من ذاكرة الثورة السورية: مُغَالَطَات ومُفَارَقَات (2 + 3)

د. محمد بسام يوسف

من ذاكرة الثورة السورية:

مُغَالَطَات ومُفَارَقَات

*(2 من4)*

*القلق على مستقبل الأقليات والطائفة (الكريـ "م" ة!)*

يتذاكى بعض السفسطائيّين، دولاً وحكوماتٍ وشبّيحةَ إعلامٍ وفكرٍ وثقافة، فيربطون بين سقوط النظام الأسديّ.. ومصير الأقليات في سورية. ويقوم هؤلاء بعقد المؤتمرات والندوات ومجالس (توليد الأفكار)، ويسهرون لياليهم حتى الصباح، ويُعبِّرون عن قلقهم وأرقهم طوال ساعات النهار -بما في ذلك فترات (القيلولة) و(الفيلولة) و(الغيلولة)- بالتشبيح السياسيّ والإعلاميّ، مفترضين أنّ الأقليات في سورية ستفقد -في سورية المستقبل- النعيمَ الـمُقيمَ! الذي تعيشه حالياً في ظلّ التسلّط الأسديّ الإجراميّ!..

ولا ينسى السفسطائيّون هؤلاء، المنفصلون تماماً عن الواقع وما يجري فيه، أن يُضاعِفوا قلقهم أضعافاً خاصة، على (الطائفة الكريـ "م" ة!) ومصيرها بعد إسقاط النظام!..

لكنهم يَنسون أنّ الأكثرية الكاثرة التي تتجاوز نسبتها 82% من الشعب السوريّ، عانت منذ نصف قرن، وما تزال تعاني، من كل أشكال الانتهاكات لحقوقها الإنسانية والمدنية، وبشكلٍ مُبتَكَرٍ لم يستطع عتاة التاريخ والجغرافية والإجرام العالميّ، الوصولَ إلى درجته من الفظاعة.. على مَرّ التاريخ!.. ويَنسون كذلك، أنّ انتصار الثورة الشعبية السورية، لوضع حدٍّ لتجاوزات النظام الأسديّ الإجراميّ بحق الشعب السوريّ، هو الذي ينبغي (عَصف الأذهان) له هذه الأيام!..

السفسطائيون يواجهون الشعب السوريّ بوقاحتهم وقلقهم على (الطائفة الكريمة!) التي لا تُشكِّل نسبتها أكثر من 7% من الشعب السوريّ في أعلى التقديرات، وبقلقهم على بقية الأقليات التي لا تتجاوز نسبتها مجتمعةً 11% من الشعب السوريّ.. هذا القلق المؤسَّس على مستقبلٍ افتراضيٍّ من بنات أفكار هؤلاء، بينما الواقع الذي تعيشه سورية حالياً منذ نصف قرن، التي يُذبَح فيها أبناء الأكثرية الساحقة في كل أنحاء البلاد على مدار الساعة، من قِبَلِ شبّيحة بشارٍ المجرم، الذين تتشكّل عصاباتهم ومجموعاتهم من (طائفته الكريــ "م" ة!) التي لا تتجاوز نسبتها الـ7%.. هذا الواقع القائم بالصوت والصورة، الذي يهزّ أبلد المشاعر من تلك التي أوْدَعَها الله عزّ وجلّ في خَلْقه.. لا يُقلِقُ أبناء السفسطة والخداع والاحتيال.. والغباء!..

مَن غير الشعب السوريّ الحضاريّ، بأكثريّته الكاثرة، حمى هذه الأقليات منذ مئات السنين؟.. ولو لم يكونوا مَحميّين من قِبَل الأكثرية الكاثرة التي احتضنتهم على مَرّ التاريخ.. فهل كنا سنشاهد أقليّاتٍ في سورية التاريخ العريق والحضارة، حتى هذا اليوم؟..

أجيبوا أيها السفسطائيون، العاطلون عن العمل، وعن الفِكر السويّ والرؤية السليمة.

*    *    *

*يَطعنون عِرضَه، ويَلعَنون صحابته، ثم ينتفضون على فيلم مُسيء!..*

قامت عصابات بشّار، وتقوم، على المكشوف، بشتم الله سبحانه وتعالى، وإجبار المعتقلين الأبرياء على السجود لصورة بشار، وعلى الهتاف بالكفر الصريح: لا إله إلا بشار!.. وبتدمير المساجد والمآذن، وبتمزيق المصاحف وتحريقها، وبانتهاك كل محرَّمٍ بشرع الله، بل حتى بشرائع الدول الحضارية الإنسانية.. كل ذلك أصبح برنامجاً يومياً لفجّار بشارٍ وزبانيته!..

وَلِيُّ الصفويين في قُمّ: (علي خامنئي)، وقادة عسكره وأجهزته الصفوية وحَرَسه الثوريّ، بمن فيهم الرئيس السابق للجمهورية (الإسلامية!): (أحمدي نجاد).. يعتبر أنّ حرب بشارٍ وزبانيته هي حرب إيران!.. ويضع هؤلاء كلَّ مقدّرات إيران تحت تصرّف بشارٍ وشبّيحته وعصاباته الإجرامية، حمايةً له ولنظامه المجرم من السقوط، بضربات المجاهدين الثائرين على الظلم والقهر، الذين يعبدون الله وحده لا شريك له!..

(حسن نصر خامنئي) في لبنان، يفعل كل ما من شأنه حماية بشارٍ وزبانيته وعصاباته، ويُسوِّق لذلك بكل طاقته، مستخدماً إمكانات حزبه الصفويّ كلها لهذا الهدف!.. ويُطلِق على شبّيحة بشارٍ وطائفته لقب: رفاق السلاح!.. ويمنح مَن يُقتَل منهم وهو يُدمِّر مسجداً أو بيتاً آمناً، أو يحرق مصحفاً، أو وهو يصيح بعبارة: لا إله إلا بشار.. يمنحه رتبة: شهيد!..

البائع العتيق للسُبّحات عند باب مقام السيدة زينب بدمشق، (جواد أو نوري المالكي)، أحد زعماء حزب (الدعوة) الصفويّ (الإسلاميّ!)، يمدّ بشاراً: إله شبّيحة (الطائفة الكري " " ة!).. بكل ما يخطر أو لا يخطر على قلب بشر، لحمايته من السقوط، ويُطلق مقولته المشهورة عن نظام ربِّ الشبّيحة قائلاً: لم يسقط، ولن يسقط، ولماذا يسقط؟!..

عندما أُعلِنَ عن انتشار الفِلم الـمُسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. كان بعضُ شبّيحة بشارٍ وعبيده الذين يعبدونه من دون الله عزّ وجل، ويسجدون له.. كانوا يتظاهرون أمام السفارة الأميركية بدمشق.. احتجاجاً على الفِلْم الـمُسيء لرسول الله صلى اللله عليه وسلّم، ولأمّته المسلمة!..

وكان خامنئي، وحسن، ونجاد، والمالكي وأزلامه وأشباهه، وبعض أزلام كل هؤلاء في بعض الدول القريبة والبعيدة.. كانوا جميعاً يُطلقون الخطابات الرنّانة، والخُطَب الـمُدوِّية، ويرفعون عقيرتهم بالغضب الذي لا يُبقي ولا يَذَر -صوتياً-، استنكاراً للفِلم الـمُسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلّم!.. وهو الرسول نفسه (صلوات الله وسلامه عليه) الذي يَطعنون عِرضه، ويَشتمون أحبّ أزواجه إليه رضوان الله عليها، ويَلعنون صحابته الكرام، رضي الله عنهم أجمعين، ويحرقون الكتاب الذي بلّغه للناس، ويُدمِّرون مساجد المسلمين، ويُناصِرون أعداءه المجرمين، الذين رفعوا ربّهم بشاراً إلى منزلة الله عزّ وجلّ، فألّهوه، بل أجبروا    -ويـُجبِرون- المؤمنين، على تأليهه من دون الله، سبحانه وتعالى عما يُشرِكون!..

أرأيتم أو سمعتم، نفاقاً على هذه الدرجة التي يتمتّع بها هؤلاء الصفويون وزبانيتهم؟..

إن لم تَستَحِ، فاصنع ما شِئت.

مَـجوس بعضُهم من بعض!..

*    *    *

*انتهاكات يرتكبها الطرفان المتصارعان*

بين الفينة والفينة، تصحو بعض المنظمات العالمية الكبرى لحقوق الإنسان من سباتها، لتصدم الشعب السوريّ بتجلّياتها المشبوهة: [على طرفي الصراع في سورية، التوقف عن انتهاكات حقوق الإنسان]!..

إنها أفضل طريقةٍ وأقصرها، لخلط الأوراق، وتضييع الحق بالباطل. فهذه المؤسسات العالمية العمياء، لا تعترف بأنّ هناك ثورةً شعبيةً سوريةً على الاستبداد والظلم والقهر والقمع والاضطهاد، فتنام عن جرائم النظام الأسديّ مدةً، يَقتل -خلالها- هذا النظامُ خمسةَ أو عشرةَ آلافٍ من السوريين.. ثم تصحو على صوت استغاثةٍ لبلدةٍ أو مدينةٍ أو قريةٍ سورية.. وتطلق تصريحها المشؤوم المذكور آنفاً!..

إطالة أمد الثورة قبل أن تبلغ منتهاها، ومَدّ العصابات الأسدية بـِحُقَن القوة النفسية المعنوية، ومَنح هذا النظام المجرم مَزيداً من الوقت والـمُهَل لسحق الثورة.. كل ذلك أصبح من الفنون العصرية التي يتقن وجوهها وممارستها أساطينُ النظام العالميّ الحاليّ، الممتدّ من موسكو وطهران إلى شواطئ المحيطَيْن: الأطلسي والهادئ، مروراً بكل الدول الغربية، لاسيما تلك التي تجتمع كل بضعة أشهر، تحت يافطةٍ خادعة: (مؤتمر أصدقاء الشعب السوريّ)، لتتفنّن في تطويق (لا تقديم) المساعدات الإنسانية والإغاثية والعسكرية، التي يمكن أن يقدّمها أهل النخوة والمروءة، إلى شعبنا السوريّ وثورته المجيدة!.. أليست هي دول صديقة؟!.. و(الصديق عند الضيق)!..

من ذاكرة الثورة السورية:

مُغَالَطَات ومُفَارَقَات

(3 من4)

*معارضة الداخل ومعارضة الخارج*

لكي تكتمل أكذوبة الإعلام العالميّ، فقد اعتُمِدَت (لازمة) إعلامية، اشترك بصياغتها بعضُ الأحزاب السورية، التي منحت نفسها وساماً مُزَيّفاً اسمه: معارضة الداخل!..

لم تجد تلك الأحزاب التي تشكِّل جزءاً لا يتجزَّأ من (متحف) الفساد للنظام الحاكم.. لم تجد، لإضفاء البريق الكاذب على سَوْأتها، سوى حقيقة وجودها داخل سورية، والحقيقة، هي إنّ وجودها ذاك، ليس له من تبرير، سوى عمالتها للأجهزة المخابراتية الأسدية، وبالتالي تحالفها الأبديّ مع النظام الأسديّ، فهي في أمان.

أما المعارضة الشريفة الحقيقية، فقد طوردَت، ونَكَّل النظامُ بها، فقتل واعتقل وهجّر أشخاصها ورموزها، وصار من المتعَذَّر عليها أن تعلن وجودها في الداخل السوريّ، على الرغم من وجود بعض نشاطاتها وقواعدها هناك!.. لكن المارقين الذين يخونون الشعب السوريّ وثورته، والداعمين الدوليين لهم، الذين هم في الحقيقة يدعمون النظام الأسديّ نفسه.. لكن هؤلاء جميعاً، لا يكتفون بتضليل الناس لتبييض صفحة (المعارضة) العميلة، بل يشوِّهون حقيقة المعارضة الشريفة النـزيهة، ويقومون بتصنيفها على أنها (معارضة خارج)، أي عميلة للدول التي يقيم فيها رموزها، فضلاً عن أنها بعيدة عن ساحة الثورة، ومنفصلة عنها، وبالتالي لا يحق لها -حسب زعم عملاء النظام وحلفائه- أن تتحدّث بالقضية السورية، أو أن تهاجم النظام الدكتاتوريّ المستبدّ!.. بينما الحقيقة الناصعة تقول: إنّ المعارضة الموجودة -قسراً- في الخارج، لها امتدادها الحيّ في الداخل، بمختلف الأشكال، فهي موجودة في الداخل والخارج.

*    *    *

*مراوغات صفويّة خبيثة غبية*

المجرم بشار بن حافظ أسد، يزور عادةً موقع (الجنديّ المجهول)، ليضع عليه إكليلاً من الأزهار والأوراد، بينما جيشه الطائفيّ الخائن، يدكّ المدن والقرى السورية، ويُهلِك الحرث والنسل!.. ويحتفل بشار بذكرى (حرب تشرين) التي باع فيها أبوه بقية الجولان.. بينما جيشه المهزوم المسالم في الجولان، يعتدي وينكِّل بالسوريين في كل مترٍ مُربَّعٍ سوريّ، وينشر طغيانه في طول سورية وعرضها!..

يزعم الصفويون، الداخليون والخارجيون، أنهم أهل بصرٍ حادٍّ وبصيرةٍ ثاقبة، فهم يتحدَّثون عن (مَظلوميّتهم) المزعومة التي أصابتهم منذ ألفٍ وأربع مئة سنة، كما يزعمون.. يتحدّثون عنها، ويصفون تفاصيلها الخرافية، وكأنها تحدث الآن أمامهم، بل أمام العالَم كله.. لكنّهم عندما يتحدَّثون عما يجري في سورية حالياً أمام نواظرهم ونظر العالَم كله، فإنهم يُمطرون وسائل الإعلام بحقائق وهميةٍ لا وجود لها، إلا في أرشيف الأجهزة الأسدية وقواه الإجرامية التضليلية، فيصفون الثورة السورية والأوضاع في سورية على أنها: عصابات مسلَّحة، وإرهابيون،  وغزاة من خارج البلاد، وعدوان ترتكبه الدول المجاورة على النظام الوطنيّ السوريّ.. إلى آخر الأوصاف لواقعٍ وهميٍّ لا وجود له، إلا في باطن شَبَكِيّات عيونهم الحولاء، وفي أعماق بصائرهم التي تعتنق النفاق اعتناقاً أزلياً!..

يأخذ هؤلاء الصفويّون كذلك، على الأحرار من العرب والمسلمين، أنهم (أي الأحرار) وقفوا مع النظام العراقي عام 2003م، فلماذا يقفون ضد نظام بشار في عام 2011م؟!.. بينما يبرِّر هؤلاء الصفويّون دعمهم للمجرم بشار، بهذه الرؤية وهذا المنطق!.. لكن هؤلاء المضلِّلين، يتجاهلون أنّ وقوف بعض أحرار العرب والمسلمين مع العراق، كان في حرب تصدّيه للعدوان والاحتلال الأجنبيّ السافر للعراق، الذي قادته دول استعمارية، كأميركة وبريطانية، بتحريضٍ صفويّ.. بينما المجرم بشار أسد حالياً، يهاجِم سورية وشعبها، مع عصاباته وجيشه الطائفيّ وشبّيحته، ويزرع الدمار والخراب في أنحاء سورية التي يحكمها بلا شرعية، ويرتكب فيها من المجازر على نحوٍ لم يُرتَكَب مثيله في التاريخ السوريّ كله!..

بئس البشر هؤلاء الصفويّون.. بل بئس البقر هم!..

*    *    *

*برلمان مؤمَّم، ومنظّمات لحقوق الإنسان من أملاك النظام الحاكم*

أحد أعضاء ما يُسمى بمجلس الشعب السوريّ، قبيل اندلاع الثورة.. قدّم اقتراحاً لوقف العمل بقانون الطوارئ المفروض على البلاد منذ ثمانيةٍ وأربعين عاماً (في ذلك الوقت).. بعد دقائق قليلةٍ من وقوع المفاجأة على رأس رئيس المجلس.. استدرك (النبيه) الجالس وراء منصّة الرئاسة، وسأل الأعضاء: مَن يوافق على استمرار (لا إلغاء) العمل بقانون الطوارئ، فرفع جميع الأعضاء أيديهم موافقين، وانتهت الحكاية!.. طبعاً من غير أن يُمنَحَ العضو الفدائيّ الذي اقترح (وقف) العمل بذلك القانون.. نوط الشجاعة!..

وتوالى مشهد ظهور بعض أعضاء ما يُسمّى بمجلس الشعب السوريّ، على القنوات الفضائية.. جزءاً من الفولكلور السوريّ الذي يُنشَر على تلك القنوات في عهد الأسديّين، تشجيعاً للسياحة!.. فعندما يُعلن المذيع في محطةٍ ما، أنّ عضواً من أعضاء المجلس العتيد، سيُجيب على بعض الأسئلة أو الإشكالات، لَكُم أن تتوقّعوا كيف سيدافع هذا العضو –بلا هوادة- عن مصالح الشعب السوريّ.. لكنه بعد أن يُدلي بدلوه، يُخيَّل إليك أن هذا الذي من المفترض أنه ينتمي إلى الشعب ويمثله، لم يكن إلا ناطقاً رسمياً رديئاً، باسم حُرّاس سجن تدمر أو صيدنايا أو الحرس الخاص للطاغية!.. ولعلّك تعجز عن تفسير انعدام المروءة وفقدان النخوة لدى نوّاب (درعا) الجريحة في المجلس، ما يعكس صورةً شديدة القبح، للفساد الأخلاقيّ الذي تمكّن النظام من تجذيره في عقول (نوّاب الشعب) ونفوسهم السقيمة.. إنها صورة واضحة من صور المأساة السورية!..

هل شاهدتم (روبوتات) المجلس كلهم، بلا استثناء.. كيف يقفون، ويصفِّقون، ويبتسمون، ويحوِّلون قاعة المجلس إلى صالةٍ من صالات (السيرك)، في خدمة رئيس النظام، لاسيما حين أعلن (الرئيس) بعد تقطيب حاجبيه، بأنه ونظامه (مستعدون لأي معركةٍ ستُفرَض عليهم)؟!.. مَن سيفرض عليهم المعركة؟.. الشعب السوريّ طبعاً. ولماذا المعارك؟.. لأنّ طلب الحرّية جريمة تستدعي استنفار وحدات الجيش والحرس الجمهوريّ والقوى الأمنية، أما استمرار احتلال الجولان فلا يستدعي تحريك أي ساكن!.. وهكذا، ينتشي الرئيس الوريث، ببصمة إبهامه الأيسر، التي يُسمّيها أغبياء النظام باسم: مجلس الشعب السوريّ؟..

أما موظّفو (القطاع العام) لحقوق الإنسان في سورية، فلهم نكهات أخرى!.. إذ يطلع علينا أحد الأمناء أو رؤساء منظّمةٍ حقوقية، ليقول: نحن نعلم كل شيءٍ يجري في سورية، فالمندسّون سبّبوا كل الجرائم الحالية، وإنّ أجهزة المخابرات لا تمنع سيارات الإسعاف من نقل جرحى المظاهرات، والعصابات المسلَّحة القادمة من خارج البلاد، هي التي تنصب الكمائن لجنود الجيش وضباطه، فتقتلهم، ولا صحّة لأخبار الطوق الأمنيّ حول بانياس أو درعا!.. فما أحلى حقوق الإنسان في سورية، وما أظرف معظم نشطائها، الذين جعلوها ملكاً للقطاع العام، يشترك في ملكيّتها الشركاء المضاربون في كل مؤسّسات الدولة، الذين يُطلَق عليهم اسم: الأجهزة الأمنية!..

وسوم: العدد 921