“شعب واحد فاشية واحدة”.. بعد طرد “أفضل أعضاء الكنيست”: للنفاق حدود

جدعون ليفي

المعارضة في إسرائيل تخوض معركة شرسة. استقال غادي آيزنكوت من المعسكر الرسمي. الأكثر إثارة استقالة نتان كهانا. التيجان عندنا تتساقط تباعاً. صافرة الإنذار الوحيدة التي تطمئن، اوريت فركش هكوهين، ما زالت قائمة. مع من سيذهب آيزنكوت؟ توقف النفس. هل سيرتبط الوعد التوراتي الشامل بنفتالي بينيت أو يئير لبيد؟ مصير إسرائيل يلفه الغموض.

لكن قبل يوم من الانسحاب الدراماتيكي، ظهر الوجه الحقيقي للمعارضة. لجنة الكنيست صادقت على طرد أيمن عودة. 13 صوتوا مع، من بينهم أعضاء في “يوجد مستقبل” و”المعسكر الرسمي”. بنينا تمنون أبحرت مع ليمور سون هار ميلخ، وسيمون دافدسون سارت إلى جانب موشيه سعادة. شعب واحد وفاشية واحدة. لم يقف ولو عضو كنيست يهودي ضد الخطوة القومية المتطرفة المثيرة للاشمئزاز -إقصاء العرب- ولو واحد.

قال لبيد إن هذا شخصي. وحسب رئيس الليبراليين في إسرائيل، عودة مؤيد للإرهاب بشكل شخصي، وليس بشكل جماعي. المصوتين لحزب لبيد الحقير، فهذا يعتبر مكسباً. يمكنهم مواصلة الشعور بالرضى عن أنفسهم. المتنورون مقابل المتوحشين. الليبراليون مقابل الظلاميين. ماذا أفضل من ذلك، “يوجد مستقبل”. لم نتوقع شيئاً من “المعسكر الرسمي”. ما شأنهم بالديمقراطية؟ هي جيدة للمظاهرات في كابلان. ولكن في وقت الاختبار، لا يوجد عضو يهودي في لجنة الكنيست ديمقراطي. عودة ليس بحاجة إلى الدفاع. هو من أفضل أعضاء الكنيست المثيرين للانطباع، ومن أكبر الديمقراطيين بينهم. من يحارب مثله ضد الاحتلال، ديمقراطي. ومثل هؤلاء قلائل في الكنيست. أي سياسي مبتدئ يعرف أن طرد أيمن عودة هو المقدمة لطرد جميع الأحزاب العربية من الكنيست. بعد ذلك، نزع حق التصويت للمواطنين العرب. هذه هي الخطة، اليمين يقودها بتصميم، والمعارضة الوضيعة تنفذها.

لتزيين الضم، هم يحاربون أصل كل الشرور، نتنياهو ومبعوثه ياريف لفين. هما اللذان يدمران الديمقراطية الوهمية، التي تحارب معارضة جلالتها حتى نقطة الدم الأخيرة لها من أجل روحها. لكن ديمقراطية الديمقراطيين المزيفين في المعارضة غير موجودة. دمروها قبل سنوات، في بداية أيام الاحتلال، أكثر بكثير من لفين. لا توجد ديمقراطية في الفصل العنصري ولن تكون. وعندما يكون اختبار آخر للديمقراطية في إسرائيل، وحرية التعبير للمنتخبين، فالمعارضة تفشل فيه بشكل مشين.

 الذين صوتوا أول أمس مع الطرد، لا يمكنهم التظاهر ضد الانقلاب النظامي. هم أنفسهم ساعدوا في هذا المس بالديمقراطية. “نزع حقوق الأقلية على خلفية قومية متطرفة”.

 للنفاق حدود. هذا أسوأ من إلغاء ذريعة المعقولية. خُمس مواطني الدولة لن تكون لهم حقوق إلى الأبد، وهذا لن يكون بفضل الأشرار نتنياهو ولفين وأمثالهما، بل بفضل “الأخيار” لبيد وبني غانتس وأمثالهما. هم الذين سيمكنون من ذلك. لا فائدة من المبالغة في الحديث عن غبائهم السياسي. أصوات العرب فرصتهم الوحيدة للوصول إلى الحكم. كل ذلك من أجل الغمز لقاعدتهم بأنهم لا يحبون العرب في الفترة الأخيرة، وبالأساس منذ 7 أكتوبر، حيث لا يوجد بينهم أبرياء كما هي الحال في قطاع غزة.

 هكذا هي المعارضة الخاوية في إسرائيل، تتمادى في استخدام الخداع الذي لن يقودها (ويقودنا) إلى أي مكان. ماذا لو انضم آيزنكوت إلى بينيت، وفازا في الانتخابات؟ ما الذي يمكننا توقعه أصلاً؟ كلاهما غير ديمقراطي، ويؤيدان استمرار الاحتلال والفصل العنصري مثل اليمين بالضبط. والآن أيضاً يؤيدان نقل الاحتلال إلى داخل حدود إسرائيل السيادية على شكل إقصاء العرب.

يا لها من ديمقراطية! يا لها من معارضة! هناك ما نطمح إليه في أيام النور ما بعد نتنياهو.

وسوم: العدد 1128