ولائم ومآذن وإضراب
ولائم ومآذن وإضراب
إبراهيم جوهر
السبت 5 أيار :
عن الولائم والمآذن والإضراب وأم 45 !!
بعد شهر بالتمام والكمال سأسأل : ما هي أم 45 ؟ !
في حزيران الفائت من العام الرابع والأربعين سألت : ما هي أم 44 ؟
كان العدد ( مناسبا) لما قد يتبادر إلى الذهن ... اليوم لا تبدو ( التورية) ناجحة كثيرا ...ولكنها التجربة ( الناجحة ) .
لتلك حديث في وقته ؛ بعد شهر .
التاريخ (اليوم ، والشهر ) ذكّراني بتلك الأيام البعيدة القريبة ، فعدت إلى هذه الأيام البعيدة القريبة !
بداية يوم صاف أتاح لي رؤية متجددة لما أرى ...جبال الشرق الشامخة البعيدة تبيّنتها بوضوح وصفاء ...كيف يرانا من هو هناك ؟
أرى الأبعد ثم القريب فالأقرب ...أرتّب ما أرى ؛
الجدار يطالعني على شكل منجل ، كدت أقول ، ولكن علامة السؤال أقرب للتشبيه ، يلتف حول قمة الجبل المقابل التفافا منقوصا وعلى يساره مباني جامعة القدس : جدار ، وجامعة ...وعلامة استفهام .
ثم جبال السواحرة الشرقية حيث المآذن تعلو تشقّ الفضاء ...باتت المآذن ورفعها عن المستوى المطلوب أسلوب تحد جديد ...تعلو المآذن في مجال الرؤية ؛ العبيدية ، والسواحرة ، وابو ديس ، والعيزرية .
لا أسأل عن دورها في التثقيف الديني هنا ...فلذلك مكان آخر . مساجد ومآذن ...وثقافة ( الطوشة ) والأنانية ، والعصبية القبلية تزداد ...
أتأمل علامة الاستفهام : جدار وجامعة ومآذن ...وعصافير مرحة في القرب مني .ويدور في ذهني أكثر من سؤال .
لا بد من تصحيح أوراق طلابي في الصف التوجيهي ليقفوا على مستوى استعدادهم للامتحان الرسمي بعد شهر وأربعة أيام ؛ بعد الخامس من حزيران بأيام أربع .
انتهيت من تصحيح الورقة الثانية في التعبير والنحو والبلاغة .
كان من المفترض تصحيح الورقة الأولى يوم الثلاثاء الفائت ( يوم العمال ) ولكن الكتابة عن رواية ( أسعد الأسعد ) والكسل والتأجيل ...منعني حتى اللحظة !
لدي فقرتان : زيارة خيمة ( أبو سميح ) ، وتلبية دعوة لحضور حفل خطوبة في العيزرية ...
برفقة صديقيّ الكاتب ( جميل السلحوت ) و ( محمد السلحوت ) ذهبت إلى خيمة أبي سميح ؛ خيمة الوحدة الوطنية . تناولنا طعام الغداء ، وكنت أشعر بنوع من الخجل والحيرة وكثير من الأسئلة ؛ فإضراب المختطفين ما زال متواصلا ، وهناك من يضرب ممن هو خارج المعتقلات الصغيرة ليشد أزرهم ... وأنا أتناول طعام فرح بالإفراج عن معتقل ما زال مضربا !
أمس قرأت لصديقي ( فالح العطاونة ) احتجاجا على يده التي تمتد في طناجر الولائم ... ( فالح ) يستكثر القليل من حق الإنسان ، وهناك من يستقلّ الكثير ممن يلغون في دماء الناس ، وجيوبهم ، وحقوقهم .
غريبة هي حياتنا . هذه التي يجب أن تستمر ؛ نضرب ، ونأكل . نموت ونتزوج . نمرض ونستقبل المولود الجديد ...هل يمكن أن يموت شعب يعزف على أوتار الحياة جميعها في اللحظة نفسها ؟!