المرأة والأسرة

د. حامد بن احمد الرفاعي

د. حامد بن احمد الرفاعي

يقول الله تعالى:"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر."

يقول صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته،فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في أهله راع،وهو مسؤول عن رعيته،والمرأة في بيت زوجها راعية،وهي مسؤولة عن رعيتها،والخادم في مال سيده راع،وهو مسؤول عن رعيته،والولد راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته،ألا وكلكم راع ألا وكلكم مسؤول عن رعيته"بما تقدم يجلِّي الإسلام للناس شمولية منظومة المسؤولية في نهجه..ويؤكد التكامل المنصف بين مسؤوليات الرجل والمرأة..وأن المرأة منبت الإنسانية،وينبوع حنانها،وصمام أمانها..والأسرة مصدر بناء مؤسسات المجتمع..بل هي قلعة الأمن القومي للمجتمعات..وعُظِّمت مكانةُ المرأة والأسرة في أقوال جليلة منها:

النساء شقائق الرجال / محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق/حافظ إبراهيم.

الأمومة أعظمُ هبةٍ خَصَّ الله بها النساء / ماري هوبكنز.

إني مدين بكل ما وصلت إليه وما أرجو أن أصل إليه إلى أمي الملاك/لينكولن.

ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم/شكسبير.

 إذا قامت الأسرة السليمة أمن المجتمع وسلم /كونفوشيوس.

الصبي أمانة عند والديه،وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة،وهو قابل لكل نقش،ومائل إلى كل ما يُمال إليه..فإن عُوّد الخير وعُلّمه نشأ عليه،وسعد في الدنيا والآخرة،وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب..وإن عُوّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك،وكان الوزر في رقبة القّيم عليه والولي له..وقد قال تعالى:"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وألهيكم نارًا وقودها الناس والحجارة"الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله..ولكن..هل المرأة والأسرة اليوم كذلك في مكانتها ودورها في حياة الأمم..؟وهل هي كذلك في مكانتها وفاعليتها في حياة مجتمعاتنا المسلمة..؟بكل تأكيد مكانة المرأة والأسرة بحاجة إلى مزيد من الجدية في تفعيل مسؤولياتها في المجتمعات..في عام 2000م زارنا في جدة وفد نسائي أمريكي برئاسة السيدة جينا أبركرومبي مستشارة الرئيس بيل كلنتون..ورئيسة شؤون الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي..فقالت السيدة جينا:حاولنا فهم مسألة المرأة في الإسلام مباشرة فلم نفلح..وسألنا من حولنا من المسلين فجاءت الأجوبة غير متسقة..فأردنا المجيء للمنطقة لنقف بأنفسنا على حقيقة الأمر..ومعاليكم ممن رشحوا لنا لنلقاه بهذا الشأن..فما هو ضع المرأة في الإسلام من فضلك..؟قلت:الجواب عندي بكلمة واحدة..وإلا فتحنا الملفات..قالت:وما هذه الكلمة..؟قلت:أنتم شطبتم الأسرة من مؤسسات المجتمع..ونحن لا نزال نتمسك بالأسرة وحدة أساس من وحدات المجتمع..بل هي عندنا الركن الأمتن في أمننا القومي والسيادي..وهذا هو مصدر التمايز بيننا وبينكم بشأن مكانة المرأة..قالت:هل تريدني أن أترك مجلس الأمن القومي وأعود إلى المنزل..؟قلت أليس هناك من خيار آخر..؟قالت:وما هو..؟قلت:التكامل بين مسؤولياتك في البيت ومسؤولياتك في المجلس..قالت:ولكن كيف..؟ودخلنا في حوار..وفي الختام قالت:الآن تفهمت رؤيتكم بدقة بشأن المرأة وسأنقل ذلك بدقة للإدارة الأمريكية..وبعد شهر تقريباً كتب السيدة هيلاري كلنتون في مقالها الأسبوعي في جريد العرب نيوز السعودية( صفحة 16 العدد:109تاريخ 16 مارس2000) تقول:"آن الأوان لنا في أمريكة لنقيم علاقة توازن بين واجباتنا في الأسرة وباقي مؤسسات المجتمع" تفاصيل الحوار في كتابي (الإسلام وتكريم المرأة) وهو متاح مجاناً(+ 966 563 521 327).