عناوين إشكالية طالعتنا بها أخبار 24-4-2025

زهير سالم*

الأولى...

السيد رئيس الجمهورية، يعزي بوفاة البابا فرنسيس، التعزية بالشخصيات العامة سلوك اجتماعي حضاري مقدر. وتقول برقية السيد رئيس الجمهورية : إن البابا فرنسيس وقف إلى جانب الشعب السوري ودعم نضاله...!! الرئيس الشرع أدرى بما يقول. فقط أريد أن أقول لنا وليس له: هو يتكلم من موقع الشجي وأنا أتكلم من موقع الخلي...!!

القضية الثانية: وفي العراق تشبيح

 شبكة من شبيحة العراق المسيطرين منذ الاحتلال الأمريكي، تتربص بمشاركة السيد رئيس الجمهورية العربية السورية، في القمة العربية في بغداد، وتتوعد باعتقاله إذا حضر .. قد تبدو المشكلة مشكلة بينية عراقية- عراقية!!

أنا أراها كذلك مشكلة عراقية- عراقية. ومشكلة عراقية - سورية، فالرئيس أحمد الشرع يمثل الجمهورية العربية السورية. وهي مشكلة عراقية- عربية، فكيف تنعقد القمة العربية في عاصمة تسيطر عليها أذرع نظام الولي ذات المخالب والأنياب!!

لا أمل في قمة يجتمع أقطابها تحت سطوة الولي الفقيه!! بعض الناس يرون أن الحل بأن يمثل السيد وزيرُ الخارجية سورية في قمة بغداد، نحن لا نتحدث عن محلل، ولكن نتحدث عن سيادة العراق، ووضوئه وطهارة القائمين عليه من الحدثين...تلك هي القضية، لعلكم توافقون.

القضية الثالثة: رسالة اتحاد الناشرين السوريين بترخيص المطبوعات...

بغض النظر عن الشكل السيء الذي صدر فيه تعميم اتحاد الناشرين، بما فيه من أخطاء لغوية ونحوية وإملائية وأسلوبية.. والذي يقضي بضرورة حصول الناشرين السوريين، أو على الأرض السورية، على موافقة اتحاد الناشرين!! قبل النشر، واستدراك ما تم نشره خلال الأشهر الماضية...

أعود إلى نفسي وأنا أؤكد على تمسكي بأعلى سقف لحرية التفكير والتعبير والتأليف والنشر والتوزيع.. أعود إلى نفسي هل هذا يقتضي أن تكون سورية الجميلة على مستوى التأليف والنشر والتوزيع "حارة كل مين إيد إلو" وبكل الجرأة أقول: ليس من السهل عليّ أن أجيب. بل لن أجيب. والجواب يقتضي تفكيرا عميقا، ودراسة أبعاد المسألة من أطرافها، واستحضار تجارب دول حيوية قريبة، ودراسة قوانينها. والتسامي قليلا فوق سقف الأدلجة، سأتساءل حالا عن هوية الرقيب، وثقافته عمقا ومساحة واستشرافا,,,

وتحسبونه هينا...!!

سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، خال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين رشحهم سيدنا عمر رضي الله عنه لإمرة المؤمنين، اعتزل الفتنة التي جرت بين بعض الصحابة في يومي الجمل وصفين، وكان يقول: أعطوني سيفا إذا ضربت به المؤمن نبا، وإذا ضربت به غيره قطع؛ وأسمع كثيرا من الناس يسهلون الاصطفاف، ويعتبرونه من حق اليقين!!

وبينهن أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، وأنا أقول بين حرية الفكر وفوضى النشر خيط دقيق، بل مهامه فيح...

لعلكم تتفكرون...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1124