لا تقتلُوا المُروءَة بين الناس !!

أدباء الشام

في سنة 1880م ماتت ابنة ملك تايلاند غرقًا، فقد انقلبَ بها القارب ولكن لم يجرؤ أحد من حراسها على إنقاذها ،

لقد وقفوا جميعًا ينظرون إليها وهي تلفظُ أنفاسها في الماء،

لماذا...!؟

لأن القانون كان يقول :لمس الأميرة  عقوبته الإعدام 

مثل تلك القوانين تقتل المروءة بين الناس!

 لو أن سائق سيارة صدم أحد المارة وهرب،

وتركه صريعًا يتخبط بدمه ورأيته أنتَ فأبتْ أخلاقُك إلا أن تحمله وتنقله بسيارتك لأقرب مستشفى ومات في الطريق،

هل تضمن ألا يعاملوك كأنك أنت الذي دهسته ؟

أتراهم يتركوك

 *هكذا هم الناس يقتلون المروءة بين بعضهم !*

 الذي يستدين مالًا ثم يقرر أن يأكله على صاحبه إنما يريد من الناس ألا يمد أحدهم يده إلى الآخر،

والذي يطرق بابًا طالبًا الزواج فيحسن أهل البنت إليه ، ولا يكلفونه ما لا يطيق، ثم لا يعاملها بالحسنى ويظهر قبح أخلاقه إنما يريد من الناس أن يتعاملوا مع بعضهم على مبدأ من لا يتعب في المهر يسهل عليه الطلاق!

فكل من كان قد قرر أن يكون شهمًا مع خاطب بناته سيتريث لأن الخاطب قليل المروءة قد قتل شيئًا من مروءة الأب المتسامح!

 *أسوأ ما في الأفعال الخسيسة أنها تجعل الناس ينظرون إلى الخير على أنه مجازفة، وإلى المعروف على أنه انتحار!

الذى يقف فى الطريق لتنقله معك ثم يهددك ليسرق مالك أو سيارتك إنما هو يريد أن لا تقف مرة أخرى لشخص يحتاج أن تنقله ،

الذى يدق بابك ليسألك معروفا ثم يريد أن يسرقك يجعلنا نغلق أبوابنا دون الناس،

يحكى أن رجلاً كان يركب فرساً في الصحراء فوجد أعرابي  قد ارتمى على حجر من تعبه ، فنزل صاحب الفرس وأركب هذا الأعرابي ، وأخذ بلجام الفرس يجرها ...

فقال له: لا يليق بك أن تجرني

فقال له: أنت رجل مرهق

فقال له : إن كان لا بد، فأنا أمسكُ باللجام حفظاً لكرامتك

وعندما ناوله اللجام، هرب بها، فنادى صاحب الفرس عليه، 

 وقال له:

*إن سألوك عنها فقل أنك اشتريتها، ولا تُحدِّثْ أحدًا بما فعلتَ، إني أخاف أن تموت المروءة بين الناس!

وسوم: العدد 983