تونس أدخل إليها الإسلام الفاتحون فهيهات أن يطرده منها الفاسقون

طالعتنا وسائل التواصل الاجتماعي بفيديو من تونس سجل مظاهرة لمؤيدي الرئيس المستبد بالسلطة رفع فيها شعار يسيء إلى  الإسلام وإلى مشاعر أغلبية الشعب التونسي المسلم  يقول فيه السفهاء : " تونس حرة حرة والإسلام اطلع برّا " .

بداية نود أن نحيي أغلبية الشعب التونسي الذي عبر عن وعي كبير حين قاطع الاستفتاء المسخ الذي أراد الرئيس الحالم بالانفراد بكل السلطات  فرضه بالقوة عن طريق توظيف الأجهزة الأمنية ، وعن طريق تزوير النتائج التي فضحتها إقالات بالجملة لمن زوروه . ولقد كانت نتيجة هذا الاستفتاء المسخ شهادة على أن عموم الشعب التونسي متمسك بالمسار الديمقراطي الذي قدم من أجله تضحيات خلال ثورة ربيعه ، وهو مسار قوامه فصل السلطات التي يريد الدكتاتور الحالي تجميعها في قبضة يده على طريقة من سبقوه من رؤساء مستبدين  كانوا يوطدون لحكمهم بالقمع . ونربأ بالشعب التونسي المسلم أن يقبل المساس بدينه ، وهو دين أدخله إلى تونس فاتحون أبرار ، وهيهات أن يطرده منها فاسقون أشرار وهم عبارة عن طابور خامس علماني مستأجر تسخره العلمانية الغربية ، و تموله  أنظمة إقليمية ضالعة في الفساد والإفساد والتي رأت في ثورات الربيع العربي وفي المسارات الديمقراطية المترتبة عنها تهديدا  مباشرا لوجودها ، فلم تدخر جهدا في تمويل مشاريع الفساد والإفساد لضمان وجودها واستمراره أطول مدة ممكنة  .

والطابور العلماني في تونس الذي خرج في هذه المظاهرة  المناهضة للإسلام قد خيّل إليه أن الاستفتاء المسخ هو نهاية الأزمة التي افتعلها الرئيس المتعطش للاستبداد . وهذا الطابور هو من يرفع شعارات التهتك والاستهتار بالقيم الإسلامية ، فيدعو إلى الإفطار العلني في شهر الصيام ، وينادي بحرية الشذوذ الجنسي من مثلية ورضائية ، ويطالب بحق الإجهاض المترتب عن جرائم الزنى ، ويطالب بإلغاء ما شرع الله تعالى من أنصبة الميراث ، وهو الذي تزعم إناثه أنهن يتبولن واقفات كالذكور، ومن ثم تتساوى عندهن  أنصبة الميراث بناء على التبول وقوفا . إنه طابور نسبته في تونس يشار إليها بنسبة (صفر فاصلة ) وقد أثبت الاستفتاء المسخ ذلك ، ومع ذلك يرى الرئيس الذي يركب غروره أن هذه النسبة هي مصدر شرعيته المفقودة يوم أجهز على المسار الديمقراطي بتعطيل البرلمان ثم حله ، وبالجمع بين كل السلط في يده ، وبالتجاسر على جهاز القضاء من خلال توقيف رجاله الذين لم يرضوا بتسلطه ، وصار يخون كل من ينكر عليه استبداده ، ويواجهه بالتهديد والقمع ومصادرة الحريات .

وما يعنينا في هذا المقال أن الشرذمة التي خرجت في المظاهرة المسيئة إلى الإسلام  والى مشاعر الشعب التونسي المسلم ،ومشاعر مليار ونصف مسلم في العالم هو أن تونس التي أراد لها الله عز وجل أن تكون أرض إسلام منذ الفتح الإسلامي المبارك لا أحد من الفاسقين مهما كان يستطيع أن يطرد منها الإسلام ودون طرده منها خرط القتاد كما يقال .

وإذا كانت شرذمة الفسّاق قد رفعت شعار " الإسلام اطلع برا " فإن عموم الشعب التونسي المسلم يرفع يوميا شعار : " تونس حرة حرة ، وسعيّد اطلع  برّا "  وهولا محالة سيكون مصيره مصير سلفه الفار بجلده خاسئا  يوم اشتد وهج الثورة عليه ، وستبقى تونس حرة ودينها الإسلام رغم أنفه ورغم أنف شرذمته الفاسقة التي تريد تمرير فسادها على حساب الإسلام وهيهات أن يكون لها ذلك اليوم أو غدا أو ما بعدهما وللإسلام رجاله ونساؤه . ولا شك أن رفع هذا الشعار هو بداية العد التنازلي لاستئصال شأفة الاستبداد الذي خرج مطرودا ، ثم عاد من جديد  عودة الورم السرطاني الحبيث ، وذلك وفق أجندة خبيثة ماكرة أعدها الغرب العلماني ، ومولها أذياله من المفسدين في الوطن العربي .

المجد للإسلام والمسلمين ، والمجد لشهداء ثورة ربيع تونس  وأحرارها ، والمجد للمسار الديمقراطي ، والموت والعار والشنار للاستبداد والطغيان والفساد . 

وسوم: العدد 991