ألا يشعر بالخجل من أنفسهم من ينصحون الفلسطينيين بالعيش تحت نير الاحتلال الصهيوني ؟

منذ أن سلم الاحتلال البريطاني البغيض أرض الإسراء والمعراج الإسلامية لعصابات الصهاينة على طبق من ذهب بعد الحرب العالمية الأولى ،وبعض الناعقين من المحسوبين على الإسلام والعروبة ينصحون الشعب الفلسطيني بالاستسلام للأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال البريطاني والقبول بمغتصب جديد جيء به من كل أطراف الدنيا ليحل بأرض ليست أرضه .

 ومع إعلان المحتل الصهيوني ما يسمى بقيام دولته ازداد نعيق الناعقين حتى انتهى إلى نعيق اليوم بعدما استقوى المحتل الصهيوني، وصال وجال في ظل خذلان عاني منه الشعب الفلسطيني عبر محطات متتالية آخرها محطة ما سمي بصفقة القرن ، وهي صفقة أريد بها طمس هوية الشعب الفلسطيني ، وطرده الممنهج من وطنه لتهويده .

والمثير للسخرية في نعيق الناعقين الذين يريدون لهذا الشعب الباسل البطل المرابط بأرضه  أن يتخلى عنها لمغتصبها ويعيش تحت الاحتلال عيشة ذل وهوان ، وهي فضلا عن كونها وطنه هي أيضا وقف إسلامي استأمنه عليه الله عز وجل، واستأمنته عليه الأمة الإسلامية سلفها وخلفها .

 والناعقون يحاولون إغراء شعب طيب الأرومة بحياة الذل والهوان  بديلا عن حياة العزة والكرامة  فيصير بعدما كان صاحب الأرض يصبح لاجئا عند من اغتصبوا أرضه .

ولا يحكم نعيق الناعقين منطق إذ لو  أن كل الشعوب التي احتلت أراضيها رضيت بما يشير به  هؤلاء الناعقون  اليوم من نصح سخيق على الشعب الفلسطيني لما تحرر شعب من تلك الشعوب.

ومعلوم أن الحرية والكرامة لا تعطى وإنما تنتزع انتزاعا ،لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة . ولا يوجد مسلم على وجه البسيطة يخير بين وطنه وبين الدنيا  وما فيها ، فيختار عنها بديلا  ، وصدق الشاعر أحمد شوقي إذ يقول :

كما صدق الصحابي الجليل خبيب بن عدي رضي الله عنه :

فبهذين الشعارين يحيى الشعب الفلسطيني المجاهد ، وبوعد الله عز وجل في سورة الإسراء يثق ، ولن يهزم شعب الله وليه إذا خذله الخاذلون ، أو حاول تثبيط عزيمته المثبطون ، وما ضاع قدس وراءه أشاوس ،ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.

وسوم: العدد 928