كلام سوي لا بد له من حامل إلى فضيلة الشيخ سلامة عبد القوي.. رفقا ثم رفقا

زهير سالم*

فضيلة الشيخ سلامة عبد القوي، عالم أزهري مصري، بعمامة عثمانية، ووجه بشوش، وبخطاب إشكالي… يستمر مريره..

ليس لنا .. أو لي اعتراض خاص على طروحات فضيلة الشيخ سلامة، لا في مضمونها ولا في شكلها. وإن كانت أكثر مداخلات أو فيديوهات الشيخ سلامة، تخوض فيما يسمى المعارك البينية، بينه وبين بعض النظراء. والشيخ سلامة أدرى بما يقول، وأدرى كيف يقول..

لم أكتب هذا التبصرة إلا بعد أن نبهني أكثر من ولي حميم، أن كلام الشيخ سلامة قد يحسب على بعض من هم عن خطابه غافلون…

والذي يهمني من أمر الشيخ سلامة أنه عالم مصري أزهري من العلماء المحسوبين على مرحلة الرئيس الشهيد محمد مرسي، رحمه الله تعالى، وهذا ما يجعل بعض أبناء الصف السوري يحذر ربما من اختلاط الأوراق، فيعلق بعضهم تدوينات أو تسجيلات الشيخ سلامة بأعناق آخرين.

والذي زاد الموقف حساسية، أنني منذ زمن ليس باليسير بدأت أتابع للشيخ سلامة تسجيلات تنال من العهد الجديد في سورية، ومن سيادة الرئيس أحمد الشرع بشكل خاص..

متكئا على ما يسميه الموقف من الولايات المتحدة، ومما يحصل في غزة وفي فلسطين..

لن أغفل عن ذكر انني كنت أتابع مواقف مشرفة للشيخ سلامة من نظام الأسد ومن جرائمه يوم كان..

ولكنني اليوم أريد أن أقول للشيخ سلامة.. رفقا ثم رفقا..

لن أناقش الشيخ سلامة موقفه، ولاسيما حين أسمعه ينتقد كلمة شكر دبلوماسية يوجهها سيادة الرئيس أحمد الشرع للرئيس ترامب لأنه رفع العقوبات عن خمسة وعشرين مليون سوري..!!

أنا أعلم أنهم في جامعة الأزهر يدرسون علم الجدل.. وبالتالي فلا طاقة لي على الخوض.. فيما ليس لي من حقيقته إلا بعض الشميم.

فأنا لو قلت للعالم الفاضل: إن سيدنا عمر رضي الله عنه، قبّل رأس سيدنا عبد الله بن حذافة السهمي، وأمر من حضر مجلسه من الصحابة بتقبيله، لأن سيدنا عبد الله بن حذافة قبل رأس قيصر الروم، مقابل إطلاق سراح العشرات من أسرى المسلمين؛ أفلا يغفر للسيد الرئيس أحمد الشرع، أن يوجه كلمة شكر للرئيس الأمريكي وهو يبادر برفع الحصار عن أكثر من عشرين مليون من المسلمين السوريين!!

ولا أدري بم سيجيبني فضيلة العالم الأزهري، حسب قواعد علم الجدل، إذا ذكرته بقاعدة سيدنا علي رابع الراشدين، وهو يحتمل في جيشه، قتلة ثالث الراشدين!! يقول عن أولئك القتلة المجرمين: يملكوننا ولا نملكهم..!!

إن إصرار فضيلة الشيخ على دمج الواقع السوري، بالواقع الفلسطيني، والواقع الغزاوي بشكل خاص، والحال في سورية المنهكة، هو الحال في غزة المؤودة، هي عملية تفتقد إلى الكثير من فقه الأولويات، وفقه المصالح والمفاسد، الذي هو صدر فقه الموازنات..!!

أحب أن أختم بتثبيت الاحترام والشكر لفضيلة العلامة سلامة عبد القوي..

واحترام حرقته على أحوال أهلنا في غزة، وننضم إليه في إعلان هذه الحرقة..

ولكن كل الذي نرجوه أن يتوقى أكثر من أن ينضم إلى طابور بقايا الأسد تحت أي عنوان..

أنهي إلى الاخ العالم أن ترداد لقب "الجولاني" كما ما زال يفعل في تسجيلاته الأخيرة، لا يلعب عليه هذه الأيام غير فريق من الناس، لا يسرني أن أصفهم لك أخي .. ولا يسرك أن تكون في أي حال منهم..!!

وإذا أحببتَ ذكرتك أن الولايات المتحدة التي تدعو إلى نبذها، قد رصدت عشرة ملايين دولار برأس ذلك الجولاني، وهي لم ترصد برأسي ولا برأسك يا أخي شروى نقير..!!

أحب أن أنهي إليك يا أخي أننا نتمنى لأهلنا في مصر كل الخير والصلاح والرشاد، وننتظر منك مثل ذلك. في سواد الشعب السوري، ونحن منه، ما زلنا نرى في النصر الذي تحقق في سورية نصرا لجمهور السوريين. نرى فيه نصرا نتمسك به وندفع عنه… ونسأل الله فيه.

وما زلنا نأمل في الرئيس أحمد الشرع أملا نرجو الله أن يعينه على تجاوز إكراهاته بكفاءة ونجاح…

أكتب هذا الكلام دفاعا عن الحقيقة الكبرى، وتحريرا للبيان لئلا يخلط أحد علينا الأوراق..

ودائما كان قولنا: البيان يطرد الشيطان..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1127