هل الحقّ على الديموقراطية ، أم على العقلاء في الوطن الواحد؟

عبد الله عيسى السلامة

الديموقراطية : مصطلح واسع فضفاض ، مختلف الأشكال والأساليب والتطبيقات ، نظرياً وعملياً !  

أكثر الدول الغربية ، وبعض الدول الأخرى ، في آسيا وإفريقيا ، طبّقت الديموقراطية ؛ إذ تبنّتها منهجاً سياسياً ، وغرستها في نفوس مواطنيها ، وغذّت بها عقولهم ونفوسهم ؛ حتى باتوا يجدون الحياة صعبة دونها ! 

لكن .. 

هل اتّفقت الدول ، التي طبّقت الديموقراطية ، على منهج واحد لها ، أو أسلوب واحد؟ 

وهل نجحت الدول ، كلّها ، في تطبيق الديموقراطية ، بأشكالها المختلفة ؟ 

وهل خلت الديمواقراطية من العيوب ، أم هي كما قال عنها ونستون تشرشل : أحسن نظام حكم سيّء ؟ 

وهل هي تصلح للأحوال ، كلّها ، وفي سائر الظروف .. أم يجوز أن تمارِس دولة ديموقراطية ، نوعاً من الديكتاتورية ، في ظروف استثنائية معيّنة ؟  

وحين يكون الحكم فوضوياً ، في مرحلة ما ، وتكون السلطة ضعيفة ، عاجزة عن حكم الناس .. هل يصلح تطبيق الديموقراطية ، عن طريق أشخاص ، لا علاقة لهم بالحكم أو السلطة ؛ بل يطبّقون الديموقراطية على أنفسهم ، بأمزجتهم وأهوائهم ، ومصالحهم المتعارضة .. وبحسب قوانين القوّة والضعف ، والأكثرية والأقلية ؟ 

وإذا تاجَر بعض الناس ، بمصطلح الديموقراطية ، ومارسوا أسوأ أنواع الديكتاتورية .. فهل يُعدّ هذا مسوغاً ، لإنكار ميزات الديموقراطية ، والبحث عن بدائل لها ، أو الجنوح إلى الدكتاتورية ، وتزيينها في نظر الناس ؟ 

وإذا أظهر الحكم الديموقراطي، أن ثمّة أناساً فاسدين ، استغلّوا مناصبهم ، لتغطية فسادهم.. فهل علاج هؤلاء ، هو محاكمتهم قضائياً ، فقط ، أم يجب فضحهم سياسياً ؟ 

أسئلة مطروحة على الجميع : المؤمنين بالديموقراطية ، والذين يبحثون عن بدائل للحكم، خيرٍ منها وأجدى ؟ 

وسوم: العدد 915