(المقتسمون الذين جعلوا القرآن عِضين)

د.عثمان قدري مكانسي

قرأ الإمام اليوم في صلاة الفجر قوله تعالى من سورة الحجر الآيتين (كما أنزلنا على المقتسمين ، الذين جعلوا القرآن عِضين)(90-91).

فأحببت أن أعرض معنى (الاقتسام والعضين):

فمما قال ابن كثير رحمه الله تعالى في معناهما :

ومما قال القرطبي:

اختلف المفسرون في " المقتسمين " على أقوال سبعة . وهي ستة فقد كرر القول الأول:

الأول : هم ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم فاقتسموا أعقاب مكة وأنقابها وفجاجها يقولون لمن سلكها : لا تغتروا بهذا الخارج فينا يدعي النبوة ; فإنه مجنون , وربما قالوا ساحر , وربما قالوا شاعر , وربما قالوا كاهن . وسموا المقتسمين لأنهم اقتسموا هذه الطرق , فأماتهم الله شر ميتة , وكانوا نصّبوا الوليد بن المغيرة حكما على باب المسجد , فإذا سألوه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صدق أولئك ( يقصد الستة عشر).

الثاني :هم قوم من كفار قريش اقتسموا كتاب الله ( من القِسمة لا القَسم)فجعلوا بعضه شعرا , وبعضه سحرا , وبعضه كهانة , وبعضه أساطير الأولين .

الثالث : هم أهل الكتاب آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه .

الرابع : أنهم سُمّوا مقتسمين لأنهم كانوا مستهزئين , فيقول بعضهم : هذه السورة تقصدني وهذه السورة تعنيك .

الخامس : أنهم قسموا كتابهم ففرقوه وبددوه وحرفوه .

السادس : هم قوم صالح , تقاسموا على قتله فسُمّوا مقتسمين ; كما قال تعالى : " تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله " [ النمل : 49 ] .

أما معنى ( عضين): فمما قال ابن كثير فيه:

" الذين جعلوا القرآن عضين "

وأما بعضُ ما قال القرطبي:

                     والله أعلم

وسوم: العدد 916