اليوم العالمي للغة العربية ومسؤوليتنا

زاهد عبد الشاهد

زاهد عبد الشاهد

[email protected]

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

الجامعة الإسلامية العالمية،إسلام آباد

أبدأ مقالي اليوم بقول أبي منصور الثعالبي الشهير في مقدمة كتابه "فقه اللغة وسر العربية" :"من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها".

اللغة العربية من أقدم اللغات في العالم وأغناها  وتمتاز اللغة العربية بخصائص ومزايا قلما تجدها جامعة في لغة أخرى فهي لغة الصوت والصورة وأكثرها مفردات وتعبيرات وأمثال وحكم وتراكيب،وكفاها شرفا أنها لغة القرآن الكريم والرسول.

لكن مجرد الحديث عن اللغة العربية وفضلها ومكانتها دون الاهتمام بها تعلما وتعليما وتدريبا وكتابة ونشرا وادعاء المحبة دون الاهتمام بها وبذل الجهود في سبيل نشرها كلام في الهواء ولو أعلن المدعي بذاك على الهواء.

ومن المؤسف والمقلق  أننا نحن المسلمين نزداد تباعدا كل يوم فيما بيننا ورسالة الإسلام الأساسية هي الوحدة والاعتصام بحبل الله والتضامن والتكافل والتعاون و"الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها"،لماذا نحن لانهتم بلغتنا وثقافتنا؟؟ نلوم الغرب على دسائسهم ومكايدهم ومؤامراتهم لكن لماذا تركنا الفصحى ولجأنا إلى العامية؟؟ أم هي أيضا من مؤامراتهم؟؟ متى نخرج من مأزق المؤامرة ونظريتها؟ أليس الحديد يفلح بالحديد فلماذا لانقاوم مؤامراتهم ودسائسهم بالتدبير ونرد الصاع بالصاعين؟؟

وها هو اليوم العالمي للغة العربية يقترب وأرى الكثير من الاخوة ينظر إلى النصف الفارغ من الماء في الكأس،بدل مايفكر في استغلال هذا اليوم العالمي ويغتنم هذه الفرصة ليحتفل بهذا اليوم ويحتفي به ويعقد حفلة أو ندوة أدبية أومسابقة أو يفكر في مشروع جماعي هادف أو عمل فردي بالكتابة في جانب من جوانب مزايا اللغة العربية العديدة ويسهم في  إثراء المجتمع  وتوعيته ويضع بصمته تجاه هذه اللغة الحبيبة بدل ماينشغل بأمورتافهة ويعد الاحتفال بهذا اليوم في مصلحة الغرب ولا يمت إلى الإسلام والعروبة بصلة،وأن الأمم المتحدة هي التي قررت هذا اليوم فلماذا نطيع أوامر أعدائنا ونخضع للغرب والأمم المتحدة فشتان مابين من همه الإيجابية والسعي من أجل اللغة العربية وبين من ينشغل بقضايا لاتسمن ولاتغني من جوع وصدق الشاعر إذ قال:

لشتان ما بين اليزيدين في الندى     يزيد بن عمر والأغر بن حاتم

فهم الفتى الأسدي اتلاف ما له       وهم الفتى القيسي جمع الدراهم

 إياك أيها الأخ الكريم أن تهتم لأمور كهذه وتضيع وقتك الثمين في مثل هذه التوافه،وللعلم فإن الأمم المتحدة قررت هذا اليوم بوصية من المملكة العربية السعودية والمغرب وبعد جهود جبارة من الدول العربية فشكرا للجميع على تعيين هذا اليوم للغتنا الحبيبة،أضف إلى ذلك أن اللغة العربية ليست هي لغة المسلمين فحسب وإنماهي في مصاف اللغات العالمية ،وهناك عدد كبير من المسيحين لغتهم هي العربية فلاتحجر واسعا..

ولكن الجانب الأهم هنا أن مسؤوليتنا لاتنتهي بمجرد الاحتفال والاحتفاء بهذه اللغة بل يجب علينا جميعا حكاما وشعوبا أن نهب لحماية هذه اللغة والحفاظ عليها والالتزام بالفصحى وهجر اللغات العامية والسوقية الدارجة واللهجات المختلفة التي هي من أهم عوامل انحطاط لغتنا ومحو هويتنا ونعلم الأجيال القادمة اللغة العربية الفصحى التي اهتم بها سلفنا الصالح وثابر عليها وأوصى بالالتزام بها وذم اللحن والتكلم بغيرالفصيح وليكن نصب أعيننا خدمة هذه اللغة وحمايتها وصيانتها ودراستها وتعلمها وتعليمها وإثبات أنها ثابتة وستبقى قائمة مابقي القرآن وتظل هي اللغة العالمية والأولى في العالم وتتغير اللغات الأخرى وتنقرض وتندثر لأن الله سبحانه وتعالى لم يضمن لها بالحفظ والبقاء ولم تحظ أية لغة بهذا الشرف العظيم غير العربية..

تعالوا أيها الأحبة كي نكون يدا واحدا لنشر هذه اللغة ونقف في صف واحد وليكن ديدننا التكاتف والتضامن وشعارنا"معا من أجل اللغة العربية" وليكن هتافنا "اللغة العربية لغتنا" و هدفنا نشر لغة القرآن ولتكن غايتنا رضى الرحمن ودخول الجنان..

وإلى اللقاء أيها الاخوان