مضرّة الصديق ، في العمل الحزبي ، خاصّة .. مَن يمارسها ؟

عبد الله عيسى السلامة

قال الشاعر:  

احذَر عدوّك، مرّةً            واحذَر صديقك ، ألفَ مَرّهْ 

فلربّما انقلب الصديقُ         فكان أعلَمَ بالمَضَرّهْ 

المنشقّون عن الأحزاب ، أصناف كثيرة ، من أهمّها : 

الأفراد : وهؤلاء تتحكّم بسلوكاتهم ،عناصر مختلفة ، في مقدّمتها : 

 الأخلاق الفردية : فهذه تدفع المرء ، إلى أن يكون صالحاً أو فاسداً .. شديد اللدَد في خصومته أو عداوته .. أو متّزناً عاقلاً ، محافظا على ماكان بينه وبين حزبه ، أو بعض أفراد حزبه ، من مودّة وعلاقة طيّبة ! 

الوعي العامّ والوعي السياسي : فالوعي ، ذاته ، كابح لِما يمكن أن يصدر، من المنشقّ عن حزبه ، من زلاّت متعمّدة ، أو أخطاء : يدفع إليها الحقد ، أو النكاية ، أو تحقيق الذات بطريقة غير سويّة ! بينما تدفع قلّة الوعي صاحبها ، إلى التشهير بمن كانوا ، بالأمس القريب ، أصدقاء أو رفاق درب ! 

وقد عرف الناس ، نماذج كثيرة ، من المنشقّين عن أحزابهم ! بعض هذه النماذج ، يتحلّى بخلق حميد ووعي سديد ؛ فهو ينتقي كلماته بعناية ، حين يتحدّث عن رفاق الأمس .. وبعضها يدفعه حقده ، أو ضعف أخلاقه ، إلى الخوض في أعراض رفاقه الماضين ، وينال من سلوكاتهم ، ومن عقولهم ، ومن طرائقهم في التفكير.. ولا يترك نقيصة ، إلاّ ألصقها بهم ، أفراداً أو جماعة ! 

وما ينسحب على الأفراد ، ينسحب ، عامّة ، على الكتل المنشقّة ، التي تحاول أن تَظهر، في برامجها وأدبياتها ، أنها أفضل من الحزب ، الذي كانت تنتمي إليه ، وأنها انشقّت عنه، لكثرة أخطائه .. أو سوء سلوك قياداته .. أو نحو ذلك ؛ ممّا يسيء إلى الحزب وأفراده !  

ومهما كان كلام المنشقّين ، الأفراد والكتل، صحيحاً، فإن ضوابط السلوك، تبقى هي هي !  

وسوم: العدد 921