قرار الرئيس الشرع التغيب عن قمة بغداد
قرار الرئيس أحمد الشرع التغيب عن قمة بغداد قرار عابر، وهو من صلاحية الرئيس، وغياب الرئيس عن أول قمة عربية تعقد في عهد الثورة الميمون، ينشئ غصة في حلوق كثير من السوريين، ولكن الاعتبارات التي اعتمد عليها القرار بأبعادها الأمنية أولا تستحق المراعاة..
ما سأكتبه هنا مجرد وجهة نظر…
وهذا العراق الحيوي في منطقتنا، والمتغير علينا منذ ربع قرن، هو عراق بريمر.. الذي هو الولي الفقيه..
ولا نريد لسوريتنا بأي حال أن تكون كذلك.. ولا أن تخاف من ذلك أيضا..
إن التهويش الذي صدر عن بعض القوى المبرمجة التي تحدث عنها يوما المثل الروسي، يداس الذيل في موسكو فيعوي صاحبه في دمشق، يمكن بكل بساطة أن يعاد التمثل به، يداس الذيل في "قم" فيصدر العواء في بغداد..آه ثم آه على بغداد
وهذا العواء لا يجوز أن يهمل، ولا يجوز أن نبالغ في تقديره..كما قد يفعل بعض الناس، ولو صار الحجر مثقالا بدينار!!
ورسالة واحدة من الأمانة العامة للجامعة العربية، أو من بعض القادة العرب تكفي: إن لم تكن بغداد آمنة لكل القادة العرب، فهي لا تصلح لاستضافة القمة!! وحتى يستطيع الساسة العراقيون أن يصلحوا حال بغداد حتى تكون عربية، وتستضيف القمة العربية، يُعلق عقد القمة العربية فيها.. فلا معنى لعقد قمة عربية بحماية حراب الولي الفقية، ولا على وقع نباح كلابه..
رسالة ثالثة ولا بد منها..
كنا درسنا في علمي الفيزياء والكيمياء معا، أن بعض المعادن بطيئة النقل للحرارة، ضعيفة القدرة على التوصيل، وأظن بل أعتقد بل أجزم أن بعض القوى العراقية وكذا اللبنانية المجتمعية، كانت أضعف من تلك المعادن، في استيعاب المتغير الجيوسياسي الذي حصل على أرض الشام..
لا يمكن أن تقاوم نفوذ "الآقا" وأنت تتعشى على مائدته..، ومحرج مني الزيادة، فإني أعلم ما يعلمه منكم الكثيرون..
والرسالة الرابعة…
إن ذوبان القوى العراقية الصادقة في كير المحنة، وتشظيها، وغياب ملامحها، يحدث خللا بينا في موازين "الستاتيك" المجتمعي في منطقة يعبث بها العابثون!! وإذا سألتني اليوم أو سألتك من هي القوى الحقيقية اليوم على أرض العراق التي تمثل العراق ووزن العراق، لما انطوى كفي وكفك على غير ريح…
ستة أشهر اليوم على تغير الكتلة المغناطيسية في الشام، وما تزال بوصلة بعض الناس في العراق ولبنان تؤشر إلى "قم" ليتهم حفظوا من ابن العميد "أيها القائم بقم قد عزلناك فقم"
نعم قد عزل المتغير في الشام القائم في قم، لعلكم تتفكرون!!
ولا أكتمكم ومع أنني شامي الهوى إلا أنني اعتقدت دائما أن شارع المتنبي في بغداد الأكثر تنوعا.. وأن العراق ينبت الشعراء كما ينبت الماء البقل، وأن العراق، الموصل وبغداد والفلوجة والكوفة والبصرة تعني في عالم الأمة الكثير..
ويؤلمني أن أقول إن الحضور العراقي الفاعل على مستوى الأمة منذ ثلاثة عقود تقريبا زال فكأنه ما كان..
لأمر ما، وتعني لأمر جليل وخطير، اختار الله سبحانه وتعالى، رسوله يتيما!!
إن أي قوة سياسية لا تستطيع أن تدافع عن وجودها في حضرة اليتم، لا تستحق الوجود. ولا أدري ما هو رأي المحدثين بحديث "نعم الإدام الخل" ولكن إن لم تصححه فلا تضرب على العمل السياسي بابا، فكيف وأنت تريد أن تتصدر المحراب..؟؟!!
أولوية العراقي بغداد، وأولوية الشامي دمشق والقدس وغزة والعريش، وأولوية المصري الأزهر والفسطاط..
وأفتح عيني على كثير ممن حولنا في دار هجرتنا، فأتأدب في حضورهم، وأصغي لحديثهم، وأستفيد من درسهم، ثم إذا اجتمعوا على أمرهم كانوا مثل أشعة القوى المتعاكسة يلغي بعضها بعضا!!
وأظل أسأل: وينهم!!
قال لي قوم: إنهم انشغلوا بشأن غيرهم..
وأنشد لي آخرون: يسقط الطير حيث ينتثر الحَبُّ
هل حصل هذا حقا، هل ننشد مع السياب:
وفي العراق جوع … وجوع الكرامة أقسى!!
أتمثل درس العراق فأبكي وألتفت إلى الشام فأخاف..
لا بد للأوطان من حصن ودرع ورأس رمح..
فيا حيهلا بمن أراد أن يكون
وسوم: العدد 1126