وسألني : ماذا تقصد باستراتيجية "ترانا قاعدين"

زهير سالم*

وأقول: هي استراتيجية الذين أسقطوا حساب الزمن من معادلتهم . فهم يعتقدون أنهم ما داموا في الفي والمي، فكل ما يجري حولهم لا عبرة له ولا به.

وقد راهن بشار الأسد وداعموه ، منذ اليوم الأول على الزمن ، في احتواء الثورة، وتجريد السوريين من أوراق قوتهم ، ورقة ورقة ، ونقض عرى الثورة عروة عروة ، ومضى كل أولئك ، وجماعة ، ترانا قاعدين ، قاعدون ..

قيل لهم غيروا المجلس الوطني فغيروه ..

قيل لهم أضافوا إلى مركبات " شوربتكم " من شاء المتحكمون فأضافوا ..

قيل لهم ومنصة القاهرة ومنصة موسكو فقالوا سمعا وطاعة ..

وقيل لهم اذهبوا إلى جنيف فذهبوا ..

وقيل لهم شكلوا هيئة التفاوض فشكلوها ..

ثم لجنة تشكيل الدستور فشكلوها ...ي

وفي كل ذلك يطيعون، يحضرون ويتفكهون ويتسامرون ويخرجون فيتبغددون ... في كل مرة يخبروننا : قلنا ، ولم نسمع منهم يوما كلمة " فعلنا"

وعلى الطرف الآخر وبينما العصفور يتسلى، هناك مئات الألوف من السوريين في المعتقلات يُقلون ، من القلي ، ويُشوون من "الشي" ، والقوم القاعدون قانعون أنهم قاعدون ..!!

ملايين السوريين في المخيمات والمهاجر على مثل جمر الغضا ينتظرون ، والقوم القاعدون قانعون أنهم قاعدون ..!! ويكفي أنهم قاعدون . مكسبهم الأول أنهم قاعدون . ويمنون علينا أنهم قاعدون. مرة قرأت لابن رئيس وزراء الأسد الخميس ، يقول للسوريين أنهم لا يستحقون مثل أبيه !! " شبة وخرزة زرقاء" وهكذا هناك على الطرف الآخر من يقول .. يمنون علينا أنهم قاعدون!!

" تراهم قاعدين " والمخططات المريبة تنفذ حولهم من يمين وشمال " وتراهم قاعدين " وأي شيء لا يمس قعدتهم به لا يبالون،

" تراهم قاعدين " ولماذا تكون عجلتهم ، أو حرقتهم، أو انزعاجهم ، ويعتبوا على كل المحترقين والمتساءلين ...

بدون خشية يتساءلون : وماذا سنفعل إن لم يكن لنا ائتلاف، أو تفاوض أو دستورية ..غير أن نساعد أسرنا في عمليات الغسل والجلي والشطف ...!!

 "ترانا قاعدين" وإيش ورانا .." كلمة يقولها بعض السوريين الخليين في منتدياتهم ومقاهيهم ..ولاسيما أولئك الذين يهربون من تقريع زوجاتهم في بيوتهم .

أنتظر من أي ائتلافي رشيد أن يتلطف فيخبرنا ما هي استراتيجيتهم بعد أن سُدت سبلهم ، وهل يملكون غير الانتظار ..انتظار ما يفُعل بهم أو بأوطانهم

غير أن يقول أحدهم للآخر : إيش ورانا ترانا قاعدين ...؟؟؟؟

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 916