وهمت فخلطت وها أنا ذا أصحح

زهير سالم*

وهمت في مقالي السابق فخلطت بين المبدع الفرنسي فيكتور هيجو (1802- 1885) صاحب البؤساء, وبين المبدع الأمريكي "أرنست همنغواي" (1899 - 1885) صاحب "لمن تقرع الأجراس"... و "وداعا للسلاح"

ولكلا الرجلين في ذهني حكاية تهمنا في الظروف التي نعيش..

أما حكاية فيكتور هيجو الشاعر الفرنسي صاحب رواية البؤساء، وقصيدة "السنة التاسعة" التي ألفها بحق الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كنت أشير في مقالي إلى رسالته إلى كهنة الكنيسة الكاثوليكية، وهي رسالة تصلح في جوهرها لتوجه إلى الكهنة من كل الأديان، إلى أولئك الذين خاطبهم سيدنا يحيى أولا بقوله : يا أبناء الأفاعي توبوا توبة تليق بذنوبكم، وهي كلمة تستحق الكثير . ثم تابعه سيدنا المسيح على التسمية نفسه، ثم تابعهما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله "يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذائاب"

رسالة فيكتور هيجو إلى رجال الكنسية الكاثوليكية هي التي سأنقلها هنا اعتذارا عن خطئي وأشاركه رحمه الله تعالى الإرسال، قال لهم:

سنة 1850 في كتابه "خطاب عن قانون فالو"

"ها قد مر زمن طويل على تمرد الوعي الإنساني عليكم. وهو اليوم يسألكم ماذا تريدون مني؟؟

ها قد مرّ زمن طويل ، وأنتم تحاولون خنق الفكر الإنساني، ومع ذلك تريدون أن تكونوا سادة التعليم!! أنتم ترفضون كل شاعر، وكل كاتب، وكل فيلسوف، ولا تقبلون بأي مفكر !! أنتم ترفضون كل ما كُتب، وكلَّ ما وُجد، وكلّ ما حُلم به، وكل ما استنتُج، وكل ما وضح، وكل ما تخيله العقل، وكلَّ ما اخترعه العباقرة، وكنز الحضارات، وإرث الأجيال عبر الزمن ، والتركة المشتركة للمتنورين. ولو كان مخ الإنسانية أمام أعينكم، وتحت تصرفكم مفتوحة كصفحة كتاب، فإنكم سوف تحدثون فيه بعض الشطب.."

لا يعلم كثير من المسلمين أن فيكتور هيجو مات مسلما رحمه الله تعالى، لم يكن مثل الكثير من المفكرين والعلماء عدوا للإيمان ولكنه كان عدوا للكنيسة والكهانة والكهان...!!

أما أرنست همنغواي الأديب القصاص والمعلق الرياضي ...

فله خاتمة فاجعة طريفة يحكيها كتاب "الحرب الباردة الثقافية - من الذي دفع للزمار" وكيف حورب الروائي المبدع في أيام الحرب الباردة، لرفضه التعاون مع السي آي إية ..و كان في تعاونه هذا سيحظى بكثير من النجومية..رفض التعاون، فضيق عليه الأشرار سبل عيشه، وحورب في ذاته، وشدد على الأطباء أن لا يتعاونوا معه، حتى قضى منتحرا...سنة 1961

بودي أن أجد فرصة فأروي لكم الحكاية كما وردت في مصدرها فهي مفعمة بالتفصيلات التي تجعلك تذكر "ما حدا أحسن من حدا.." ولله في خلقه شؤون..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 997