المحلل السياسي والساحر !!

زهير سالم*

وما أن حسمت بنسلفانيا نجاح الرئيس الأمريكي جو بايدن ، حتى طيّر محلل سياسي بارع تحليلا شموليا استقصائيا عن عوامل نجاح بايدن ...

تحدث فيه عن الداخل الأمريكي - وعن الشراكة الأطلسية ، وعن العلاقات الدولية ، ولم ينس روسية والصين والهند واليابان وإيران وإسرائيل وداعش أيضا ..

في الشأن الأمريكي تحدث عن كوفيد ١٩ وعن العنصرية وعن الاقتصاد وعن الوظائف وعن صهر الرئيس وابنته ايفانكا ..

كان تحليله رائعا ، وأظنه لم يكن يحتاج الكثير لو كان الفائز هو ترامب ، مجرد تغيير الاسم وبعض الرتوش ..!!

ويحكى ان بشار بن برد عندما سمع بانقلاب ابي مسلم الخراساني على ابي جعفر المنصور ، قال قصيدة في تأنيب ابي جعفر وتقريعه كان منها :

أبا جعفـر ما طول عيـش بدائم     ولا سـالم عما  قليـل بسـالم

كأنك لم تسـمع بقتـل متـوج     عظيـم ولم تسمع بفتك الأعاجم

لحا الله قومـا رأسـوك عليهـم     وما زلت مرؤوسا  خبيث المطاعم

إذا بلغ الرأي المشـورة فاسـتعن     برأي نصيـح أو تأييـد حـازم

ولا تجعل الشورى  عليك غضاضة     فريـش الخوافي قـوة للقـوادم

قالوا ولما أخفق الانقلاب قلب بشار القصيدة وأدخل عليها بعض الرتوش

قلبها من قوله أبا جعفر ... إلى قوله أبا مسلم ووجه التقريع للخاسر في الصراع ..

التحليل السياسي ليس تجميع قطع بزل رسمت صورته وقطعت مسبقا .

لسنا معنيين كثيرا ، ولا معولين ولو قليلا ... والذي ما زلنا نستغربه عدد الأصوات التي حصلت عليها السوقية والفجاجة والابتذال !!

وكيف لهذا العدد من الأمريكيين أن يقولوا نعم لهذا المستوى أولا وثانيا، نحتاج إلى تحليل عن حجم التسفل في أخلاق الناس

كان إبراهيم يخلبنا في ساحة باب الحديد في حلب ، وهو يبيض من فمه في لحظة عشر بيضات ، وكان إذا اجتمع الناس عليه يبدأ بتسويق شربة الدود ، أو دهن أبو فاس لوجع الرجلين ولوجع الرأس .

لسيدنا يحيى خصوصية في قلوبنا أنه سبق ابن خالته السيد المسيح عليهما السلام إلى إطلاق لقب " أبناء الأفاعي "

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 902