مهنتنا مهنة الرسُل

د.عثمان قدري مكانسي

أحمد الله أنني كنت وما أزال معلماً ،

كنت بين الفينة والأخرى أفكر في ترك مهنة التعليم لِمَا يصاحبها من تعب ومشقة وراتب يكاد يفي بالمطالب الرئيسية للحياة ليس غير، ولأن المدرس يبقى حياتَه كلها مُعَلـِّماً.

بيد أني كلما عزمت على ذلك عطفني عليها حوادث عارضة تدل على مكانة المعلم بين تلاميذه ، وتنبهه إلى رسالته السامية، ولعلي أذكر بعضها مما علق في ذاكرتي السبعينية.

دمعت عيناي ، وخفق فؤادي واحتضنه قلبي وضمته يداي وصدري من جديد ...

– استاذ عثمان – هنا! ، ما أورع اللقاء الفجائي يا أستاذي، وما أجمله ! منذ تركت ثانوية دبي لم أرك ، لكنك في قلبي ووجداني .

هذا غيضٌ من فيضِ مهنة الرسل والأنبياء صلوات الله عليهم. ولو أردت أن أستفيض لملأت كتاباً ، ولا شك أن إخواني الاساتذة مرَّ بهم مثل هذا وأكثر، فنحن جميعاً على هذا الدرب القويم .

ولعل بعضهم حين يقرأ خاطرتي هذه يسارع إلى ذاكرته الغنية بهذه المواقف ، لينثر بعض ما في كنانته.

أخوكم عثمان.

وسوم: العدد 1012