأجناس، وأنه بتفوقه العرقي سيد على بقية الأجناس التي سخرها الله لهم عندما جعلهم مجرد برابرة لا يملكون مواهب البيض وملكاتهم العقلية والعملية العديدة!

الثاني: احتكار الخلاص الديني واعتقاد أنهم أبناء الله وأحباؤه الذين لن يدخل الجنة غيرهم، بينما ستتسعر النار بأصحاب الديانات الأخرى لأنهم مجرد كفرة مارقين لا يستحقون الرضى الرحماني!

الثالث: استحلال دماء وأموال وأعراض وثقافات غير الصليبيين، بمن فيهم من يدينون بغير معتقداتهم من الطوائف المسيحية الأخرى، ويعتقد هؤلاء أنهم يتعبّدون الله بكل ما يصنعونه من مآس ضد من يختلفون عنهم ولو لم يختلفون معهم!

الرابع: الاعتقاد بأن الله قد كلفهم بأن يكونوا سوطه اللاهب وقدَره الغالب ضد كل من سواهم أو لم يكن معهم من الكفرة والهراطقة؛ مما جعلهم يندفعون بجموح لاستعمار العالم كله بمختلف دياناته وأعراقه وثقافاته منذ قرابة عشرة قرون، ومن دون أن يشعروا بأي تردد أو تأنيب ضمير، إلا من تخلص منهم من الثقافة الصليبية!

وبعد هزيمة الاستعمار العسكري ما زالوا يحاولون الهيمنة على العالم عن طريق الغزو الناعم الذي دلهم عليه لويس التاسع قائد الحملة الصليبية بعد هزيمته أمام المسلمين، والذين يعتبرونهم الأشد خطورة على مشاريع هيمنتهم التتبيعية للعالم، والتي ظلت تظهر تحت مسميات عديدة، وآخرها العولمة التي تولت كبرها بلد بروتستانتي رغم أن الصليبيين في الأساس كاثوليكيون، وقد قتلوا في بعض حملاتهم مسيحيين أرثوذكس ودمروا القسطنطينية التي كانت عاصمة ما بقي من الدولة البيزنطية وقائدة الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية!

وسوم: العدد 899