ثورة الحرية مستمرة (في الذكرى الثانية عشرة للثورة السورية)

أخوان سورية

#بيان_رسمي

#إخوان_سورية

بسم الله الرحمن الرحيم

في ذكراها الثانية عشرة ما زالت الثورة السورية تسير في درب الحرية، وجمرها ما زال متقداً في قلوب وذاكرة ملايين السوريين، وآمالها بالنصر كبيرة رغم الآلام وعمق الجراح.

أيها السوريون الأحرار..

لقد بذلتم الغالي والنفيس، وصبرتم وصابرتم، وهاجرتم في سبيل الله لنصرة ثورة هي من أنبل الثورات في العصر الحديث، ودفعتم ثمناً غالياً من الدماء والأرواح، وذقتم طعم الحرية، ولا عودة لكم لمملكة الخوف مرة أخرى، ولا لأسياد الإبادة والاستبداد.

لقد أراد النظام تدميركم وكسر إرادتكم، ولا أحد على مرّ التاريخ نجح في إنزال الهزيمة بالشعوب، إذ لا يكاد يكسب معركة إلا وتقوم الثورة مرة أخرى بظروف أعقد وأشدّ حتى يأذن الله بأمره، وما حدث في الأعوام الاثني عشرة الماضية هو الفصل الأول في نضال طويل وعظيم، والفصل الثاني قادم على الطريق لاستكمال الربيع المزهر بإذن الله.

يا أبناء سورية الكرام..

تريد بعض الدول والجماعات والأحزاب التطبيع مع بشار الأسد لمصالح يرونها معه، لكننا -نحن السوريين- لنا مصالحنا أيضاً ولنا دماؤنا وأعراضنا ووجودنا، وقد عانينا لمدة نصف قرن من العائلة الأسدية التي شكلت نظاماً أبدع في صناعة الموت وحمى القتلة والمجرمين من العقاب، بل نرى في تعويم النظام السوري، وصفة جاهزة لعدم الاستقرار في المنطقة ومصدراً للجريمة، ومخدرات الكبتاغون، ونرى كذلك أن المحاولات التي يبذلها النظام وحلفاؤه لتوظيف معاناة الشعب السوري من الزلزال الذي ضرب المنطقة مؤخراً، تستهدف جلب الأموال الخارجية تحت شعار المساعدات الإنسانية لتمويل مؤسسات القمع واقتسام ثروات البلاد. ومن يعرف التاريخ جيداً يعلم أن النظام لا يملك أي حل سياسي ينفك فيه عن إيران مقابل التطبيع معه.

أيها السوريون الأحرار..

تتعرض جميع الشعوب في مرحلة وأخرى من تاريخها إلى هزات وطنية داخلية، لكن الشعوب التي تُظهر الجرأة على مواجهة مشكلاتها بروح الجدّية المسؤولة هي التي تستطيع أن تأخذ العبرة منها وتتجاوزها، وهذا يدفعنا لأن نتابع جهدنا -لا نقيل ولا نستقيل- بكل إمكاناتنا وإمكانات المخلصين من أبناء هذا الوطن لإزالة دولة الإبادة والاستبداد، والانتقال السياسي المنشود في سورية الموحدة مهما طال الزمن.

وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص عزائنا لضحايا الزلزال الأخير الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركية، ونسأله تعالى أن يتقبل الشهداء ويكتب الشفاء للجرحى والمصابين، ونعاهد شعبنا على أن نبذ كل ما في طاقتنا لنجدتهم والتخفيف من مصابهم، ونسأل الله الرحمة لشهداء سورية الأحرار في ظلال ثورة العدل والحرية والكرامة الإنسانية.

وموعدنا غداً في وطننا مع سواعد الشعب السوري، والأمل المعقود بالله تعالى تحت ظلال هديه الحكيم: ((فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير)) (هود-١١٢)..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

٢٣ شعبان ١٤٤٤ه‍

١٥ آذار ٢٠٢٣م

وسوم: العدد 1023