بعض الجوانب من حياة الطفولة البريئة في قرية عيون الشرق وفاء لروح المرحوم الأخ الأستاذ رشيد هدّاج

لقد كان جانب من أحاديثي الشيقة  مع المرحوم تغمده الله تعالى بواسع رحمته، ونحن في الحي الجامعي بظهر المهراز بمدينة فاس أيام الدراسة الجامعية يدور حول بعض الجوانب من حياة الطفولة البريئة في قرية العيون سيدي ملوك خلال العقد الأول بعد استقلال البلاد . وكنا نستحضر أحوال تلك الطفولة يذكّر أحدنا الآخر بما نسي منها نتسلى ونتفكه بها ، وندفع به روتين الحياة بالحي الجامعي وتعب الدراسة  المضنية ، وكان رحمة الله عليه يلتمس مني دائما أن أدون شيئا من تلك الذكريات  الجميلة لتكون مادة مسلية لجيلنا وأبنائنا .

وتحقيقا لرغبته،ووفاء لروحه ارتأيت أن استعرض بعض تلك الذكريات كما يلي:

لقد كانت طفولة قرية العيون سيدي ملوك بريئة بما تعنيه الكلمة من دقة تعبير ، بريئة إلى درجة السذاجة ،لأنها فتحت عيونها في وسط يختلط واقعه الذي تسوده الحياة البسيطة مع غلبة الفقر بالخيال الأسطوري حيث كان الصغار يتحلقون كل مساء حول الجدّات أو الأمهات وهن يسردن الأحاجي الأسطورية بأساليب توهمهم أن القرية وما حولها كانت ساحتها  حقيقية لها في الزمن البعيد . وكانت من تلك الأحاجي ما يتعلق بقصص وحكايات كنوز الذهب والياقوت المطمورة تحت الأرض حتى وقر في أذهان  أولئك الصغار أنها أرض القرية البائس أهلها  ولكنها كان فيها من الكنوز مثل ما أخفى الخسف تحت دار قارون ، وكانت الأحلام تراود هؤلاء الصغار بأن تلك الكنوز سيكشف عنها في يوم من الأيام لتصير القرية جنة يعيش أهلها في بحبوحة من العيش بعد  مرارة ضنكه . و هكذا كانت أحاجي الكنوز التي تحكى كل ليلة  للصغار تشد أنظارهم إلى قصبة القرية التاريخية ، وكان  يغلب على اعتقادهم أنها مستودع تلك الكنوز لغرابة أسوارها الموغلة في القدم  .

وكان اسم القرية " العيون " يذهب بخيال الصغار المجنح بعيدا ، لكنه لم يكن يتجاوز محيطها الجغرافي الحاضن لهم، فيظنون ببراءة  طفولته أن قريتهم هي منبع كل مياه الأرض ، وأن عيونها وأوديتها  تشهد على ذلك : عين "السمار" ، وعين "الحجر" ، وعين " تامر" ، وعين " الدفلة " ، ووادي "بورديم" ، ووادي " لمهريز" ، ووادي "ريش الحمام "... وكانت المياه فيها جارية تسبح في بعضها أسماك ذهبية تسيل لعاب الصغار ، فيقضون أوقاتا طويلة لصيدها وسلكها في أغصان نبات "السمار" لتكون بعد ذلك وجبة شهية تغير من روتين الطعام اليومي الذي كان خبزا وشاي أو حساء أو قطاني أو بعض قطع البطاطس التي لا يخالطها لحم أو ما يسد مسده إلا مرة في الأسبوع أو في الشهر أو في منتصفه . وكانت أشجار القرية تشد عيون الصغار إلى أعشاش الطيور فيتسلقونها للسطو على بيضها أوعلى صغارها ، فإن أعياهم ذلك أعدوا لها مقاليع من مطاط ورموها بها لتكون أيضا وجبة من الوجبات الشهية . وكانت أرض القرية إذا أخذت زخرفها وازّينت مصدر طعامهم ، وقد تعلموا من الكبار كيف ينتقون أنواعا من نباتاتها الشهية يقتاتون عليها بنهم، فتخضر شفاههم كأنها مشافر أنعام سارحة . وكانوا يبحثون في "ريش الحمام" وهو جبل القرية المنتصب كأنه نسر أرخى  عليها جناحيه عن عسل النحل الذي كان يدسه في صدف الحلزون ، ويضع فوقه غطاء من نبات أخضر لحفظه، فيستخرجه الصغار بأعواد ويحتسونه احتساء ، وكان حلواهم  المفضلة  التي يجود عليهم  بها  النحل .

وكانت مناسبات الأعياد الدينية صغيرها، وكبيرها، ومولدها مما يترقبه الصغار بشوق  ولهف كبيربن لما يصيبونه خلالها من لذيذ الأطعمة  التي لا يذوقونه إلا مرة كل عام . كان عيد الفطر مناسبة يحضّر فيها  نوع أو نوعين من الكعك  الذي يحمل إلى أفران  الحارات بعد أن يوشك شهر الصيام على الانصرام بدءا بليلة القدر ، وكان الصغار يسهرون عند أبواب تلك الأفران يتلذذون برائحة الكعك المنبعثة منها ، وينتظرون أن ينقل شيء منه إلى بيوتهم ليخزن حيث لا سبيل إليه حتى يحين يوم العيد السعيد . وكانت سعادة الصغار في عيد الأضحى تفوق سعادتهم في عيد الفطر بسبب الأضاحي التي يصيبون من أكبادها، وأكراشها،وأقتابها ، ورؤوسها ،ولحومها ،وشحومها أياما معدودات تنسيهم روتين وجبات الخبز والشاي والقطاني والحساء والبطاطس اليومية طيلة الحول .

ولم تكن سعادة الصغار بعيد المولد النبوي الشريف تقل عن سعادتهم بالعيدين الصغير والكبير حيث كانوا يصيبون أكلة  "الزميطة " التي جرت العادة أن تعد  في سابع كل مولود فضلا عن أكلة " بركوكش " وهو من فصيلة الكسكس، وكان ذلك يغير أيضا من روتين الوجبات المألوفة طيلة الحول.

وكانت أقسى لحظات يمر بها الصغار أيام وليالي رمضان المعظم حين يحرمون من صيام بعض أيامه ليصيبوا من طيّباته  ، ويمنعون من وجبات السحور ، وهم يتابعون أطوارها  عند الكبار من فراشهم متظاهرين بالنوم ، كما يمنعون من طعام الإفطار حيث يطردون خارج البيوت ليفطر الكبار دون صخبهم حتى إذا أفطر هؤلاء جادوا عليهم بما فضل عنهم ، وما كان يفضل عنهم إلا اليسير . ولم يكن كل الصغار على هذه الحال بل كان منهم من يسعد بحضور وجبات الإفطار ، فيخرج بعدها عند من حرموا منها مفاخرا ومباهيا بما أصاب مما لذ وطاب .

وكانت عيون الصغار مشدودة دائما إلى دكاكين القرية التي تباع فيها بعض أنواع الحلوى  المعدة من سكر أو من خليط دقيق والسكر ، وكان دون الحصول عليها نادرا خرط القتاد إذ لم يكن بوسع الصغار الحصول على  شحيح قطع  نقدية إلا في مناسبة العيدين أو حين يحل ضيف كريم سخي ببيوتهم.

وكان "سفاجو" القرية وهم  قلة محط اهتمام الصغار وهم يلقون في مقلاتهم  قطع الفطائر الاسفنجية  التي تغوص  عجينة بيضاء في الزيت لتخرج بعد حين منها ذهبية اللون شهية المذاق. وكان بعض باعتها يجوبون أحياء القرية في الصباح الباكر بصحون  ملأى منها، فيفيق الصغار على أصواتهم فيتشممون رائحتها الشهية ، وغالبا ما لايظفرون بشيء منها إلا ناذرا حين ينزل في بيوتهم ضيوف.

ولقد كان  سكان  هذه القرية فيما يروى أهل طرق مريدون يفدون على شيخ من أولياء الله الصالحين، فيطعمهم خوخا ويسقيهم ماء عذبا فراتا من عيون القرية المنبجسة ، فصار يسمى لذلك بسيدي ماخوخ ، وصار اسمه هذا من أسماء القرية تبركا بكراماته  ، ولم يكن يسترعي الصغار في هذا الاسم سوى فاكهة الخوخ اللذيذة التي كانت تظهر مرة صيف كل سنة لتختفي بسرعة ، وتبقى ذكرى مذاقها الطيب في نفوسهم .

وكان الصغار يقدسون الأضرحة محاكاة للكبار ، ويعتبرون من يرقدون فيها حراس القرية من مردة الجن والشياطين ، وإذا مروا بجوارها استشعروا المهابة والخوف ، وكانت الجنائز المحمولة على الأكتاف إليها تزيدها مهابة وقداسة في نفوسهم ، وكانت في مخيلاتهم بداية العالم الآخر المغيب ، وكانوا يقلدون الكبار في تقبيل جدرانها ، بينما كان شيء من تربتها دواء شافيا من داء ، وما أكثر الأدواء الفاتكة بهم  يومئذ  .

ومن تقديس من ثووا في تلك الأضرحة، نشأ لدى الصغار تقديس أصحاب الكتاتيب من حفظة كتاب الله عز وجل ، وهو تقديس مشوب بالخوف والفزع من عصيهم التي كانت تتحول إلى ثعابين كعصي سحرة موسى عليه السلام تلسع أجسادهم الناعمة إذا ما زلّت ألسنتهم وهم يستظهرون آيات من الذكر الحكيم بين أيدي شيوخهم في موقف عصيب ، وكانوا يقبلون أيديهم رهبا ورغبا ،ويتنافسون في ذلك لا يملون حتى ينهرهم الشيوخ .

وبقدر ما كان صغار القرية يميلون إلى اللعب، ويتشوقون إلى ما لذ من طعام وشراب في الأعياد ، كانوا يتبرمون من ارتياد الكتاتيب والمدارس أيضا، لأنهم كانوا يتعرضون لعنف لا يطيقونه وإن كانوا يستحقونه لتراخيهم في التحصيل . ولقد كانوا يذهبون في الصباح الباكر إلى الكتاتيب لحفظ ما تيسر من كتاب الله عز وجل  ثم يلتحقون بعد ذلك بالمدارس إذا طلعت الشمس لتلقي دروس باللغتين العربية والفرنسية ، وكانت تستهويهم صور الكتب المدرسية  التي كانت تخزّن فوق رفوف خزانات الفصول الدراسية ،ومنها توزع عليهم إذا حان وقت النظر فيها ، وكان مخطوطها يقرأ ، ولكن العيون ذاهلة  ومستغرقة في تأمل  صورها واستنطاقها  بما كانت توحي به أخيلتهم المجنحة ، وكانت تساعدهم على اكتشاف فصول السنة من حولهم والتي لم يكونوا يلقون إليها بالا من قبل حتى دلتهم عليها تلك الصور الساحرة  . وكان المعلمون يختارون من تلك الصور ونصوصها ما يقرّب واقع الصغار منهم طبيعة وأحوالا . ولم يكن المعلمون أرأف بالصغار من شيوخ الكتاتيب ، ولا زالت حكايات عنفهم تروى إلى يومنا  .

أما أسعد لحظات الصغار كانت حين تحين العطل الأسبوعية أو عطل المناسبات الدينية والوطنية ، وأفضل العطل لديهم العطلة الصيفية، وإن كان ارتياد الكتاتيب خلالها ينغص عليهم سعادتهم .وكانت العطل فرص لممارسة مختلف الألعاب لكن بلعب من اختراع الصغار لشح  اللعب يومئذ . وكانت ألعابهم تتراوح بين  عدو يطارد خلاله بعضهم بعضا لأسره أو لفك أسره ، وبين مباريات لكرة القدم  حامية الوطيس  بأقدام عارية، وغالبا ما تنتهي بالعراك ،وتخلف ضحايا وإصابات في الأقدام وعلى الوجوه كلما وقع خلاف حول إصابة الكرة ما بين حجرين يسدان مسد الشباك . وكانت للألعاب مواسم  معلومة تنتشر فيها انتشار العدوى ، منها لعبة الخدروف ،ولعبة  العجلة التي تتخذ من إطار الدراجة الهوائية ، ولعبة القفز فوق الظهور ، ولعبة الحفر التي  تلقى فيها كرة صغيرة يعاقب من يخطىء الحفر حيث يرمى بها عدد ما أخطأ ، ولعبة الورق وتنتهي  هي الأخرى بجلد وشجار ، ولعبة الطين حين ينزل المطر حيث يصنع منه ما يشبه الأواني الخزفية ، ولعبة  القفز على الحبل ، ولعبة من قضيض  تتقاذفه الأيدي ، ولعبة البنانير، وهي قطع من زجاج تقذف في حفر، ويكون فيها فائز وخاسر ، ولعبة الجر حيث توصل علب من قصدير أوخشب أو ورق مقوى  بخيوط فتجر وقد حملّت بتراب أو خشاش أو غيره، ولعبة التواري عن الأنظار ، ولعبة البحث عن كنز يكون من أعواد أو غيرها ، ولعبة قص الأحاجي أو بالأحرى إعادة قصها كما سمعت من الجدّات والأمهات ، ولعبة فك الألغاز ، ولعبة المحاكاة  حيث يحاكي خلالها الصغار جوانب من حياة الكبار ... إلى غير ذلك من الألعاب التي تنتشر إذا جاء موعدها ، وكانت عبارة عن تعاقد بين الصغار ثم تختفي مرة أخرى .

ومما كان يستهوي الصغار حلقات  تقام في ساحة محاذية للدكاكين وسط  القرية ، وكانت متنوعة فيها القرّاد التي يروض القردة ، ومروض الأفاعي والثعابين ، والقصاص حاكي الحكايات المشوقة ، والمطرب المصحوب بنافخ المزمار والناي وضارب الطبل والدف ، والعشّاب ، وقارىء الكف أو العظم ، والعرّاف الراجم بالغيب ، والمهرّج ، ومحرّض الصغاروالشباب على منازلات الملاكمة وكان يرتزق بكدمات وجوههم وأنوفهم ، والمقامر الراغب في قطعهم النقدية النادرة عن طريق إغرائهم بالحصول على المزيد منها ... إلى غير ذلك من النماذج البشرية التي كانت تستهوي الصغار  بما تأتيه من عجائب وغرائب الأمور . وكانت تحل بين الحين والآخر بتلك الساحة  شاشات متنقلة تابعة لشركات تسويق بعض المواد الغذائية أو مواد النظافة فتعرض الكثير من اللقطات الإشهارية قبل عرض فيلم يتيم مشوق من أفلام الأساطير التي كانت تذهل الصغار . وكانت تلك الساحة تشهد أيضا حلول السيرك  بعد مرور سنوات ، وكان الأطفال يتشوقون إلى رؤية حيواناته المفترسة ، وإن كان الرؤية لا تتاح إلا لبعضهم لأن كلفة تذاكر السيرك لم تكن متيسرة للجميع .  

وكانت الحفلات بالمناسبات الوطنية تسعد الصغار كثيرا حين  كانت تزين بعض المرافق بأغصان النخل والأعلام الوطنية ، وتفرش فتتحول إلى قاعات للجلوس  واحتساء شراب الشاي الأخضر. وكانت  مهرجانات الفروسية ، وحفلات الرقص الشعبي تقام  في أماكن معلومة يحج إليها الصغار بلهف وشوق . وكانت  تجرى بين الصغار بعض المسابقات حيث يطلى عمود من خشب بشحم  أو زيت أو صابون ،ويوضع على رأسه قالب من سكر يحصل عليه من تسلق العمود المطلي  إذا استطاع إلى ذلك سبيلا أو يجرون سباقا عن طريق القفز وأرجلهم موضوعة  في أكياس ، وكان معظمهم يقع على الأرض ، ويعود إلى بيته بإصابات في وجوههم ودون  الظفر بقالب السكر أو بقطع الحلوى الشهية أوبقميص أو بسروال جديدين .

ومما كان يعشقه الصغار أيضا إصابة الوجبات التي تقدم  في المدارس صباحا وزوالا حيث كان يقدم لهم  صباحا شراب الحليب المجفف غير المسكر ، وعلى من يريده مسكرا أن يحضر معه قطعة سكر من بيته  ، بينما تقدم لهم زوالا وجبة من القطاني مع قطع من خبز قد لا يخلو من كوز ، وكان اليوم المفضل عندهم هو يوم وجبة السمك المعلب الذي تحشى به قطع الخبز، و كانوا يتلذذون بأكلها كثيرا. ولم يكن بالإمكان الاستفادة من الإطعام إلا من شهد له باليتم أو بالفقر المذقع،فتسلم  له حينئذ قطعة من ورق مقوى عليها ختم مدير المدرسة ،ولا يستفيد من الوجبات من ضيّعها أو نسيها ،وكان الصغار أحيانا يستأجرونها من أصحابها بمقابل في غفلة من رقابة الرقباء ، ووشاية الوشاة .

ومما كان يدخل السعادة الغامرة على قلوب الصغار أيضا ألبسة العيدين الدينيين الأصغر والأكبر ، وكانت عبارة عن قمصان وسراويل وأحذية أو بعضها حسب ما تجود به جيوب أولياء الأمور ، وكان خلعها على الأجساد الناعمة  مدعاة للمفاخرة ،وقد تصير موضوع تندر بينهم  إن كانت دون مقاساتهم أو كانت غريب الأشكال والألوان لا تناسب الزمان  . وكانت مواسم الدخول المدرسي مناسبة يكتسى خلالها الصغار جديد ألبستهم، ويسعدون بذلك أيضا .

هذا بعض معالم  ما كنت أتبادل  الحديث فيه مع المرحوم ، وغيره مما  لا يتسع له المقام من أحداث كانت القرية مسرحا لها منها السار والمحزن ، ومنها المفزع كالهزات الأرضية ، وهجوم أسراب الجراد ،  وأيام  الرياح العاتية ، والعجاج الذي يلسع الأرجل الحافية ،والأعاصير المرعبة  ببرق خلّب ورعد قاصف ، ومنها المبهج كلحظات تساقط الثلوج التي كانت تغمر الصغار بسعادة غامرة بالرغم من شدة البرد  وقسوته .

ولقد كان كل ذلك من لحظات الزمن الجميل الذي عاشه جيل العشرية الأولى بعد الاستقلال ، ومعظم أفراده اليوم إما شيوخ أثقل كواهلهم تراخي الزمن أو رحلوا عن هذه الدنيا إلى دار البقاء رحمة الله عليهم أجمعين ، ونسأله سبحانه وتعالى أن نلحق بهم مسلمين آمنين من ظلمة القبور، ومن فزع اليوم الموعود ، آمين والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وسوم: العدد 903