ولأمّ المخطئ الهَبَلُ !

عبد الله عيسى السلامة

قال الشاعر: والناسُ ، مَن يَلقَ خيراً ، قائلون له     مايشتهي ، ولأمّ المخطئ الهَبَلُ ! 

والأخطاء كثيرة ، وأسبابها كثيرة .. وفي الأمثال ، عن الانخداع بالناس : 

ماكلّ مايلمع ذهباً .. وما كلّ بيضاء شحمة !  

وقال الشاعر: أكلَّ امرئ تحسبين امرءاً   ونارٍ تَوقّد ، في الليل ،  نارا ! 

وقال أحدهم ، يصف متلوّناً مخادعاً : 

لاخيرَ في ودّ امرئ متملقٍ   حلو اللسان ، وقلبه يتلهّبُ 

يلقاك يَحلف أنه بك واثقٌ    وإذا توارى عنك فهو العقربُ 

يعطيك من طرف اللسان حلاوة   ويَروغ منك ، كما يروغ الثعلبُ ! 

وقال أحدهم ، يصف حازماً مستقيماً :  

وتراه يفعل مايقول ، وغيرُه    مَذِق اللسان ، يقول ما لا يَفعلُ ! 

أمّا في الهبل ، فيقال : هبلته أمّه ، أيْ : ثكلته .. فقدته ! والأهبل من الناس : الفاقد عقله ! 

أمّا في السياسة ، فلأمّ كلّ واحد من هؤلاء هبل : 

لأمّ المخطئ هبل .. ويُعدّ مخطئاً ، مَن صدّق كلّ مايَسمع ! 

ولأمّ العاجز هبل .. ويُعدّ عاجزاً ، مَن وقف عند وعود الساسة ، ولا قدرة له ، على مطالبتهم بتحقيقها !  

ولأمّ الغافل هبل .. ويعدّ غافلاً ، مَن غفل عن بدهيات سياسية ! 

ولأمّ الأحمق هبل .. ويعدّ أحمق ، من انساق وراء انفعالاته وأوهامه ، في مجال السياسة ! 

ولأمّ الأهبَل ( الأبله ) هبل .. ويعدّ أهبل ، مَن ترك رسَنه ، في أيدي الآخرين ، يجرّونه حيث أرادوا ! 

ولأمّ الغبيّ هبل.. ويعدّ غبياً ، من وقف عند ظواهر الكلام ، ولم ينظر في نتائجها المتوقّعة! 

ولأمّ الجاهل هبل .. ويعدّ جاهلاً ، مَن خاض في معتركات السياسة ، وهو قليل الخبرة والتجربة ! 

وسوم: العدد 915