سياسة تبادل الأدوار والحكومة السرية التي تقود العالم

م. هشام نجار

أعزائي القراء…

في 3  تشرين الاول / أكتوبر 2015، وقبيل حادثة اسقاط الطائرة  الروسية، كانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت بأن القوات الجوية التركية اعترضت طائرة روسية اخترقت المجال الجوي التركي فوق ولاية هاتاي، وجرى اعتراضها بطائرتي إف-16 في ظهر ذلك اليوم، قاتجهت الطائرة الروسية على أثر ذلك نحو الأجواء السورية المحتلة . وعلى اثر ذلك استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الروسي لإبلاغ احتجاجها وصرحت بأن روسيا ستكون مسؤولة عن أي حوادث قد تقع في المستقبل.اعترفت وزارة الدفاع الروسية بوقوع الاختراق وقالت إن طائرة من نوع سوخوي سو-30 اخترقت الأجواء التركية لبضع ثوان بسبب الطقس السيء.

ولكن  تكرر الاستفزاز الروسي مرة اخرى فبتاريخ  24 تشرين الثاني / نوفمبر 2015 . فقد أعلنت تركيا أن سلاحها الجوي أسقط مقاتلة روسية من طراز سوخوي 24 بعد أن انتهكت الأخيرة أجواءها رغم إنذارات متتالية لها ،

وأوضحت أنقرة أن إسقاط المقاتلة الروسية لم يكن إجراء ضد أي دولة، لكن ذلك كان خطوة لدفاع تركيا عن سيادة أراضيها. 

توتر الجو على اثر ذلك بين تركيا وروسيا ، وكان لابد لتركيا  وهي تملك عضوية الناتو  آن تلجآ لحلفائها لوضع حد لهذه الاستفزازات ، ولكن كان رد حلفاء تركيا الاهمال المتعمد ، فقد  أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسحب منظومة صواريخ باتريوت من تركيا ولكن بلغة اعلامية دبلوماسية افادت انها قد تعيدها اذا تطورت الاوضاع ،

ماذا يعني ذلك ؟ 

هل هو إشعار بتخلي الولايات المتحدة والناتو عن الالتزام بحماية الحليف التركي ؟

وهل بالتاريخ الحديث حالات مشابهة لتخلي امريكا عن حلفائها في اللحظات الحرجة للروس او  للسوفييت ؟ 

وهل هذا التخلي يشمل على الاغلب دولاً عربية واسلامية بناءاً على توافقات دولية ؟

الاجابة على هذه التساولات: بنعم .

 فتجربة مصر في عهد  الرئيس عبد الناصر  والذي كان اهم اهتماماته بناء السد العالي، وبعد انتهاء الدراسات وتقديمها للبنك الدولي وموافقته عليها ضغطت الولايات المتحدة على البنك بمنع تمويل بناء السد ، مما  يعني ان  تتجه مصر الى السوفييت لبناء هذا السد الحيوي ، ويبدو ان ذلك حصل بناء على اتفاقات سرية بين الجانبين السوفيتي والامريكي .

هل هناك امثلة اخرى ؟

نعم .

فبعد تحقيق صمود متميز للعراق ضد التمدد الايراني في المنطقة العربية بمساعدة امريكية، دفعت امريكا بطريقة غير مباشرة الرئيس صدام حسين للدخول إلى الكويت بعد استفزازات مقصودة من قياداتها ، ثم شنت امريكا الحرب على العراق وسلمته لاعدائه واعداء الامة العربية من ملالي طهران .

هل هناك امثلة اخرى ؟

نعم وهو مانشاهده اليوم  من التظاهر بوقوف امريكا في دعم الشعب السوري بينما هي من سلمت سوريا للروس ، واستكمالاً لهذا التلون دفع دول الخليج للحضن الصيني الروسي  باستفزازهم بشكل واضح واعادة الجزار اسد لحضن الحكام العرب بينما كانت ومازالت تدعي عداوته. كل ذلك تم  بضوء اخضر امريكي   لقاء مكاسب لم يعلن عنها بشكل صريح حتى الان.

نعود الى تركيا .

إن إهمال دعم حليف قوي في حلف  الناتو وهو تركيا اجبرها بالنهاية ان تتجه لمصالحة روسيا ثم عقد اتفاقيات ذات مصالح متبادلة بينهما .

مما يعني ان الضغوط الامريكية والغربية على  تركيا اجبرها  على سلوك هذا الطريق،  تماماً كما فعلت الولايات المتحدة بحلفاء سابقين لها .

انها سياسة تقاسم  دول العالم لاخضاعها بالتبادل للطرفين وهذه السياسة ترسم من قبل الحكومة العالمية السرية الماسونية-الصهيونية  والمسيطرة حتى على قرارات الدول الكبرى ، وذلك لابقاء سيطرتها مستمرة على العالم . وقبل ان انهي مقالتي اذكر بان النظام الشيوعي في بدايات القرن الماضي في روسيا وبقيادات معظمها يهودي كان بدعم من الحكومة الماسونية- الصهيونية السرية ، وهذه الحكومة هي نفسها من سحب الدعم عن الشيوعية فاسقطتها ، واليوم تحاول إعادة النفوذ الروسي - الصيني في لعبة كبرى لتبادل الادوار لتبقى السيطرة لهذه الحكومة السرية التي تحاول ان تنفذ اجندتها التخريبية في العالم  ومحاولتها بكل الطرق البيولوجية والسياسية والعسكرية تخفيض عدد السكان حتى ينتهي الامر لها .

فهل تنجح ؟

وسوم: العدد 1033